هل تفاقم الأزمة البنكية في لبنان سيغير توجهات اللبنانيين نحو استخدام العملات الرقمية.
أخبار وتقارير
هل تفاقم الأزمة البنكية في لبنان سيغير توجهات اللبنانيين نحو استخدام العملات الرقمية.
28 كانون الأول 2019 , 17:59 م

 

يعاني لبنان من أسوأ أزمةٍ سياسية واقتصادية منذ الحرب الأهلية في منتصف سبعينيات القرن الماضي, ومع عدم وجود أفق للحل، فقد يلجأ السكان اليائسون من نظمهم المالية  وهم من يمتلكون العزم الى التحول لاستخدام العملة الرقمية بيتكوين وغيرها, كسلاحٍ ضد النظام السياسي والمصرفي الفاسد.

تحدث موقع BeInCrypto للمرة الأولى عن الاضطرابات االتي حصلت في لبنان في أكتوبر الماضي حيث خرج المتظاهرون إلى الشوارع للتعبير عن اعتراضهم على زيادة الضرائب المقررة على أسعار التبغ والوقود والاتصالات، وكما هو الحال في كثير من الأحيان، تحول هذا بسرعةٍ إلى حركةٍ عامة  مظاهرات حاشدة و شعبية ضد الفساد السياسي والمالي في البلاد .

  • البيتكوين كبديل مالي

مع بدء الاحتجاجات، سارعت البنوك اللبنانية إلى إغلاق أبوابها, وعندما أعيد افتتاحها بعد أسابيعٍ من حرمان المودعين بشكلٍ أساسي من حقهم في الوصول إلى أموالهم الخاصة، فرضت البنوك حدود سحبٍ قاسية وتقييدٍ على التحويلات الدولية الخارجية, ووفقاً لـ EuroMoney ، فإن الطلب الناتج على الدولار الأمريكي قد خلق سوقاً سوداء شهدت ارتفاعاً في سعر الصرف بنحو 33 %على الرغم من ربط الليرة اللبنانية رسمياً بالدولار الأمريكي.

كما سرد موقع BeInCrypto عن العديد من الأمثلة للسياسات المصرفية المقيدة واعتبرها حافزاً محتملاً لاعتماد البيتكوين كبديل مالي نظراً لأن عملية البتكوين خاليةٌ من الضغوط التضخمية للبنوك المركزية المعتادة، العديد من المحللين يعتقدون بأنها ستكون بمثابة وسيلةٍ للسكان للانسحاب الآمن وللتخلص من سلطة البنوك التي تتحكم بحياتهم .

كما أن ما يمكن أن يميز لبنان عن باقي الدول غير المستقرة هو مدى الاعتماد على الذات للسكان هناك, ففي أعقاب تدهور الوضع الاقتصادي يجتمع الناس لمساعدة بعضهم البعض دون تدخل السلطات.

  • المبادرات التي يديرها الناس

في الفيديو التالي ، يوثق مراسل قناة الجزيرة المبادرات التي يديرها الأشخاص أنفسهم لمساعدة الآخرين على النجاة من الصعوبات المستمرة في ظل الأزمة الخانقة . حيث يقدم الخبازون الخبز المجاني للفقراء ، ووفقاً لتقرير وكالةAPNews ، فقد شكل بعض المواطنين مجموعة دردشة عبر الواتس آب للمساعدة في جمع الأموال لمن يعانون من الظروف الأسوء في المجتمع.

و على الرغم من سرعتها في اللجوء إلى المجتمع بدلاً من السلطات ، إلا أنه بالطبع ، من السذاجة الإشارة إلى أن الشعب اللبناني سيعتمد فجأة علىالبيتكوين كعملٍ احتجاجي آخر. فنظراً لأن العديد من الأشخاص يواجهون الاختيار بين الجوع والانتحار ، فربما يكون التعرف على البتكوين بعيداً عن تفكير و جداول أعمال معظم المواطنين.

ومع ذلك ، تقدم عملة البتكوين الإلكترونية بديلاً آمناً للأنظمة المصرفية المركزية الفاسدة في كثير من الأحيان ، والتي غالباً ما تكون في قلب مثل هذه الحوادث من الاضطرابات المدنية .

و مع حدوث اضطراباتٍ كبرى بشكلٍ متكرر في جميع أنحاء العالم ، فإن المعلومات حول مدى فساد النظام الحالي يمكن أن تنتشر فقط دون تغيير حقيقي . فمثل هذه المعرفة يمكن أن تضع الأساس لاعتماد جماعي للبيتكوين في المستقبل.

المصدر: وكالات+إضاءات