تمر علينا في هذه الأيام ذكرى مجزرة الإبادة الأرمنية, ما لا يعلمه الكثيرون ان أمر المجازر كان من الأتراك وان اليد المنفذة كانت بالأغلب على يد الأكراد, فالأكراد ساهموا قبل ذلك بالمجازر الحميدية بناءً على أمر من السلطان عبد الحميد الثاني وسميت تلك المجازر نسبة لإسمه.
الأكراد هم جزء من مكونات منطقتنا وهم بمعظمهم وافدين لبلادنا نتيجة لعوامل شتى, وفدوا بغالبيتهم للأنضول الشرقي والى شمال العراق بعد الحروب الصفوية السلجوقية في القرن السادس عشر الميلادي, في تلك الحرب اشترك الأكراد الى جانب العثمانيين ضد الصفويين, وجد السلطان العثماني أن في تثبيتهم بموقع متقدم بمواجهة الصفويين أمر مفيد, فأسس لهم أول مستعمرة بما يعرف بمدينة السلمانية في نينوي أو في أرض آشور, سأستعرض قصة تممدهم في لاحق هذا المقال.
جريمة إلإبادة الأرمنية تتشابه بشكل كبير مع جريمة الصهاينة في فلسطين, هذه الجريمة التي اقتلعت شعوباً من أرضها لتحل محلهم جماعات وافدة ولتتحول مدن الضحايا لمدن لغاصبين وافدين, أصبحت تلك المدن وما حولها تسمى زوراَ بمدن إقليم كردستان, النزعة القومية للأكراد ووهم كردستان قاد القوميون الأكراد للقيام بجرائم بحق من استضافوهم وآووهم, أكتب لأذكر بماض وحاضر اسود للعصابات القومية الكردية في أرض سوريا الطبيعية, ما حصل بالأمس في العراق والأناضول الشرقي, يحصل اليوم في شمال سوريا فالتاريخ يكرر نفسه وان اختلف بالشكل فيلتقي بالمضمون, بالأمس كانوا عملاء للعثمانيين والإنجليز وللصهاينة بعد ذلك واليوم أحفاد هؤلاء تحولوا لعملاء للأمريكين, يوجهون سهامهم لخاصرة سوريا التي آوتهم واستقبلتهم وخففت من محنتهم حتى تحولوا لمحنة لها, فلقدعضوا اليد التي امتدت لمساعدنهم واصبحوا عبئاً على الأرض التي احتوتهم واحتضنتهم, أكتب عن التاريخ لإستخلاص العبر, لم أطلب بيوم الإساءة اليهم, بل طالبت بمعاملتهم كمواطنين بحقوق متساوية, أنا لا أعمم, لكني أتكلم عن أغلبية جاهلة ابتلاهم الله بقيادات فاسدة تستثمر الشعور القومي لديهم لتحقيق مصالح الإستعمار وصولاً لتحقيق مصالح قادتهم الخاصة, الشعور القومي أمر مشروع لكل الناس بمعنى أخذ الحقوق الثقافية والمدنية دون تجاوز هذا السقف.
المجازر الأرمنية اتت على أرواح اكثر من مليون ضحية بريئة, انتزعت أرواحهم لتنزع أرضهم, مدنهم وقراهم, مثلت المجازر الأرمنية عملية تطهير عرقي كبرى سبقتها عمليات تطهير عرقي في بلاد آشور ولحقتها مجازر سيفو بعد ذلك في الصحراء السورية.
كثير من نخبنا وتحديداً من نخب اليسار تتعاطف مع المطالب الكردية في الإستقلال, الإستقلال يكون بالتحرر من سيطرة الأجنبي لا من صاحب الأرض منذ قرون خلت, يعود هذا الأمر لقلة المعرفة كما لقلة البحث التاريخي وغالباً لإدعاء التيار القومي الكردي باليسارية على الطريقة الأمريكية والصهيونية,
عاش الأكراد بيننا بكل احترام, منهم من كانوا قادة عبر تاريخينا كصلاح الدين الأيوبي ومنهم من حكموا دولاً كالدولة الأيوبية ومدناً كإمارة حلب, ومنهم من استشهدوا دفاعاً عن حرية بلادنا كوزير الدفاع السوري البطل يوسف العظمة ومنهم من كانوا من أبطال الإستقلال ووحدة بلادنا كإبراهيم هنانو ومنهم من حكم سوريا رئيساً ومن ترأس برلمانها ومنهم من سبق وحرر فلسطين, الأكراد في فلسطين يمثلون نسبة كبيرة من مواطنيه وهم عانوا ويعانون الأمرين من المحتل الصهيوني, لم يعانِ الأكراد ظلماً في أي بلد عربي عاشوا فيه وان لحقهم ظلم فهو ذلك الظلم الذي يلحق بكل مواطني البلد الذي يقطنوه..
للإضاءة على القضية القومية الكردية وما يتردد عن أرض كردستان لا بد من أن نعرج على مسألة تاريخية هامة.
كان أول ظهور مهم للقوميين الأكراد في بلاد آشور, بعد معركة (جالديران) في العام 1514 بين العثمانيين والدولة الصفوية, قام العثمانيون بعقد صفقة مع قادة الأكراد تتلحص بتوطينهم في بلاد آشور وتحديداً بشمال العراق فيما يعرف بالشمال العراقي على أن يساندوا العثمانيين في حروبهم ضد الصفويين في حينه, تم تأسيس أول مستعمرة للأكراد في شمال العراق حوالي 1540 وهي ما تعرف بمدينة السلمانية والتسمية هي مستمدة من إسم أحد السلاطين العثمانيين , تمت صفقة أجدادهم كصفقات أحفادهم بهذه الأيام مع الأمريكيين والمستعمرين, ثم كانت هجرة أخرى للأكراد بعد غزو (نادر شاه) لآشور سنة 1743 تم على أثرها هجرة واسعة لأكراد من إيران الى مناطق الأشورين والأرمن في أربيل ودهوك وكركوك وماردين ودياربكر وأرفا والجزيرة السورية,
لم يكتف الأكراد بالإقامة الطبيعية كحال من وفد منهم لفلسطين ولمدن بلاد الشام الرئيسية على اثر حروب الفرنجة التي تعرف بالحروب الصليبية, لقد تحول أكراد الشمال العراقي والسوري لشر على أهل البلاد الأصليين, لم يندمجوا في مجتمعاتهم الجديدة بل امتهنوا قطع الطرق والسلب والنهب كما ورد بكل كتب المؤرخين, أما ورد في وصف أطباعهم ومسلكهم فإليكم:
ذكرت الرحالة الإنكليزية السيدة (بيشوب) فى كتابها الرحلات عام 1895: "إن حياة القبائل الكردية تقوم على النهب والقتل والسرقة".
ذكر الرحالة الدكتور (جورج باسجر) حين قام برحلته إلى المنطقة الشمالية من العراق في العام 1828 ما يلي: "إن القبائل الكردية قامت بهجمات دموية مروعة على السريان فتصفيتهم وحرقت بيوتهم وأديرتهم".
ذكر المؤرخ (باسيل نيكتين) المختص بالقبائل الكردية: "إن الأكراد الذين يعيشون على حدود الرافدين يعتمدون القتل والسلب والنهب فى طريقة حياتهم، وهم متعطشون إلى الدماء"
كتب القنصل البريطاني رسالة إلى سفيره في العام عام 1885 يقول فيها: "إن هناك أكثر من 360 قرية ومدينة سريانية قد دمرها الزحف الكردي بالكامل وخصوصا فى ماردين"
كتب المؤرخ الدكتور (كراند) الخبير فى المنطقة وشعوبها فى كتابه (النساطرة) والنساطرة هم شعب آشوري سمي بالنساطرة على قاعدة دينية لا عرقية قال: "يعمل الأكراد فى المنطقة على إخلاء سكانها الاصليين وبشتى الطرق".
كتب المؤرخ الأنكليزي “هنري لايارد” في كتابه (البحث عن نينوى) عن رحلته في جبال شمال العراق فوصف معاناة السكان الأزيديين والمسيحيين من الآشوريين الكلدانيين والنساطرة والأرمن على يد بدرخان والأكراد بشكل خاص, وكتب ما شاهدته عيناه من جرائم تقشعر لها الأبدان ما يلي: “كانت قمم الجبال مكسوة برؤوس بشرية آشورية، بينما كانت الوديان ملأى بالجثث التي تمّ التمثيل بها، إذ بلغ عدد ضحايا الآشوريين على يد (بدرخان) أكثر من عشرة آلآف ضحية بموقع واحد.
أما الإبادة الأرمنية التي قامت بها العصابات الكردية بامر من الأتراك في ما بين 1915-1916 فأسفرت عن 1-2 مليون ضحية أرمني.
الفظائع التي قام بها الأكراد بحق الأرمن والكلدو آشوريين في الأناضول تقشعر لها الأبدان من بشاعتها وفحشها, أما عن الحديث عن فظاعاتهم فسأستشهد بما كتبته الكاتبة الآشورية العراقية " أيزابيل اشوري" كتبت : "عندما تعرضنا للمحنة بالموصل ولجأنا إلى الاكراد اغتصبوا نساءنا وسرقوا ما تبقى من اموالنا وكانوا يضعون علامة (ن) على بيوتنا“.
يدعي الأكراد بحقهم في كردستان وكردستانهم تتمدد وفقاً للمصالح الإستعمارية, لم ينشئ الأكراد مدينة واحدة في المنطقة التي يدعون أنها كردستان فكل المدن كانت قائمة قبل قدومهم اليها بمئات السنين وبعضها يسبق قدومهم بآلآف السنين فاربيل عاصمة مُلك البرزاني تاريخها الآشوري يمتد لِآلاف السنين, اليكم نبذة عن المدن التي يدعون أنها مدنهم:
مدينة اربيل: هي مدينة آشورية الأصل ، تأسست عام 2300 قبل الميلاد على يد السومريين واسمها الاصلى اريخا وتعنى مدينة الآلهة الأربعة, تشهد قلعة أربيل التاريخية على اشوريتها واكديتها.
مدينة دهوك: هي مدينة آشورية الأصل، واسمها الاشورى (نوهدرا) ويسميها البعض من اهالى القوش وقرى سهل نينوى (ات توك) منذ القدم. في دهوك معالم آشورية تعود إلى زمن الملك سنحاريب (705 – 568) قبل الميلاد.
مدينة تلسقف: تلسلف هي كلمة سريانية أي تلازقيبا الكلمة الأولى تعني التل ومعنى الثانية الصليب أو المرتفع, بعضهم يقول أن في جنوبها ثلاث تلال ترمز إلى الصليب فيكون معناها تل الصليب.
مدينة ماردين: يعود ذكر المدينة إلى العصر الآشوري في الألف الأول قبل الميلاد تعود أصل تسمية المدينة إلى اللفظة الآرامية التي تعني القلعة.
مدينة ديار بكر: هي مدينة سريانية أرامية ورد ذكرها في القرن الثالث عشر قبل الميلاد, سكن بها العرب بعد غزواتهم بجانب سكانها الأصليين, قام الأكراد بعد هجراتهم اليها بقتل أهلها بعملية تطهير عرقي بشعة وكردوها.
أما بالنسبة لمدن الجزيرة السورية فتم تكريدها بعد نزوح من قذفهم القدر من القوميين الأكراد اليها, فتحولت القامشلي لقامشلو وبقدرة قادر تحولت لمدينة كردية، كما أن دير الزور وكل مدن الجزيرة السورية فتحولوا لمدن كردية بإمائة أمريكية وصهيونيى, أمرتهم أمريكا بصناعة (روج آفا) أي كردستان الغربية في شمال سوريا فتحولت لغرب كردستان بأمر من االأمريكان وصهاينة الكيان, للعلم لم يدعِ قادة الأكراد قبل أقل من قرن بملكيتهم لأي شبر من الأرض السورية, خلال انعقاد مؤتمر (سيفر) في العام 1920. حينها لم يدعِ قادة الأكراد الماسون ملكية متر مربع واحد حسب خرائطهم المقدمة للمؤتمر أي مؤتمر اقتسام الغنيمة من العثمانيين بعد انهيار الدولة العثمانية, مؤتمر (سيفر) هو مؤتمر تنفيذي لتفعيل معاهدة (سايكس بيكو) حاله كحال مؤتمر (سان ريمو) و(لوزان) فيما بعد, بمؤتمر سيفر وعدت بريطانيا بإنشاء كيان كردي في الأناضول وشمال العراق وفي مؤتمر (لوزان) بعام 1923 تبخر الوعد نتيجة لإختلاف موازين القوى بين الأعوام 1920-1923 في تركيا حيث تمكن مصطفى كمال (اتا تورك) من تعزيز أوراقه التفاوضية بدعم من الثورة البلشفية.
في الوقائع التاريخية, في العام 1925 ابتدأت أولى الهجرات الكردية من الأناضول للجزيرة والشريط الشمالي السوري على أثر قمع (مصطفى كمال) العصيان الكردي المسمى بالثورة (النقشبندية) أو ثورة (الشيخ سعيد بيران), على اثر الثورة المذكورة حاكم (مصطفى كمال) قادة الثورة محاكمة سريعة وحكم عليهم بالإعدام فكانوا على أعواد المشانق بعد الحكم بساعات, لقد فر العديد من الأكراد من الأناضول لسوريا, قاربت أعداد من فروا يقدر بحوالي 300 ألف, قدموا لسوريا كلاجئين فاستقبلتهم سوريا كعادتها باستضافة المنكوبين.
وفي الواقع الحاليً وعلى أثر الحرب الكونية على سوريا, قام أكراد سوريا الدخلاء بخيانة الوطن الذي آواهم وحماهم حالهم حال الخائن (البرزاني) وعصاباته, في عام 1957، أجرى صحفي هندي يدعى (ر.ك. كارانجيا) حوارا مع وزير الحرب الصهيوني الأشهر (موشى ديان)، ثم أصدر الصحفي كتابا ضمنه الحوار حمل اسم «خنجر إسرائيل» لم ينتبه إليه أحد حتى وقعت مهزلة حرب 1967، وتمت ترجمته الى اللغة العربية، بل وحمل مقدمة بتوقيع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر , وصف الكاتب أكراد العراق كخنجر إسرائيلي في خاصرة العراق وسوريا, من اصدق ما قاله (موشيه دايان) حين رد على سؤال الصحفيً الهنديّ (ر.ك. كارينجيا) "ألآ تخشى أن يعلم العرب نواياكم؟ فكان الرد لا تقلق فالعرب لا يقرؤون", نعم أمة إقرأ لا تقرأ يا يرعاكم الله.
كما أن العرب لا يقرأون فالأكراد لا يتعلمون من دروس التاريخ, لم يتعلم الأكراد من درس مؤتمر (لوزان) حين تخلى عنهم مشغليهم في حينه, ما حصل مؤخراً من تصويت أكراد العراق على (الإستقلال) المزعوم في الشمال العراقي دليل وما حصل بعفرين السورية دليل آخر على تخلي المشغلين عن الأدوات.
تعتمد عصابات الأكراد القومية على تكريد المستضعفين من الشعوب الواقعة تحت نفوذهم فأكراد العراق لا يتجاوزون المليونين بينما يدعي ا(لبرزاني) أنهم ستة ملايين معتبراُ الإيزيديين والأرمن والآشوريين والشبك كرداً بينما هم أصحاب الأرض منذ آلآف السنين وقبل قدوم اي كردي لأراضيهم, كما أن أعداد أكراد الشريط الشمالي السوري لا تتجاوز نسبتهم 15% من مجموع سكانه حالياً.
لا تزال ذاكرة الأشوريين والأرمن حافلة بجرائم وفظائع العصابات الكردية, من أشهر السفاحين الأكراد زعيمهم (عبد القادر بك) و زعيمهم السفاح (بدرخان) ذائع الصيت بالإجرام والشهير بالتطهير العرقي..
لا بد من التمييز بين الأكراد والكرد الأصلاء في المدن, فالأكراد كالأعراب تجمعهم النذالة والخسة بينما كرد المدن فهم ابناءٌ صالحون لأوطانهم, منهم الأبطال الشجعان في الذود عن أوطانهم, لن ننسى البطل الكردي الشهيد (يوسف العظمة) وكيف تصدى للفرنسيين وهو وزير كما لن ننسى موقف الزعيم الكردي (ابراهيم هنانو) برفض خطط فرنسا بتقسيم سوريا,كثر من الكرد الأصلاء هم من خيرة أبناء سوريا وبلاد ما بين النهرين فهم ساهموا ويساهموا بنهضة بلدانهم وهم حريصون على وحدتها واستقلالها, لا يقتصر حقد أكراد الجبال على العرب فهم يضمرون كل شر وسوء للكرد الأصلاء, لهم مقولة تردد: ”اقتل الكردي المعرب قبل ما تقتل العقرب”.
ختاماً, بهذه المناسبة الحزينة أعزي اخوتنا الأرمن على ضحاياهم على يد العثمانيين وأدواتهم الأخطر في المنطقة, من المهم الإشارة أن عقيدة القوميين الأكراد هي عقيدة صهيونية فحقدهم على الآشوريين والأرمن له صلة بحقد الصهاينة على الأشوريين بسبب مزاعم السبي الآشوري لليهود, كما أن سياسة التصفية العرقية والإستعمار الإستيطاني الإحلالي هي عقيدة مشتركة بينهم.