ترامب طمئن اليهود الأمريكيين بأنه أفضل صديق لإسرائيل:
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء يوم السبت أن إسرائيل لم يكن لها صديقٌ أفضل منه في البيت الأبيض من قبل ، و على عكس سابقيه ، فقد أوفى بوعوده لليهود و الإسرائيليين .
و قد قام ترامب بإشباع رغبة جمهورٍ بلغ عدده المئات في القمة الوطنية للمجلس الأمريكي-الإسرائيلي في فلوريدا ، من خلال سرده لسجله في انجاز القضايا ذات الأهمية لليهود ، بما في ذلك مجموعةٌ واسعة من الآراء حول وعده بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيلية و نقل السفارة الأمريكية من هناك تل أبيب .
كما و نفذ ترامب قراره في وقتٍ سابق من هذا العام عاكساً أكثر من نصف قرن من السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ، و ذلك من خلال الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان ، المرتفعات الاستراتيجية على الحدود مع سوريا .
و قد ضم الوفد المرافق لترامب أثناء الحفل ، وزير الإسكان و التنمية الحضرية بن كارسون ، إلى جانب النائب الجمهوري جيم جوردان و مايكل والتز ، الذين وصفهم ترامب بأنهم "محاربان" يدافعان عنه ضد "الاضطهاد" في التحقيق في قضية الإقالة .
و قد قال ترامب ، أن هناك مشكلة واحدة لدى بعض اليهود الأمريكيين ، قائلاً : " أنتم شعبٌ عظيم ، إلا أنكم لا تحبون إسرائيل بما فيه الكفاية " . و قال ترامب بعض التصفيق : " علينا أن نجعل شعب بلدنا ، هذا البلد ، يحب إسرائيل بشكلٍ أكبر، و هذا ما يجب أن أخبركم به ، و يجب علينا جميعاً ان نعمل سوياً لتنفيذه ، علينا أن نزيد من محبي إسرائيل " .
-
إذا لم يتمكن جاريد كوشنر من القيام بذلك ، فلن يحققه أحد
قدم الرئيس صهره و مستشاره الكبير جاريد كوشنر ، الذي لعب دوراً رائداً في مساعدة الإدارة الأمريكية على صياغة خطتها للسلام في الشرق الأوسط .
أضاف ترامب : " الكثير من الناس يقولون أنه لا يمكن القيام بهذا الأمر ، بل و يقولون أن هذا الاقتراح يعد الأصعب و الأعقد من بين جميع القرارات و الصفقات ، و لكن إذا لم يتمكن جاريد كوشنر من القيام بذلك، فلن يستطيع أي شخص آخر تحقيقه بكل تأكيد".
قال البيت الأبيض إن خطته للسلام في الشرق الأوسط قد اكتملت و وعد بنشرها بعد الانتخابات الإسرائيلية في سبتمبر . فلا تزال الخطة التي طال تأجيلها قيد التنفيذ ، و يبدو أن إسرائيل تتجه إلى الجولة الثالثة من الانتخابات هذا العام . كما و تواجه الخطة أيضاً رفضاً حاداً من جانب المسؤولين الفلسطينيين ، الذين يعترضون على ميول إدارة ترامب المتحيزة لإسرائيل بشكلٍ واضح .
-
لن يسمح لطهران بالحصول على الأسلحة النووية
خلال خطاب ترامب ، انتقد أيضاً العدو الإسرائيلي اللدود " إيران " ، قائلاً أن الولايات المتحدة قد انسحبت من الصفقة النووية الإيرانية مع القوى العالمية الأخرى لأنه يجب ألا يُسمح لطهران مطلقاً بالحصول على الأسلحة النووية .
في حين عبر ترامب عن دعمه للمواطنين الإيرانيين الذين يحتجون على قرار حكومتهم بسحب دعم الوقود ، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار في إيران . و قال ترامب إنه يعتقد أن الآلاف من الإيرانيين قتلوا في الاحتجاجات و أن الآلاف الآخرين قد تم اعتقالهم . حيث قال "أمريكيا ستقف دائماً مع الشعب الإيراني في كفاحه المشروع من أجل الحرية " .
-
التودد لليهود الأمريكيين
قال الرئيس الأمريكي ترامب إن اليهود الأمريكيين كانوا مخطئين في التصويت للديمقراطيين في عهد سلفه باراك أوباما, قال مخاطباً جمع منهم : " لقد صوت الكثير منكم لصالح بعض الأشخاص في الإدارة الأخيرة، ففي يوم من الأيام سيكون عليكم توضيح ذلك لي، لأنني لا أعتقد أنهم أحبوا إسرائيل بشكلٍ كافي ". و أضاف ترامب :" لم يكن لدى الدولة اليهودية صديقٌ أفضل في البيت الأبيض من رئيسكم دونالد ج. ترامب ".
لا يشكل اليهود سوى جزءً صغيرا من الناخبين الأمريكيين ، لكنهم يمثلون في فلوريدا جزءاً مهماً من اللغز الانتخابي, فتاريخياً ، صوت اليهود بأغلبيتهم للحزب الديمقراطي .
وقد عمل ترامب، الذي يأمل في تكرار استراتيجيته التي استخدمها عام 2016 في العام المقبل بالفوز بإعادة انتخابه من خلال التراكم الاستراتيجي لأصوات الشرائح و التكتلات الانتخابية في الولايات الرئيسية وعمل بجدية لجذب اليهود الأمريكيين واستمالتهم لصفه.
-
من هي أكبر الجهات المانحة لترامب؟
المجلس الإسرائيلي-الأمريكي هو منظمة غير ربحية، ومن بين مموليها الملياردير الأمريكي و صاحب سلسلة من الكازينوهات اليهودي الصهيوني "شيلدون أدلسون" وزوجته ميريام، وكلاهما من أنصار ترامب البارزين و داعميه .
ظهر "شيلدون أدلسون" على خشبة المسرح لتقديم ترامب، مع تأكيد ميريام أدلسون أن ترامب قد دخل بالفعل في سجلات التاريخ اليهودي، وذلك قبل أن يكمل ولايته الأولى في منصبه .
و قد تبرعت عائلة أدلسون بمبلغ 30 مليون دولار أمريكي لحملة ترامب الانتخابية في الأشهر الأخيرة من انتخابات عام 2016. و تلا ذلك التبرع تبرعاً جديداً بمبلغ 100 مليون دولار للحزب الجمهوري لانتخابات الكونغرس في نوفمبر الماضي .
هذا وقد نشرت يديعوت على موقعها بالإنجليزية مقالاً بعنوان: "ترامب لا يهتم حقاً بإسرائيل" بقلم الكاتب تسيبي شميلوفيتسو جاء فيه:
تتكون القاعدة السياسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ثلاث مجموعاتٍ رئيسية ، ألا و هي الرجال البيض الغير متعلمين أي الرعاع، والمسيحيون الإنجيليون واليهود الأرثوذكس .
وهذا تحالفٌ الثلاثيٌ غريب بعض الشيء، ولكن هذا التحالف هو القاعدة الجماهيرية والسياسية التي يستهدفها ترامب للحصول على التأييد الجماهيري في كل قرارٍ سياسي يتخذه كي يبقى محافظاً على منصبه .
كما أنهم يقدمون له الدعم المطلق، والذي لولاه لما كان قد انتخب رئيساً للولايات المتحدة في عام 2016 ، ولن يكون لديه أي فرصة لإعادة انتخابه العام المقبل، وترامب يعرف ذلك جيداً. فالأمريكيون الذين ينتمون إلى هذا المثلث هم الوحيدون الذين يحرص ترامب على عدم الإساءة إليهم ، و هم أيضاً الذين يسعى أن يكون ظاهراً بشكلٍ دائم أمامهم و يتواجد بينهم .
ففي الأسبوع الماضي، ألقى ترامب خطاباً أمام مؤيدي الجالية اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة في نيويورك، وناقش وضع إسرائيل علنياً لأول مرة منذ أسابيع.
حيث قال نكتةً سيئة عن الوضع السياسي الإسرائيلي الغير مستقر ، قائلاً : " ما زالوا يجرون انتخاباتٍ ولكن لا أحد يُنتخب حقاً "، بينما حصل هو على نسبة تأييدٍ تصل إلى 95 % في إسرائيل حسب قوله.
لكن اللحظة الأمثل التي أظهرت حقاً ميول ترامب حول ما يحدث كانت عندما تحدث عن الوضع الأمني في جنوب إسرائيل، كما لو أنه كان مراسلاً صحفياً يغطى الأوضاع من قلب الحدث، حيث قال : " الوضع جنوني ، فالصواريخ تتطاير وإسرائيل ترد بإطلاق النار من جديد " .
و المعروف أيضاً أن ترامب عادة ما يتدخل في القضايا التي لا تعنيهه ، و هو عادة لا يهتم بأي موقف تقريباً لا يؤثر عليه شخصياً، لأن الشيء الوحيد الذي يهتم به دونالد ترامب هو نفسه فقط .
فكل ما يجري بين الإسرائيليين و الفلسطينيين لا يهمه البتة ولا تربطه به أي علاقة أو أدنى اهتمام ، وذلك لأنه لن يستطيع أن يكسب أي أموال من ذلك، ولأن الأمر ليس ذي فائدة سياسية تعود عليه بالنفع .
ولكن ربما سيتدخل أو يشعر ببعض الاهتمام حول الأمر إن اعتقد أنه قد يحصل على جائزة نوبل للسلام ، و لكن في حقيقة الأمر فهو يعلم أن ذلك لن يحدث.
وإعلامياً، يبدو أن قرار انسحاب ترامب من الشرق الأوسط يتماشى مع مقاربته الانفصالية وجملته المعهودة منذ حملته الانتخابية " أمريكا أولاً "، والتي ساعدته على تولي المكتب البيضاوي في المقام الأول .
و لكن في الواقع، ترام لم ينسحب من الشرق الأوسط في الأساس، بل قام بإعادة نشر القوات الأمريكية فحسب. فقد أرسل الآلاف من الجنود الأمريكيين إلى المملكة العربية السعودية بناءً على طلب صديقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقرار سحب القوات الأمريكية من المنطقة الكردية في سوريا بطلبٍ من حاكمٍ استبدادي آخر هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان .
و من ناحيةٍ أخرى ، فإن تجاهل ترامب لما يحدث في إسرائيل ينبع بشكلٍ رئيسيٍ من عدم اهتمامه بما يحصل هناك في الأساس فهو الآن لديه ضغطٌ سياسيٌ يكفيه بسبب قضايا المسائلة التي تلوح له في الأفق القريب بعد كل شيء .
لكن الشيء الأكيد هو أن دونالد ترامب لا يهتم حقاً بإسرائيل ، وهو بالتأكيد لا يهتم بما سيحدث بعد يومٍ من مغادرته البيت الأبيض.
فما يبدو و كأنه دعمٌ غير مشروط من جانب ترامب لإسرائيل و نتنياهو ، بينما يهتم في المقام الأول بتعزيز تفوذه السياسي ، والحفاظ على اليمين المسيحي و اليهود الأرثوذكس متحدين بالكامل وراءه ظهره كقاعدة جماهيرية سياسية يرتكز عليها ليبقى في منصبه أطول فترةٍ ممكنة .
وهذا يدفع الكثير للشك والاعتقاد الخاطئ بأن سياسة ترامب ، تبدو كأنها شيكٌ مفتوح يقدمه لإسرائيل على مدى السنوات الثلاث الماضية ويسمح له باكتساب جزءٍ آخر مهم من قاعدة مؤيديه المبطنة، ألا وهي قضية معاداة السامية . فإسرائيل هي واحدة ٌمن الدول القليلة في العالم التي يحظى فيها ترامب بشعبيةٍ كبيرة ، و ربما نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس يبرر هذه الشعبية ، و لكن على طول السنوات السابقة ، فالدعم الذي كانت تحصل عليه إسرائيل من الحزبين الأمريكيين الرئيسيين ، الديمقراطي والجمهوري، قد دُمر تماماً .
و الجدير بالذكر أنه إن أردنا تقييم سياسة ترامب على المستوى الشخصي الغريزي ، والذي يتصرف ترامب بناءً عليه بما نسبته 90% من وقته وتصرفاته، فهو ببساطةٍ يحتقر المسلمين والعرب ، حتى أولئك الذين يتعامل معهم .