بم تفكر؟
الواقع القائم: تحالف الضبع الاجتماعي والقاتل الاقتصادي
الثورة الاجتماعية العالمية.
حراكات الساحات وحركات الشرائح الاجتماعية رد فعل على سياسات الافقار والتجويع والظلم والاضطهاد والتهميش التي تتبعها قوى التبعية في الحكم وفي السوق وفي صفوف النخب ( الضبع الاجتماعي)، حيث تقف الطغمة المالية العالمية ( القاتل الاقتصادي) خلف هذه السياسات وفي الوقت ذاته تشكل حماية قمعية وعلى كافة الصعد لقوى التبعية هذه، حيث توفر لهم الحماية الاعلامية والسياسية والقمعية والمالية، بإشراكهم بفتات النهب العام للثروات والمقدرات الاقتصادية والمالية لدول ومجتمعات المحيط ومجتمعات الدول الرأسمالية ذاتها.
الحراكات هذه هي رد فعل طبيعي على فعل الاستغلال والنهب وعلى فعل الاضطهاد والتجويع والإفقار الممنهج من قبل العالم الرأسمالي، وخاصة الطغمة المالية، إلتى استولت على القرار الاقتصادي والسياسي والثقافي والديني، بعد انهيار المعسكر الاشتراكي،
الحراكات رد فعل طبيعي ( وليس عفوي ) على السطو والنهب والاستغلال على حساب الفقراء والمظلومين والمضطهدين والمعذبين في هذه الأرض.
الحراكات هذه في سيرورة تطور إلى فعل حقيقي، فعل التغيير أو فعل الثورة، شرط أن تتبلور قوى اجتماعية ، صاحبت مصلحة حقيقية في التغيير، إلى قوى بذاتها تؤمن بدورها التاريخي وتثق بقوتها الحقيقية في إحداث التغيير، أي أن تحمل مهمة تشكل
"حامل اجتماعي" لمشروع التغيير،
والشرط الثاني أن تتبنى هذه القوى متلازمة : التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي.
واقع الحراكات في الجوهر تعبير فعلي وعلى الأرض عن فتح الأبواب أما الثورة الاجتماعي العالمية ( بغض النظر عن محاولات المركز الرأسمالي، وتحديداً الطغمة المالية المحلية والعالمية، من إحتواء هذه الحراكات، والوقائع السابقة والحالية تدل على فشل محتم)
نعم نتفق مع قوى المقاومة والممانعة في مشروع التحرر الوطني ولكننا نختلف معهم في مشروع التحرر الاجتماعي، الحقائق والمعطيات القائمة على الأرض تؤشر وبوضوح بلوري إلى الدخول في مرحلة التحرر الاجتماعي ليس على صعيد دول المحيط وحسب بل على صعيد مجتمعات المركز الرأسمالي العالمي.
من يفقد بوصلة "التحرر الاجتماعي" اليوم ، وفي هذا الظرف بالذات، سيحصد خسارة محتمة لإنجازات التحرر الوطني، ودروس حركات التحرر في الجزائر والعراق وسوريا واليمن لا تزال ماثلة أمام العين.
الثورة الاجتماعية العالمية تفعل فعلها الهادئ اليوم وغذاً ستكون هادرة.