مع بداية العام الجديد، ينشغل الناس باتخاذ قراراتٍ بشأن النظام الغذائي الذي يجب اتباعه في العام المقبل لتحسين صحتهم ولياقتهم البدنية . ومن بين عدة نظم, كان الأكثر شعبيةً من نظم الحميات الغذائية كانت حمية الكيتو والنظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات ، وكلاهما يوفر خططاً مفصلة لانقاص الوزن بسرعة.

و لكن مسألة الالتزام طويل الأجل تعتمد على عوامل مختلفة، مثل التطبيق العملي وكمية الطاقة المستخدمة و العادات اليومية للشخص و طبيعة حياته أيضاً.

و قد سلط مقال نُشر مؤخرا ًفي جريدة The Sunالبريطانية الضوء على الفرق بين النظامين المذكورين أعلاه ، وتم البحث عنها بشكلٍ كبير من بين العديد من نظم الحميات الغذائية لهذا العام، وتحديداً فيما يتعلق بالكربوهيدرات المستهلكة.

حيث يسمح نظام كيتو الغذائي بتناول حوالي 20 جراماً من الكربوهيدرات أي 5٪ من النظام الغذائي اليومي الذي يتكون بشكلٍ أساسي من الدهون الصحية للتأكد من أن الطاقة مستمدةٌ بشكلٍ أساسيٍ من الدهون بدلاً من الجلوكوز.

و لكن عيوب النظام الغذائي كيتو هي أن الانخفاض الحاد في الكربوهيدرات يمكن أن يؤدي إلى أنفلونزا كيتو، والتعب، وانخفاض التركيز ورائحة الفم الكريهة, حيث يعد تتبع كمية الخضروات ومحتوى الكربوهيدرات التي تحتفظ بها هو المفتاح لعدم الخروج من حالة الكيتوزية، والتي يصعب تحقيقها أو الالتزام بها من قبل العديد من الأشخاص .

نعتبر كل من  كيم كارداشيان وجوينيث بالترو من المؤيدين الأقوياء لنظام كيتو الغذائي بينما يشعرأخصائيو التغذية بالقلق حول ما إذا ما يستطيع أي شخصٍ عاديٍ ولا يملك الكثير من الموارد أن يعتمد على هذه الحمية أو يلتزم بها لكونها مكلفة جداً.

 تيري آن، أمٌ لأربعة أطفال كانت تشعر بالقلق من قبل حول زيادة وزنها لدرجة أنها كادت تكتئب بسبب ذلك . لكنها توصلت إلى فكرةٍ وقامت بإنشاء حمية "تيري آن 123" الخاصة بها في عام 2011 ، و قامت بنشرها عبر الانترنت ليستفيد غيرها من الناس منها، فحميتها تشجع الناس على تناول كل شيء، و لكن بشكلٍ معتدل لتصبح حميتها من أكثر الحميات المشهورة بين الأشخاص الذين يريدون خفض وزنهم, فهي تضمن نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات وفائدته طويلة الأجل و لا تشترط حرمان الشخص من تناول أي شيء يحبه .

و هي تعتقد أن النظام لن يسرع من فقدان الوزن فحسب، بل سيكون من السهل الحفاظ عليه على المدى الطويل, الفرق بين هذا النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات عن غيره هو كونه نظام صحيٍ ومعتدل للبروتينات، وهو أمرٌ ضروريٌ للحفاظ على صحة سليمة و جسم قوي .

و قد أخبرت تيري صحيفة  :The Sun" الحمية منخفضة الكربوهيدرات هي وسيلةٌ ناجحة للغاية لفقدان الوزن بشكلٍ مستدام و سريع, ففي النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات ، يمكنك تقليل تناولك للمواد التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات مثل الخبز والمعكرونة والبطاطا والأطعمة السكرية ، في حين يجب أن تزيد من تناول الأطعمة البروتينية مثل اللحوم والأسماك والبدائل النباتية كالفول الأخضر و فول الصويا ".

• ما هو رأي هيئة الخدمات الصحية البريطانية ؟

تحذر هيئة الخدمات الصحية (NHS) من أن التخلي عن تناول الكربوهيدرات يمكن أن يؤدي إلى نقص المغذيات وتفاقم المشكلات الصحية إن لم يتم استبدالها بشكلٍ كافٍ من خلال مجموعات الغذاء الأخرى.

وقالت الهيئة أيضاً أنه لا يوجد دليلٌ على أن المنتجات المعتمدة على القمح تسبب زيادة الوزن ، حيث يمكن اكتساب الوزن الزائد في الجسم إذا كنت تستهلك طاقةً أقل بشكلٍ عام من السعرات الحرارية التي تغذي جسمك بها .

و يقول الموقع الإلكتروني الرسمي للهيئة : "إن استبدال الكربوهيدرات بالدهون ومصادر الطعام مرتفعة البروتين يمكن أن يزيد من تناولك للدهون المشبعة، والتي يمكن أن تزيد من نسبة الكوليسترول في دمك، وهو يعتبر عامل خطرٍكبير للإصابة بأمراض القلب و تصلب الشرايين".