تفاصيل خطتها الكاتبة المتميزة ماجدة الحاج عن خفايا عين الأسد وعن تسلسل بروزها للواجهة الاعلامية, نترك لكم ما كتبت تحت العنوان:
“خفايا عين الأسد الى الواجهة”.. ألقرار الأخطر من دمشق!
كتبت : ماجدة الحاج
يؤكّد الين الينور، والد أحد الجنود الأميركيين في قاعدة عين الأسد، انه لا يعرف شيئا عن ابنه منذ الرّد الصاروخي الإيراني على القاعدة فجر الثامن من الجاري، ويقول في اتصال هاتفي مع برنامج “واشنطن جورنال”، ان لا أحد يجيب على اتصالاته طيلة الوقت لمعرفة مصير ابنه.. تباعا تتكشّف المزيد من حقائق “الليلة الصاروخية المرعبة التي تفوق الوصف” –بحسب شهادة الكولونيل الأميركي تيم غارلاند الذي كان متواجدا في القاعدة العسكرية، مسبوقة بأخرى مماثلة على لسان ضابط دانماركي، وما بينهما التقرير الميداني لشبكة “سي ان ان” الأميركية من داخلها، والذي كشف حجم الدّمار الذي لحق بالقاعدة جراء الصواريخ الإيرانية، قبل ان يعترف الجيش الأميركي امس بعد انقضاء 10 ايام على واقعة القصف، بإصابة 11 جنديا اميركيا رغم نفي وزير الدفاع الأميركي وقوع اي اصابات، وبعده الرئيس دونالد ترامب الذي أطلّ متأخرا في كلمة مقتضبة بيّنت ارتباكه وتغريده خارج السّرب، وسط تعتيم كامل على حجم الخسائر البشرية طيلة الفترة الماضية، خرقته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، التي تفرّدت بالكشف عن مصرع عشرات الجنود داخل المواقع المحصّنة التي اختبأوا فيها، ما قد يؤكد صدقيّة الخبر الذي اذاعه التلفزيون الإيراني غداة الضربات الصاروخية، معلنا انّ حصيلة القتلى الأميركيين في قاعدة عين الأسد لا تقلّ عن 80 قتيلا ، في وقت ألمحت معلومات صحافية ايرانية، الى انّ الحرس الثوري، قد يعرض لاحقا مشاهد “خطيرة” تتعلّق بالحقائق التي أخفاها الأميركيون.
وفي حين بدأ الإعلان عن مصرع جنود اميركيين حينا في قاعدة عسكرية في المانيا “بظروف غامضة”، وحينا آخر في افغانستان، يبدو انّ رزمة “قتلى اميركيين” ستتوزّع لاحقا على بلدان اخرى ضمن محاولات ادارة الحرب الأميركية انكار مصرعهم في قاعدة عين الأسد جرّاء الهجوم الصاروخي الإيراني، في وقت بدأت تقارير اميركية تكشف تباعا حقائق اخرى تتعلّق بتورّط “اسرائيل” باغتيال اللواء قاسم سليماني، بدءا بتقرير نشرته صحيفة ” Veterans today، والتي كشفت-استنادا الى معلومات عمّن أسمتها “مصادر روسيّة عليا”، انّ “اسرائيل” فبركت معلومات مزيّفة ومرّرتها الى الرئيس دونالد ترامب، عبر اختلاق ” بثّ إذاعي مزيّف يتضمّن خططا عدائية ضدّ اميركا، تتركز على عزم سليماني استهداف سفارات لها- وهذا ما نفاه لاحقا وزير الدفاع الأميركي، قبل ان يذكر موقع “والاه” العبري، انه بمساعدة الإستخبارات “الإسرائيلية” استطاعت وزارة الدفاع الأميركية تحديد مكان سليماني، ولتؤكد بعده صحيفة “نيويورك تايمز” انّ بنيامين نتنياهو كان الزعيم الوحيد بالعالم الذي كان على علم بعملية الإغتيال، وصولا الى تقرير قناة NBC التي حسمت مسألة تورّط استخبارات “اسرائيل” بهذه العملية.
منذ تنفيذ جريمة اغتيال الشهيدَين سليماني والمهندس، برز واضحا انّ الثنائي الأميركي-الإسرائيلي اعتبر انّ هذه العملية مثّلت ضربة قاسمةلإيران ومحور المقاومة، حدت بالطرفين الى التهديد بالمزيد من الإغتيالات والتي لن تحيّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، ولا الرئيس السوري بشار الأسد!
ففيما وجّه وزير الخارجية “الإسرائيلي” يسرائيل كاتس تهديدا مباشرا للسيّد نصرالله متوعّدا باحتمال تصفيته، هدّد المبعوث الأميركي الى سورية جيمس جيفري بدوره، الرئيس السوري اذا فاز بالإنتخابات الرئاسية عبر قوله ” إن فاز الأسد فاغتياله وارد جدا”..مُعلنا عن “خطط وتكتيكات جديدة” ستعتمدها الولايات المتحدة تجاه سورية، وفق استراتيجيّة تتمحور حول ما أسماه “تغيير سياسي كبير في بنية الحكم في سورية” تتضمن دعم قوى المعارضة للوصول الى حكومة “لا تهدّد الجوار”، ما يؤدي الى اسقاط الأسد او اغتياله وإخراج ايران من سورية-بحسب تعبيره.
حراك اميركي –اسرائيلي خطير يُثبت تجاوز كلّ السقوف والخطوط الحمرعلى وقع صدور تقرير شعبة الإستخبارات “الإسرائيلية” السنوي لعام2020 ، الذي خلُص الى ترجيح “انخفاض احتمال حرب مبادر اليها في الشمال ضدّ “اسرائيل” من قِبل حزب الله” ربطا بالأحداث التي يشهدها لبنان، وبدا لافتا توقّف التقدير عند ما أسماه” استعادة سورية عافيتها وإعادة بناء صناعاتها العسكرية”، وبالتالي، “هذا هو الوقت المناسب جدا للعمل بحزم كبير ضدّ سورية” تحت العنوان المتكرّر نفسه “الوجود الإيراني هناك”.. وهذا بالتزامن مع ما نقلته صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، عما اسمته” مصدر امني اسرائيلي كبير”، وفيه ” انه بعد اغتيال سليماني، فإنّ الفرصة باتت تسمح لإسرائيل ب”تنفيذ ضربة قاتلة في سورية وفق خطة “اسرائيلية” تتضمّن خطوة هجومية كبيرة هناك!
قال الثنائي الأميركي-الإسرائيلي كلمته حيال مرحلة “ما بعد اغتيال سليماني” ولكن.. لروسيا ومحور المقاومة..كلامٌ آخر!
بحسب تقرير نشرته صحيفة “جام جم” الإيرانية، فإنّ اللواء الشهيد قاسم سليماني، أنجز خطط وتكتيكات محور المقاومة للسنوات الخمس القادمة، ونقلت عن قيادي في احدى فصائل المحور في سورية، اشارته الى انّ اليوم الأخير في حياة سليماني خصّصه لاجتماعات “هامة جدا” ومصيرية، بدءا في سورية حيث اجتمع في مقرّه بقادة حركات المقاومة لمدة سبع ساعات، لينتقل بعدها الى بيروت للقاء الأمين العام لحزب الله لمدة ساعة كاملة، قبل عودته الى دمشق ثانية، ومنها الى رحلته الأخيرة الى بغداد.
وإزاء التهديد “الإسرائيلي” بهجمات خطيرة مُزمعة على سورية، مقرونة بالتلويح بعدم استبعاد اتخاذ قرار ب “تصفية” السيّد نصرالله، وجّهت موسكو رسائل شديدة الوضوح الى تل ابيب-وفق ما كشف مصدر في وكالة “تاس”، وحذّرت من الإفراط في “نشوة” الشعور بالإنتصار في جريمة اغتيال اللواء سليماني ” لأنّ خليفته اكثر شراسة وبأسا تجاه اسرائيل”. ونقلت الوكالة عمّن صنّفها ب ” شخصيات عسكرية روسية رفيعة المستوى، اشارتها الى انّ موسكو حذّرت “اسرائيل” من مغبّة اللعب بالنار، ونصحتها بتجنّب ايّ استفزاز تجاه حزب الله “لأنّ مفاجآته هذه المرّة ستكون خارج التوقعات والحسابات الإسرائيليّة”، سيما بعد التيقّن من تورّط اسرائيل باغتيال سليماني.. وأكدت انّ هذه المعلومات جدّية للغاية ومستقاة من اصدقاء موسكو في المنطقة.
ووفق المعلومات نفسها، فإنّ موسكو أبلغت تل ابيب انّ الرئيس فلاديمير بوتين سمع من نظيره السوري خلال زيارته الأخيرة الى دمشق، كلاما “خطيرا” يتعلّق بإسرائيل “في مرحلة ما بعد اغتيال سليماني”، تمّ اتخاذه من محور المقاومة مجتمعا، وعليه، “على اسرائيل الحذر من اي هجمات جديدة ضدّ سورية، كما التعويل على ايّ تأثير روسي حيال هذا القرار الجماعي لمحور كامل على امتداد المنطقة وسورية في عمقه”..والتوقف مليّا عند جملة مرّرها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في تأبين سليماني والمهندس عندما قال إننا على مشارف نصر استراتيجي كبير في المنطقة!
لعلّ الأهمّ ايضا “انّ العالم ما بعد اغتيال الشهيد سليماني سيكون مختلفا”- بحسب كلام السيّد نصرالله، والذي اعطى الضوء الأخضر في خطاب تأبين الشهيدين سليماني والمهندس، للبدء بمرحلة الثّأر، والتي قد يكون باكورتها تفجير مفاجأة مرتقبة “من العيار الثقيل” في وجه واشنطن يتمّ على إثرها “اقصاء رؤوس كبيرة في ادارة دونالد ترامب”- وفق ترجيح معطيات عسكرية في موسكو.