مأزق بن سلمان من ازدياد التوتر بين امريكا وايران
أخبار وتقارير
مأزق بن سلمان من ازدياد التوتر بين امريكا وايران
21 كانون الثاني 2020 , 15:29 م

في مقابلة مع احدى الصحف البريطانية كتبت الدكتورة مضاوي الرشيد المحاضرة في إحدى جامعات لندن عن التوتر الأمريكي الايراني وعن انعكاساته على السعودية وحاكمها الفعلي محمد بن سلمان في خضم التصعيد الأخير وبافتراض اندلاع حربٍ بين الولايات المتحدة وإيران، الدكتورة الرشيد هي حفيدة آخر ملوك آل الرشيد محمد بن طلال بن نايف الرشيد. مملكة آل الرشيد تأسست في سنة, 1834. وانتهت في العام 1921.

في السياق ذكرت الرشيد أن السعودية مترددةً حتى الآن من اتخاذ موقف مُعلن من حرب حرضت عليها ويرعبها وقوعها والانزلاق لحربٍ خليجية جديدة، ففي حين أن الرياض ابتهجت سراً بشأن اغتيال الولايات المتحدة للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، وأفرحتها حدة التصريحات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أنها يجب أن تقلق بشأن نشوب حربٍ جديدة قد تصل إلى حقولها النفطية وما بعدها، كل ذلك في الوقت الذي لم تكمل فيه المملكة بعد أعمالها العسكرية في اليمن حسب أقوال مضاوي الرشيد.

بينما كانت نُذر الحرب تبدوا متوقعة بين أمريكا وايران، فإن تجربة السعودية في اليمن لم تنتج أي انجاز لها فلا هي استطاعت اعادة عبد ربه منصور التابع لها ولا استطاعت دحر أنصار الله من اليمن ولقد تيقنت وتيقن الجميع ان احراز أي انتصار في اليمن بات في حكم المستحيل , الحرب في اليمن  بدأت قبل خمس سنوات كعرضٍ للقوة من قبل ولي العهد الشاب الطموح الأمير محمد بن سلمان.

وةتضيف الرشيد, لم تستطع السعودية تحقيق أي انتصار في اليمن  فهل ستتمكن من خوض حرب مع ايران مع عدم الإمكانية من قياس قدرات ايران بقدرات اليمن.

وتضيف الدكتورة الرشيد,  فلو حصلت حرب بين السعودية وايران  فستقوم الأخيرة بمهاجمة حقولها النفطية أو تخريب صادرات النفط أو إثارة الاضطرابات داخل البلاد، وبهذه الحالة لن تتمكن السعودية من فعل أي شيء حيال ذلك .

من جهة أخرى لو افترضنا حصول حرب بين أمريكا وايران فسيتعين على القيادة السعودية إعلان دعمها الكامل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذا استمر بحماقةٍ في التصعيد مع إيران. ففي حالة نشوب الحرب، ستكون الرياض حتماً واحدةً من منصات إطلاق ترامب للصواريخ والممول الرئيسي لمغامرته، في الوقت الذي تظل فيه الثروة النفطية المتضائلة في المملكة عرضةً لتقلبات أسعار السوق النفطية العالمية.

ولو من باب الإفتراض نجح ترامب في الإطاحة بالنظام الإيراني، على الرغم من أن هذا غير مرجح، فسوف يبرز كبطلٍ في أعين أنصاره وسيسجله التاريخ كزعيمٍ أمريكيٍ قام بتفكيك نظام الجمهورية الإسلامية.  ولكن ماذا سيحدث للمملكة العربية السعودية في مثل هذا السيناريو غير المحتمل؟

بالتأكيد، لن تكون الرياض آمنة، فحتى لو سقط النظام الإيراني على يد ترامب،  وبالنظر إلى السياسة الخارجية غير المنتظمة للإدارة الأمريكية، قد تكون المملكة العربية السعودية هي الهدف التالي لها. فبعد أن يأخذ ترامب كل دولار يستطيع أخذه منه، فلن يبقى  لترامب أي حبٍ حقيقيٍ للنظام السعودي المفلس نتيجة للحرب، وبدأت ثروة النظام السعودي تتآكل بسرعة بسبب الخطط الاقتصادية الطموحة لبن سلمان والتي لم تحقق أي نجاح.

الخلاصة: ترامب سيتخلي عن النظام السعودي كما فعل ترامب مع حلفاء مقربين آخرين من أمريكا، مثل الأكراد، في حال نجح في الإطاحة بالحكومة الإيرانية.حينئذ سيتعين على الرياض التعامل مع تأمين نفسها في ظل الظروف الجديدة، ولكن هذه في حال الفرضية’ ستبقى السعودية دون غطاءٍ من الولايات المتحدة، والذي طالما تمتعت به منذ الحرب العالمية الثانية.

إن مقاربة ترامب في التعامل مع السياسة الخارجية يجب أن تُقلق المملكة  السعودية، وتخمد أي حماسٍ قد تكون استمتعت به بعد اغتيال سليماني . فالنتائج غير المقصودة لتغيير النظام في إيران يمكن أن تؤدي إلى كارثةٍ على النظام السعودي , سيتحول لنظام مفلس ولن يتمكن من تقديم الرشى الذي اعتاد على تقديمها لشراء الولاءات في الداخل والخارج وستزيد الأعباء المعيشية والحياتية لدى الشعب  السعودي مما سيفقد النظام السعودي أهم أدواته.