ماجد جاغوب
اي انسان خلال مسيرة حياته يكون محاطا بشبكة علاقات اجتماعيه, وفي نفس الوقت هناك رساله يؤديها في الحياة ويجب ان تكون اولوياته هي اداء المهام والمتطلبات الرئيسيه حسب المرحلة التي يمر بها سواء كانت الدراسيه او العمليه.
والعلاقات الاجتماعيه ضروريه ولكنها لن تصنع للطالب او للموظف او للتاجر مستقبل, فهي لن تؤهل الطالب لسوق العمل ولن تمنح الموظف راتبا ولا التاجر ارباحا.
الانسان المتوازن سواء كان طالب مدرسه او جامعه او موظف او تاجر, بفترض أن لديه اولويات, وهي الاهتمام بدراسته او بعمله وعدم الانشغال بمجاراة المحيط الاجتماعي في الامور غير الضروريه على حساب دراسته او عمله او تجارته, وهناك من الطلبه او الموظفين او التجار او رجال الاعمال من ينشغل بالاخرين او باشباع رغباته او غرائزه على حساب المهام الاساسيه والرئيسيه في حياته والملاحظ في الكثير من مؤسسات التعليم الاساسيه او الجامعيه.
اهتمام الابناء بالمجاراه والمماحكه والاستعراض على صعيد الكماليات الملابس ونوع الموبايل وقضاء وقت المحاضرات خارج قاعات الدراسه في مقاهي الانترنت لملاحقة الفتيات او التسليه مع بعضهن, وفي هذه الحاله يتحول الاهتمام من المهمة الرئيسيه الى امور جانبيه هي هامشية وتطفو على السطح وتطغى على حياة الطالب.
وفي المؤسسات التعليميه التي تتعامل مع التدريس كموضوع استثماري تجاري لا يحق للمعلم المساس بمشاعر الطالب حتى لو اساء الادب او التصرف, وفي احدى المدارس في بلد عربي اشتكت المدرسه من سلوك بعض الطلبه فما كان من المديره الا ان قالت للمدرسه (يمكنني التضحية بعشرة معلمات ولكن لا يمكنني التضحية بطالب واحد لان الطالب يدفع اهله المال للمدرسه اما المعلمه فهي تتقاضى راتبها من المدرسه ), والبعض من الطلبه في سن الطيش يتحول عالمه الى علاقة مع مجموعة من الاصدقاء ويكون الاهتمام بهم هو الحياة باكملها من وجهة نظره على حساب دراسته او علاقاته الاسريه,
وقد يفشل دراسيا لهذا السبب بسبب اهماله مهمته الرئيسيه وهي الدراسه وان حصل على شهاده تكون مجرد ورقه كرتونيه لانه سيصطدم بالواقع العملي وبدل الاقرار بالحقيقه والواقع, يلقي باللائمة على مدراءه واصحاب عمله ومع الاسف.
عندما استمع الى بعض الاذاعات وتركيزهم على مظهرك في مقابلات العمل وعلى ترتيب السيرة الذاتيه, والسؤال ماذا بعد كل هذا؟, عندما يصطدم الطالب المرشح للوظيفه ويحمل شهادة جامعيه بتخصص لا يعرف عنه شيئا, بينما هو كمن عاش معزولا في كهف أو في كوكب المريخ لطالما قضى سنواات الدراسه في الاهتمام بامور ثانويه وجانبيه في وقت يختفي اصدقاء المرحله الغابرة من حياته بتغير المكان او تبدل ظروف الحياة او الاهتمام.
بعشق وهمي يضيع الحلم من الحالم به, لانه لا يوجد عاقل يتاجر بالفاشلين او يحاول التمسك بهم بل أن غالبيتهم ستلجأ الى التهرب من أي علاقة معه وتتناسى أي علاقة كانت له يوما بانسان فاشل او خاسر, وعليه مطلوب من أي انسان الاهتمام بما يعنيه وينفعه ويقرر مصير مستقبله وترك ما لايعنيه من امور الناس لان من انشغل بغيره ونسي نفسه يكتشف متأخرا انه اضاع حياته, لانه كان متعلقا بحياة غيره التي لها خصوصيتها, ولكنه افقد نفسه خصوصيته واهتم بما لايعنيه وترك ما يعنيه فكان مصيره الضياع الذي يترتب عليه اضطرابات عقليه ونفسيه ويأس واحباط والانزلاق في منحدرات الهاويه بسبب حياة خاويه



