حقق الباحثون في كوبا تقدماً ملموساً في مجال تطوير لقاحٍ علاجيٍ لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة " الإيدز "، والذي تضمن تجارب ناجحة لما قبل السريرية على الحيوانات والبشر.
اكتشفت كوبا أول حالة إصابةٍ بفيروس الإيدز في عام 1986. ومنذ ذلك الحين، ركزت الجهود على تحسين نوعية حياة سكانها المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وعلاجهم وخلق لقاحاتٍ لحماية الآخرين من الاصابة بهذا الفيروس القاتل, ومنذ عدة سنوات ، يعمل فريقٌ من الخبراء على تطوير لقاحٍ علاجيٍ في مركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في هافانا.
وقال الدكتور إنريك إيغليسياس، الذي يترأس المشروع العلمي، إنه في حال نجح برفقة زملائه في هذا المشروع، فيمكن أن يحققوا فوائداً مهمةً للبشرية, وحتى إذا لم ينتج عن ذلك حلٍ فعالٍ لاستبدال جميع العلاجات المتوفرة، فقد يساعد العلاجات الحالية البديلة مع هذا اللقاح ومساعدة الدول الأخرى التي لا تستطيع تحمل تكلفة علاجات فيروس نقص المناعة البشرية باهظة الثمن .
في الوقت الراهن ، يعيش حوالي 33000 مواطنٌ كوبي مصابٍ بفيروس الإيدز في الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 11 مليون نسمة ووفقاً لأخصائي الصحة، تُبلغ الجزيرة عن انخفاض معدل الإصابة بفيروس الإيدز بشكلٍ إيجابي يوماً بعد يوم ومع ذلك، هناك مرضى يرفضون تناول بعض الأدوية المضادة للفيروسات المعكوسة المستخدمة في العلاج المحلي للفيروس .
لويس نونيز، البالغ من العمر 55 عاماً، يعمل في شركة طباعة في هافانا، وهو مصاب بفيروس الإيدز منذ عام 2006 قال أن تناول أقراص مضادات الفيروسات المعكوسة له تأثيراتٌ مختلفة على مختلف الناس، وأن هناك بعض الناس الذين لا يحبون تناول مثل هذه الأدوية لذا فهو يقول أن هذا اللقاح يلعب دوراً مهماً جداً للقضاء على انتشار هذا الفيروس المميت .
وقالت نانسي مورا، وهي امرأةٌ مصابةٌ بفيروس الإيدز منذ ثلاثين عاماً: "بالنسبة لي، أنقذ هذا العلاج حياتي، لأنني لم أتوقع أن أبقى حية طوال هذه السني، كما لم يفعل العديد من المصابين في الفيروس هنا وفي أرجاء العالم "’ جاءت مورا لرؤية طبيبها في معهد الطب في هافانا، حيث تم إعطائها اللقاح المخصص للاستخدام البشري ، وقد نجح في الحفاظ على حياتها طوال هذه الفترة الطويلة.
الدكتور جورج بيريز، مستشار وزارة الصحة الكوبية للأمراض المعدية، كان رائداً في البرنامج الكوبي لمكافحة فيروس الإيدز، قال إن البرنامج الكوبي مجانيٌ ومتاح للجميع ، وهو برنامجٌ فريدٌ من نوعه و غير متوفر في أي مكانٍ آخر في العالم بهذا الشكل المجاني والفعال وأضاف: "لقد خفضت كوبا انتقال العدوى بفيروس الإيدز إلى 0.4 % حتى الآن، وتعمل على الوقاية من الفيروس علاجه مع عددٍ كبيرٍ من الناس، ونحن نصل إلى نتائجٍ جيدة في السيطرة على الحالات الجديدة وخفض معدل الوفيات بين مرضى الإيدز ".
كما و يقول الخبراء أن لقاح فيروس الإيدز الكوبي قد مر بمرحلةٍ هامة وأثبت مستويات أمانٍ عالية وغير مسبوقة ومع ذلك، لا يزال أمامهم طريقٌ طويلٌ من البحث و التطوير, فإذا نجحوا في انتاج علاجٍ متكامل، فإن اللقاح الكوبي سيساعد في تحسين نوعية حياة مرضى فيروس الإيدز، و سيشكل رافداً اقتصادياً مهماً وكبيراً للبلاد.