يبدو أن الولايات المتحدة وجدت وسيلة دموية أخرى للاستثمار في معركتها المستمرة ضد إيران، لتشكل الطائرة الأوكرانية المنكوبة، أحد أحدث الوسائل الأميركية لابتزاز طهران، ورغم نفي جميع الأطراف المعنية فرضية استهداف الطائرة بصاروخ، استنفرت واشنطن ما لديها من وسائل إعلام وتصريحات لحرف مسار الرأي العام العالمي نحو الاتجاهات التي تريدها، غير آبهة كالعادة بأي قوانين دولية أو انتظار للتحقيقات، التي دعيت إليها، ولا حتى لمشاعر أهالي الضحايا.
وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قال إن الولايات المتحدة تعتقد أن طائرة "بوينغ" الأوكرانية المنكوبة قرب طهران أسقطت بصاروخ إيراني، لكنه دعا إلى انتظار نتائج التحقيقات.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة للإعلان عن فرض عقوبات جديدة على إيران أضاف بومبيو: "نعتقد أنه على الأرجح أن الطائرة أسقطت بصاروخ إيراني. لكننا نريد أن ينجز الخبراء تحقيقاتهم قبل أن نتوصل إلى الاستنتاج النهائي. من بالغ الأهمية الوصول إلى حقيقة ما حصل".
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة قد تتخذ "إجراءات جوابية بعد استكمال التحقيق".
التصريحات الأميركية المتلاحقة، رفضتها موسكو التي رأت أنه من غير اللائق محاولات الاتهام الأميركية لحصد مكاسب سياسية.
وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في تصريح صحفي أدلى به، اليوم الجمعة، من طوكيو، إنه "لا أساس في المرحلة الحالية للتقدم بتصريحات صارخة" عن مسؤولية إيران عن تحطم طائرة الركاب الأوكرانية.
وأوضح ريابكوف: "أنا مقتنع بصورة عميقة أن محاولة حصد مكاسب سياسية استفادة من هذه المأساة الإنسانية المرعبة أمر ممنوع. يجب إعطاء الخبراء فرصة لتحليل الوضع والتوصل إلى استنتاجات، لكن بدء ألاعيب معينة في هذه الحالة شيء أقل ما يوصف به أنه غير لائق".
شركة بوينغ، بدورها كشفت أنه تتعاون مع الجهات التنظيمية الأمريكية للمساعدة في التحقيق في تحطم طائرة ركاب أوكرانية من الطراز " بوينغ 737-800" في إيران.
وبموجب قانون العقوبات الأمريكي يتعين أن يمنح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، التابع لوزارة الخزانة، الموافقة للمحققين الأمريكيين وبوينغ للمشاركة وربما السفر إلى إيران، بحسب رويترز.
وقالت بوينغ اليوم، إنها تعمل مع إدارة الطيران الاتحادية والمجلس الوطني لسلامة النقل "بخصوص الطلبات والموافقات اللازمة من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية من أجل التراخيص الملائمة".
وقال المجلس الوطني لسلامة النقل، مساء أمس الخميس، إنه وافق على أن يكون ممثلا معتمدا في التحقيق في تحطم الطائرة بدعوة من إيران.
في السياق ذاته، قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بعد اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة قدمت معلومات ستساعد التحقيق في تحطم طائرة الركاب الأوكرانية في إيران.
وقالت أوكرانيا، في وقت سابق، إن البيانات التي تلقتها من الولايات المتحدة سيعكف على تقييمها خبراء دون تقديم تفاصيل عن طبيعة المعلومات.
وكتب زيلينسكي على "تويتر": "ممتن لتعازي الشعب الأمريكي والدعم القيم من الولايات المتحدة في التحقيق في أسباب تحطم الطائرة... المعلومات التي حصلنا عليها من الولايات المتحدة ستساعد التحقيق"، وقال مكتب زيلينسكي في بيان منفصل إن بومبيو سيزور أوكرانيا في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وتحطمت طائرة الركاب من طراز "Boeing 737-800" التابعة لشركة "خطوط الطيران الدولي الأوكرانية"، فجر 7 يناير، خلال تنفيذها رحلة من طهران إلى كييف عقب إقلاعها بدقائق، في كارثة أودت بحياة 176 شخصا.