العراق: الساحة الأكثر تعقيدا، الغوغاء، والعملاء، يتربصون به\ محمد محسن
أخبار وتقارير
العراق: الساحة الأكثر تعقيدا، الغوغاء، والعملاء، يتربصون به\ محمد محسن
محمد محسن
7 تشرين الثاني 2019 , 05:40 ص

الساحة العراقية ، الساحة الأكثر تعقيدا ، الغوغاء ، والعملاء ، يتربصون بها

وكـذا في لبنان لأنه يشبهها [ ولكن لا خشية ] فالحشد ، والمقاومة [ ضمانة ]

لقد سُرقت التظاهرات الشعبية المحقة ، ويبدو أن الحسم بات ضرورة وحاجة 

 

يجب أن نعترف ان المعسكر المعادي لم يخسر جميع مواقعه بعد ، وبخاصة في العراق ولبنان ، بل لا يجوز أن نعتقد غير ذلك ، ( لأن أدواتهم من حطام قوى الظلام الديني ، قوى الذبح ، وحملة الرايات السود ، تلملم نفسها عند كل منعطف ، وعلى وجه الخصوص في طرابلس الشام ) ، التي اخْتُطِفَتْ من موقعها العروبي بعد مقتل الحريري .

كما لا يجوز أن نستسهل امكانية تجاوز الجرح  المذهبي الغائر ، الذي نزل به ( بريمر ) عميقاً ،  وكرسه  في الدستور العراقي ، والذي يحاكي التوزع الطائفي والمذهبي القديم والراسخ في لبنان ، فهذه الأشراك التي تعتبرها بعض القوى المذهبية والطائفية مكاسباً لها ، ليس من السهولة التخلي عنها ، وعلى القوى الوطنية والعقلانية ، أن لا تتجاهل حجم هذه الدمامل بل العقبات ، التي خلفتها هذه الجروح ، في المجتمعين اللبناني والعراقي ، كما ولا يجوز أن تتجاهل ، حالة الخطف العملائي للتظاهر .

 من هنا نطل على الوضع المعقد في البلدين الشقيقين ، ومن هنا علينا أن ندرك أن الغوغاء قد تسرق الساحتين ، حينها ستتحين قوى الظلام المهددة بوجودها ، والقوى العميلة ، والمتضررة ، الفرصة لامتطاء ظهر تلك الغوغاء ، وتأخذ التظاهر المشروع إلى غير مصلحة الوطن ، وهذا ما وصلنا إليه الآن ، لأن جميع الوعود التي قدمها الرئيسان اللبناني والعراقي وغيرهما ، لم تخفف من غلواء التحرك ، بل زادته ضراماً ، وهذا ما يؤكد على اغتصاب التحرك  .

 والخطأ المحزن أن تتماهى القوى العقلانية التقدمية ، المتطلعة إلى التغيير الجذري مع هذه الهمروجة ، وتأخذها الرغبة فتقع في المحظور ، معتقدة أن هذه هي الفرصة المواتية  لتحقيق آمالها ، في الوقت الذي كان عليها التريث ، والخروج من الشارع ، والانضمام والمساهمة الجدية إلى جانب القوى الوطنية ، في مواجهة القوى التي تحاول سرقة وحرف ليس التظاهر المشروع فحسب ، بل سرقة دماء الشهداء التي قدمت عبر السنين من عام  / 2003 / حتى الآن . 

ومع كل هذه الساحات الملتبسة ، لا خوفاً على البلدين الشقيقين من حيث النتيجة ، لأن قوى المقاومة باتت أصلب عوداً ، والأقدر على الحسم ، ولكن لايزال من الأفضل أن لا تُلْجأ قوى المواجهة والتحرير إلى المواجهة ، تلافياً للدماء .

من هنا علينا أن ننبه إلى أنه من العبث الآن ، طرح الدولة المدنية غير الطائفية ، بدون تجاوز هذه العقبات الكأداء ، وقبل خلاص المنطقة من الكابوس الأمريكي ـــ الغربي ، الزارع والمستثمر في هذه الفخاخ وغيرها . 

وعلينا أيضاً أن نعتبر ، أن أمريكا ، وحلفاءها ، واستطالاتها في المنطقة ، ( اسرائيل ، وتركيا ، والملوك الأجراء ) هم الآن يدافعون عن مواقعهم  الأخيرة  وباستماته ، بعد أن كادوا يفقدون ليس حلمهم بل وجودهم في المنطقة ، الذي أُنْجِزَ ثلاثة أرباعه على الميدان السوري ، عندها ندرك حجم مصاعب مواجهة هذه المعركة ، لأنها المعركة التصفية بين معسكرين ، ولأن قوى المواجهة الوطنية مطالبة بملاحقة ، ومهاجمة  جميع الزوايا التي تختبئ فيها قوى الظلام  الاحتياطية .

لا أقصد تعقيد الحلول أمام القارئ ، ولكن أكون موضوعياً إذا قلت أن معركتنا الآن هي المعركة التصفية كما ألمحنا ، المعركة التي ستخضع جميع القوى العميلة ، وتقضي على القوى الظلامية السوداء ، بقايا الرايات السود ، واستئصالها جذرياً حتى ، لا تنبت ثانية ، وبذلك يكون العملاء ذاتهم هم من وضعوا أنفسهم أمام الامتحان الأخير . التي زرعها الغرب ألقاتل .

إذن المعركة  الآن : 

هي أم المعارك لأنها الحرب ( التصفية ) و( الخلاص ) ( التاريخية ) ( التغييرية ) بكل المعايير  .

لقد كان مهر الحرية والخلاص كبيراً ، قدمه شعبنا بكل سخاء لامثيل له ، ونحن الآن لانزال في صلب المعركة ، أو في الربع الأخير منها ، ولن نفرط بما قد تم انجازه مهما كانت التضحيات .

وعلى معسكر الأعداء أن يدرك ذلك ، وأننا لانزال نمسك بالزناد من أجل الخلاص .

 وللعدل والحق ، على شعبنا أن يدرك أن دماء الشهداء النبيلة ، التي قدمها ، لن تجلب الحرية له بل لجميع شعوب العالم ، لأن هزيمة الاستعمار الغربي المتوحش في بلادنا ، هي هزيمة له في كل أنحاء الأرض .

 من هنا نطل على حجم المعركة بمآسيها وبإنجازاتها التاريخية ، وندرك أن نسائم الحرية تستحق ، أن نقدم على مذبحها كل ما قدمناه وأكثر ، ولأننا ولأول مرة نواجه ودفعة واحدة ، مخلفات تاريخ من الاستعمار ، الذي ران على شعوبنا قروناً طويلة ، واغتال دورنا الحضاري الانساني ، وحولنا إلى كم بشري تابع مهمل ، يفكر عنا ، ويسرقنا ، ويعاقبنا ، ويقتلنا .

 وذلك منذ أن أغلقوا جبل طارق بوجه السفن الكنعانية  ، مغتالاً دورنا الحضاري الانساني ، الذي كان لنا فيه حق السبق والريادة [ ليس في هذا مبالغة ] 

المصدر: وكالات+إضاءات