من وحي الذاكرة, في صالون الحلاقة\
منوعات
من وحي الذاكرة, في صالون الحلاقة\
د. ياسر أكرم دودين
26 تشرين الثاني 2019 , 00:00 ص

 

منذ 4 سنوات كنت اذهب بانتظام ل محل حلاقه الشعر انا واولادي هي مهنه حساسه في نظري لا تستطيع تغيير صاحبها بسهوله ..ولم يصدف ان انتبهت او اعرت انتباها لميوله الى حزب يسمى "حزب التحرير الاسلامي "=المطالب بالخلافه ..فكان اغلب روحاتي عنده سريعه واتجنب الاحاديث معه ..اخر مره من 4 سنوات ذهبت ..فوجدت عنده زبائن منهم صغار وجايب تلفزيون ودش ..وحاطط على محطه سعوديه دينيه فيها شيخ يزبد ويتوعد ويتنحنح عن عذاب القبر ..!! قلت له لو سمحت غير لنا المحطه ..يكفينا عذاب الدنيا ..وعندك صغار في المحل ضع لهم شيئا اخر اذا كنت تود تسلية الزبائن ...ففوجئت به وهو الغر الاصغر مني بكثير يريد اعطائي درسا دينيا ..فقمعته فورا قائلا ,  اللي بعرفه في الدين وانا ف ابتدائي بدك 20 سنه لما تعرفه ..فبلاش تعمل علي معلم ...وبرجع بحكيلك هدول ولاد زغار عندك ..ما ذنبهم يستمعون لمدعي ارزقي من الوهابيين الذين يقبضون مالا لاجل هرائهم هذا ..فانقبض اخينا ودور الجهاز ووضعه على محطه اخرى كانت لتلاوه القرآن الكريم ..!! واردف منتصرا,  اظن هكذا ما لكش حجه ..قرآن كلام ربنا ...قلت له فورا : لا لي حجه ..شرط سماع القرآن الانصات ..ونحن هنا غير منصتين في شارع وسيارات وابواق ..وانت عليك ان تؤدي عملك صح لا ان تنصت وتتركه ...وهنا انهى حلق شعر ابني ..فاعطيته اجره بدون ان اكمل انا وولدي الثاني وخرجت بلا رجعه ..!!

المصدر: وكالات+إضاءات