تعرفت عليه في مناسبة إحياء الذكرى الأولى لإستشهاد المرحوم ناهض حتر, شيخنا هو مصطفى أبو رمان, يعتبر شيخنا أن التقوى عماد الدين الإسلامي وأن التقوى عطاء وتضحية, كيف لا؟ فآيات الكتاب تربط دخول الجنة بالمتقين, المتقون لهم باع طويل في الخير وفي محاربة الشر والظلم, وهم المعطاؤون فليس من يقدم ويصلح في الأرض كمن يفسد فيها, ولا فرق لدى شيخنا بين إنسان وآخر وان اختلف معه بالفكر والمعتقد, فمحاسبة العباد هي من شأن رب العباد, كما جاء في محكم الكتاب في سورة الحج.
إِنَّالَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١٧﴾
قمة عطاء الخير تكون ببذل الروح دفاعاً عن الحق ورد الظلم عن المطلومين, لذلك تألم عند استشهاد ناهض حتر وفي ذكرى رحيله الأولى ومن تأثره أُغمي عليه فنقلته سيارة اسعاف للمشفى, هذه الحادثة كنت أنا كاتب هذه السطور شاهداً عليها.
كان شيخنا يؤم المصلين في جامع في عمًان بمنطقة تُعرف بالدائري السادس, كان جموع المصلين تملأ الجامع والطرقات المحيطة به وكانو يتسابقون للحضور, كان خطابه وطنياً بإمتياز, لم يفرق بين الناس بل دعى لوحدتهم.
شيخنا مصطفى أبو رمان ظاهرة تستحق الإحترام, لم يتسع صدر وزارة الأوقاف لكلماته فما كان منها إلآ ان اتهمته بالتشيع, وهذه التهمة كفيلة بطرده وقطع رزقه, بصلابة رجل الحق تقبل واقعه الجديد وصبر وواجه صعوبات الحياة بقلب الرجل المؤمن الصادق.
في الوقفة التضامنية في عمّان بالأمس كانت له كلمة فالقاها فلاقت قبولاً وترحيباً من جموع الحضور, نضعها لكم.