:الهبوط من التناقضات الفاخرة\ يوسف عالي العتيبي
مقالات
:الهبوط من التناقضات الفاخرة\ يوسف عالي العتيبي
:يوسف عالي العتيبي
16 تشرين الأول 2019 , 08:35 ص

الهبوط من التناقضات الفاخرة
 دخل العرب دوامة جديدة من التناقضات المتسارعة بتسارع الاحداث في الشمال السوري ..
اول هذه التناقضات ان القوات الامريكية التي أنسحبت من سوريا متخلية عن حلفاء أمريكا من الأكراد, دخلت الى العراق بالياتها ولم نسمع هتافات "أمريكا برا برا" ولا #العراق_تنتفض أو ينتفض بل لم نسمع عن ذلك حتى في الاعلام العربي كله!!؟


ثاني هذه التناقضات ان أوردغان انتقد الدولتان العربيتان مصر والسعودية اللتان أدانتا عدوانه واتهمهما ولم يتهم غير العرب وكأن وقوف العربي مع العربي اصبح من جنس الخيانه.


ومن العرب من لازال يفكر بطريقة أوردغان, فقطر التي سعى وزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم لعزل سوريا من الجامعة العربية هي من أيّد العدوان التركي على الاراضي السورية.


ومن التناقضات ان أوردغان الذي أيد التحالف في حرب اليمن عام2015 اصبح يدينه و تذكر حرب اليمن في خطابه وكأن لسانه حاله يقول الم أكن معكم وصمٌت فلماذا لا تصمتون عن عدواني!؟


وبما أننا وصلنا لسياسات المعاملة بالمثل فاليكم أفخم التناقضات الفاخرة ف ترامب يقول ان تخليه عن عملأؤه الأكراد في تنظيم قسد الكردي هو معاملة بالمثل لأن الأكراد لم يقفوا مع امريكا في الحرب العالمية الثانية!
الا ترون كم ان أمريكا اصبحت هزيلة فهل سيتجرأ العرب ويطلبون منه المعاملة بالمثل ومن ذلك ان تقف امريكا مع العرب الذين سارع زعمائهم أنذاك قبيل تلك الحرب لعقد مؤتمر في القاهرة في7يناير1939 , تبعه مؤتمر لندن في7فبراير من نفس العام واعلنوا وقوفهم مع الحلفاء ضد المانيا النازية واقنعوا مندوب فلسطين جمال الحسيني بان لا يفكر الفلسطينيين في التحالف مع هتلر, وقد كان تحالفهم معه قاب قوسين أو أدنى, بدعوى ان بريطانيا وعدتهم بوقف الهجرة اليهودية لفلسطين وان الأنجليز سيقررون بعد الحرب ان فلسطين وطن للفلسطينيين.
فهل يعاملهم ترامب بالمثل ويتخلى عن دعم "إسرائيل" لأن اليهود لم يقفوا معهم, بل لم  جروا ويجروا عليه وعلى العالم الا حروب ,سواء في تلك الحرب او من قبل او من بعد..

اسرائيل بدأ موقفها متناقضاً, ولكن ذلك لأنها كالغريق يتشبث بقشة فأمريكا انسحبت من شرق سوريا, فالعراق فتح المعبر بينه وبين سوريا واكتمل الهلال الخصيب وهي تري أنها وريث امريكا في عملاءها لذا أيدت (قسد) وهي فعلا ضد العدوان على تنظيم قسد الكردي فقط.


تناقضات هذا العدوان لا تعد ولا تحصى ساكتفي بذكر تناقض أخير فأوردغان يرى ان حربه دينية واسلامية وقال ان جيشه محمدي ونسي انه تشاور مع ترامب قبل بدء الهجوم وان في بلاده قواعد أمريكية وأنه زار شارون الملطخة يده بدماء الأطفال وزار قبر الصهيوني هرتزل في فلسطين المحتلة ووضع اكليل من الورود عليه والمحير ان بعض العرب لو شاهدوا شيعي يزور قبر الحسين لكفروه او فجروه.

وكل تناقض وانتم تهبطون منه بسلام


 

المصدر: وكالات+إضاءات