جريمة قتل امرأةٍ جديدة صدمت الجمهور التركي و تسببت بموجةٍ من الغضب والتوتر على وسائل التواصل الاجتماعي . ففي وقتٍ متأخرٍ من مساء يوم الثلاثاء الماضي ، توجهت سيرين أوزديمير ، طالبة الفنون البالغة من العمر 20 عاماً من مقاطعة أوردو المطلة على البحر الأسود ، إلى المنزل بعد درس الباليه . حيث تبعها رجلٌ إلى باب منزلها دون أن يلاحظه أحد ، و هناك أخرج سكيناً و طعنها عدة مرات ، و قد توفيت الطالبة متأثرةً بجراحها في المستشفى في نفس اليوم .
و قد أدين القاتل المشتبه به بالفعل 12 مرة لارتكابه جرائم مثل قتل الأطفال و السطو المسلح . و قبل أن يقتل الشابة ، كان قد هرب من السجن . وبعد يوم من جريمته الشنيعة، تم القبض عليه في محطةٍ للحافلات ، و ما زالت النيابة العامة تحقق في القضية .
لم يكن الجمهور التركي هو الوحيد الذي صدم من هذه الجريمة ، فقد أعرب سياسيون رفيعو المستوى عن تعازيهم و طالبوا بمعاقبة الجاني بأقصى العقوبات القانونية الممكنة . فمن بين أشياءٍ أخرى ، يشعر العديد من الأتراك بالذعر من أن القاتل يمكن أن يهرب من السجن مجدداً كما فعل سابقاً .
و قد صرح عبد الحميد جول وزير العدل التركي من حزب العدالة و التنمية الإسلامي المحافظ : " لقد أصابنا الحادث بحزنٍ كبير . و نحن نأمل جميعاً ألا تحدث مثل هذه الحالات مرة أخرى . يحقق المدعون العامون لدينا في جميع جوانب الحادث في هذه اللحظة ، و ننتظر نتائج التحقيق ". و قال جول إن كل ظروف الهروب تم النظر فيها بعناية . كما عبر وزير الداخلية التركي سليمان سويلو عن تعازيه الشديدة لأهل الضحية و قال إنه آسفٌ أن لا شيء سيعيد لهم ابنتهم للحياة .
-
المشكلة المتكتم عليها
ليس من الطبيعي أن يولي سياسيو الحكومة التركية أي اعتبارٍ للعنف ضد المرأة ، فلفترةٍ طويلة ، ابقت الحكومة و النظام القضائي التركي المشكلة تحت السجادة ( تكتمت عليها و ما أعطتها اهتمام كافي ) ، على الرغم من أن منظمة " We Will Stop Femicide" النسوية تقدر عدد جرائم القتل المسجلة للنساء في البلاد حتى الآن هذا العام بـ 430 جريمة قتل .
لكن الإنترنت و جماعات حقوق المرأة نجحوا في وضع الحكومة و القضاء تحت ضغطٍ متزايد . ففي الأشهر القليلة الماضية ، تصدرت العديد من أعمال العنف الشديد عناوين الصحف و أظهرت بوضوحٍ أنه في كثير من الأحيان ، لا يتم اتخاذ إجراءات ٍكافية عندما تكون الضحية في جرائم القتل و العنف "امرأة" .
كما تسبب مقتل "سيت" البالغة من العمر 23 عاماً من أنقرة، والطريقة التي قتلت بها حسب تمثيل الجريمة من قبل المحققين، في غضبٍ واسع النطاق حيث اغتصبت المرأة الشابة في المكتب من قبل رجلين مخمورين، كان أحدهما رئيسها في العمل، ثم أُلقيت من النافذة. حيث قال الرجلين بأنها قد قفزت وأودت بحياتها و لم يتم دفعها .
وقد وجد الطبيب الشرعي أن الضحية عانت من كسرٍ في الرقبة و وجود سوائل في منطقة الشرج وأن لديها مواداً مخدرة في دمها. وعلى الرغم من ذلك، وصف الطبيب الشرعي ومحامي الدفاع القضية بأن ما حصل "جنسٌ بالتراضي" ، حيث أنه بعد كل شيء ، قررت الشابة "سيت" شرب الكحول مع رجل في مكان معزول ، مما ينفي فرضية اغتصابها تلك .
-
محاولة التستر
استمرت المحاكمة لمدة نصف عام ، وكانت ترافقها مظاهراتٍ و بيانات تضامنٍ من النساء ، إلى جانب استجابةٍ كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي .
في يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي ، أعلنت المحكمة في أنقرة أن أحد الجناة سيتلقى عقوبة بالسجن مدى الحياة و شريكه سيسجن لمدة 19 عامٍ تقريباً .