كتبت نيويورك تايمز مقالاً بعنوان: وداعا أميركا التي كانت
ففي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، قال المحلل السياسي بريت ستيفنس إن الولايات المتحدة أصبحت في عهد ترامب “الصديق الذي لا يعرف أصدقاءه وقت الضيق”.وواصيفاً الرئيس ترامب, بـ “المغرور، الوقح، الهدام”.
وأضاف منتقداً تخلي ترامب عن عملاءة الأكراد مُذكراً بحادثة حصلت في ثمانينيات القرن الماضي للدلالة على "إخلاص" الولايات المتحدة آنذاك. فقد ذكر أن بحارا على متن حاملة الطائرات “ميدواي” التي كانت تمخر عباب بحر جنوب الصين، في تلك الأيام شاهد قاربا مثقوبا يغص بأشخاص فارين من استبداد الأنظمة الحاكمة في بعض دول منطقة الهند الصينية.
وساعد ذلك البحار في إنقاذ أولئك الفارين الباحثين عن اللجوء، فكان أن ناداه أحدهم صائحا “مرحبا أيها البحار الأميركي.. مرحبا برجل الحرية”.
على بعد تسعة آلاف كيلو متر من ساحة المواجهات العسكرية بشمال شرق سوريا بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد، تشهد واشنطن صراعا مختلفا بين الطرفين لكسب عقول وقلوب المسؤولين الأميركيين.
وتوجد في واشنطن لوبيات تركية وكردية قوية، وزاد من أهميتها دور الرئيس دونالد ترامب في تطورات الأحداث الأخيرة، خاصة منذ قراره سحب القوات الأميركية العاملة في شمال شرق سوريا، مما أفسح المجال أمام التوغل التركي.
اللوبي الكردي
وأكد خبير أميركي أن للأكراد وجودا مؤثرا في واشنطن سواء تعلق ذلك بممثلي إقليم كردستان العراق أو جماعات أكراد سوريا.
وتاريخيا يتلقى الأكراد دعما واسعا من اللوبي الإسرائيلي في واشنطن الذي يساعدهم للوصول لوزارة الخارجية والبنتاغون والبيت الأبيض.
ومع بدء الأزمة الحالية، وبعد ساعات من عبور القوات التركية لداخل سوريا، وصل إلى مكاتب أعضاء مجلس النواب رسالة إلكترونية من مكتب ممثل إقليم كردستان العراق عرض فيه آخر التطورات على جبهات المواجهة، ومحذرا من نتائج التدخل التركي.
وطالبت الرسالة أعضاء الكونغرس بالضغط على الرئيس ترامب كي لا يسحب القوات الأميركية الموجودة في شمال شرق سوريا.
واعتبرت الرسالة أن الانسحاب الأميركي “بمثابة ضوء أخضر للرئيس التركي كي يبدأ عملية الغزو”.
من ناحية أخرى، نظم ممثلو المجلس الديمقراطي السوري (جماعة أكراد سوريا) يوم السبت الماضي مظاهرة أمام البيت الأبيض للتعبير عن غضبهم من قرار سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا.
وشارك في المظاهرة عشرات الأكراد وعدد من المتعاطفين معهم من المواطنين الأميركيين.
بينما هاجم الخبير كيليتش كانات أعضاء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما الذين “بدؤوا نشاطا على تويتر يركز على الفوضى في سوريا. لقد ظلوا خمس سنوات دون قرار ودون تدخل مما أدى لخلق الفوضى. لقد تجاهلوا حلفاء أميركا وسخروا من مقترحات حل الصراع، والآن يتباكون”.
انقسام الخبراء
وينقسم الخبراء في واشنطن تجاه التطورات الأخيرة في شمال شرق سوريا. ويعتقد فيه بعض المختصين في الشأن التركي أنه لا يمكن لواشنطن التضحية بعلاقة التحالف الإستراتيجي مع تركيا من أجل مواجهة النفوذ الروسي أو الإيراني المتصاعد في منطقة شرق البحر المتوسط.
وفي المقابل يعتبر آخرون أن “تركيا لم تعد حليفا لواشنطن”، كما جاء في دراسة نشرها موقع مجلة فورين بوليسي للباحث ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية.