للمرة الثانية في شهرٍ واحد ، صوتت كندا لدعم قرار حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة ، وفقاً لتقارير CBC.
فقد صوتت كندا بشكلٍ منتظم ضد أو امتنعت عن التصويت على 16 قراراً بشكلٍ متكرر بشأن القضايا العربية الفلسطينية التي تعرض على الجمعية العامة كل عام، بما في ذلك القدس الشرقية، والسيادة على الموارد الطبيعي، وعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
و لكن قبل شهرٍ واحد ، عكست كندا توجهها بشكلٍ مفاجئ بشأن قرار "حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير" خلال تصويتٍ أولي في لجنة الأمم المتحدة التي تتناول قضايا حقوق الإنسان. ويوم أمس الأول الأربعاء، صوتت مرةً أخرى لصالح القرار الذي أقرته 167 دولة. في حين امتنعت 11 دولة عن التصويت، وصوتت 5 دول ضد القرار، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة وأستراليا وجزر مارشال وميكرونيزيا.
بدأت سياسات كندا في الشرق الأوسط تتجه نحو موقفٍ أكثر تأييداً لإسرائيل في عهد رئيس الوزراء الليبرالي السابق بول مارتن، ثم تسارع هذا الاتجاه بشكلٍ كبير في ظل حكومة المحافظين بقيادة ستيفن هاربر.
كما أعرب رئيس الوزراء الحالي جوستين ترودوعن دعمه لإسرائيل، لكنه جدد أيضاً تمويل كندا لوكالة الأونروا ، والذي كان مجمداً خلال فترة حكم هاربر في منصبه، ودعا إلى التحقيق في أعمال العنف في غزة بينما لم يذكر دور حركة حماس في العنف.
وقد عبرت عدة مجموعات يهودية كندية يوم الأربعاء عن غضبها إزاء موقف كندا الجديد حيث نشر مركز إسرائيل والشؤون اليهودية (CIJA) بياناً يشير فيه إلى أنهم لا يزالوا غاضبين ويشعرون بخيبة أملٍ شديدة من أن كندا صوتت ضد إسرائيل، الحليف الديمقراطي لكندا.
وقال شيمون كوفلر فوغل، الرئيس التنفيذي لمركز إسرائيل والشؤون اليهودية CIJA في هذا السياق: "قدم مركزCIJA احتجاجاتٍ قوية للحكومة الكندية حول هذا الموضوع، بما في ذلك خلال اجتماع مع رئيس الوزراء جوستين ترودو، حيث أن مركزCIJA كان يتوقع أن تتبنى كندا طرقاً هادفة وملموسة لتأكيد دعمها غير المشروط وصداقتها لإسرائيل.
كما عبرت منظمة بناي بريث اليهودية لكندا عن غضبها الشديد ، لأن كندا حافظت على تصويتها لصالح القرار المعادي لإسرائيل.وقالت المنظمة في بيان لها: " عبرت بناي بريث لرئيس الوزراء ووزير الخارجية عن غضبنا الشديد بسبب التصويت لصالح القرار ، وأضاف لقد توقعنا أن كندا لن تسمح لإسرائيل بأن تكون مستهدفةً بشكلٍ غير عادل في الأمم المتحدة, لقد أبلغناهم أن هذا الأمر إلى جانب الالتزام بأمن إسرائيل هو أمرٌ غير قابلٍ للتفاوض وأن منظمة بناي بريث ترفض الادعاء بأن المستوطنات هي القضية الأساسية للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.وفي رأينا، تظل القضية الأساسية هي رفض الزعماء الفلسطينيين ومؤيديهم حق إسرائيل في الوجود، وحق الشعب اليهودي القانوني في السيادة في وطنه التاريخي القديم".
وقال مايكل موستين، الرئيس التنفيذي لمنظمة بناي بريث في كندا: "هذا التصويت ينعكس بشكلٍ ضعيف على سجل كندا كمدافعٍ عن الديمقراطية والعدالة ،وهو يلطخ سمعة كندا ! . ففي الأسبوع الماضي ، أكد رئيس الوزراء جوستين ترودو للجالية اليهودية أن كندا ستدافع دائماً عن حق إسرائيل في العيش بأمان، ولكن التصويت لصالح هذا القرار لا يتماشى مع هذا الالتزام على الإطلاق ".
وفي الوقت نفسه ، رحب مبعوث السلطة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة ، رياض منصور ، بالخطوة الكندية معتبرها انجازاً تاريخياً و خطوةً شجاعة من قبل كندا .وقال لـ CBC: " على الرغم من أنها كانت خطوةً بطيئةً و متأخرة ، لكنني سعيدٌ للغاية بها، خاصةً أن هذا التصويت كان مهمٌ وإيجابيٌ للغاية ".
وأضاف : " لقد شاركت شخصياً في مناقشاتٍ مستفيضة مع زملائي في وزارة الخارجية في أوتاوا ما قبل التصويت، لكن ما زال أمامنا الكثير للقيام به ".
وقال أنتوني هينتون ، المنسق السياسي في البعثة الكندية لدى الأمم المتحدة ، في خطابٍ مقتضب للمندوبين بعد تمرير القرار: "لقد صوتت كندا بالتأييد لهذا القرار لأنه يتناول إحدى القضايا الأساسية للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، حيث تدعم كندا بقوة الإجماع الدولي حول حل الدولتين، بحيث يمكن للشعبين أن يتمتعوا بمستقبلٍ آمنٍ ومزدهر. و هذا مهمٌ بشكلٍ خاص في وقت الذي تتعرض فيه آفاق حل الدولتين للتهديد بشكلٍ متزايد ".كما و أكد هينتون أن كندا لا تزال حليفاً قوياً وصديقاً حميماً ومخلصاًلإسرائيل.