فيروس كورونا يصل إلى أوروبا والبحث عن 2000 شخص بريطاني سافروا إلى مدينة ووهان الصينية خلال الأسبوعين الماضيين

تبحث السلطات البريطانية عن ألفي شخص سافروا إلى مدينة ووهان وعادوا إلى بريطانيا بعد أن ضرب فيروس كورونا القاتل أوروبا، مع تأكيد فرنسا إصابة الثلاث حالات الأولى ووصول عدد القتلى في الصين إلى 41 شخص .

ويأتي هذا الأمر في الوقت الذي تقوم فيه المملكة المتحدة بإجراء إختبارات على مريضها الأول بالفيروس، والذي تم تشخيص حالته قبل أيام، بعد أن وصل عدد المصابين بالفيروس في العالم إلى قرابة أكثر من 1000 شخص حتى الآن ، وقد كشفت المصادر الطبية في المملكة المتحدة أنه قد تم مراقبة المريض الأول على مدار الساعة.

أما بالنسبة لفرنسا، فقد أصيب شخصين حتى الآن بالفيروس القاتل وتم وضعهم في الحجر الصحي في مقاطعة بوردو  وقد تم تأكيد وجود حالة ثالثة، وهي والدة أحد المصابين الاثنين بعد الساعة 10 مساءً بفترة قصيرة. وقالت وزيرة الصحة في البلاد أغنيس بوزين، أثناء مناقشة تفشي المرض في فرنسا، وتعتبر هذه هي الحالة من الحالات الأولى في القارة الأوروبية، مضيفة أنه من المحتمل أن تظهر حالات أخرى.

وقالت الوزيرة أن أحد المرضى من بوردو، هو رجل يبلغ من العمر 48 عاما، كان في مدينة ووهان قبل عودته من السفر الى فرنسا يوم الاربعاء الماضي بحسب ما ورد, كان ناقل العدوى على اتصال بحوالي عشرة أشخاص قبل نقله إلى المستشفى، حيث تسعى السلطات الفرنسية للاتصال بهم في أسرع وقت ممكن .

كما و أعلنت السلطات الصينية 15 حالة وفاة أخرى في مدينة ووهان بين عشية وضحاها ، ليصل العدد إلى 41 بشكل عام, حيث تتراوح أعمار الضحايا الجدد بين 55 و 87 عاما ، وكان من بينهم 11 رجلا وأربع نساءز

 ويحاول المسؤولون الصحيون في المملكة المتحدة بشكل يائس تتبع 2000 شخص وصلوا إلى بريطانيا من مدينة ووهان، المدينة الصينية التي كانت في مركز تفشي المرض, وقد تم تجنيد موظفي سلطة الحدود لتعقب الزوار الذين وصلوا من ووهان في الأسبوعين الماضيين قبل إيقاف الرحلات الجوية المباشرة يوم الأربعاء.

وقالت لجنة الصحة في مقاطعة هوبي في بيان أن 180 حالة جديدة تم الإبلاغ عنها بحلول نهاية يوم أمس الجمعة، وبذلك بلغ العدد الإجمالي للمرضى المؤكدين في المقاطعة، وبذلك يصل العدد الإجمالي في جميع أنحاء العالم إلى أكثر من 1000 مصاب حتى الآن هذا وقد وقعت جميع الوفيات الخمسة عشر التي أبلغت عنها اللجنة في مدينة ووهان، عاصمة المقاطعة الصينية .

تم نقل المريض البريطاني مايكل هوب البالغ من العمر 45 عاما إلى المستشفى عندما عاد إلى المنزل مصحوبا بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا بعد قضائه بعض الوقت في تدريس الفن في المدينة الصينية المغلقة, وقد أمضى 27 ساعة في الحجر الصحي في مستشفى نيوكاسل الملكي بعد أن أخبر طبيبه عن عودته من الصين وأعراضه، وادعى أن الممرضات والطبيب الذين عالجوه بدوا وكأنهم رواد فضاء و أنه فضائي غريب .

والجدير بالذكر أنه واحد من أربعة عشر مريضا تم الاشتباه بإصابتهم بالمرض  في المملكة المتحدة، ولكنهم جميعا كانوا سليمين سواه حيث أن ما يصل إلى 10 مرضى بريطانيين آخرين يُعتقد أنهم يخضعون للاختبار للعدوى المشابهة للسارس التي تجتاح العالم بسرعة، مع تصاعد الضغط على حكومة المملكة المتحدة لتكثيف جهودها لمكافحة العدوى العالمية التي أودت بحياة أكثر من 41 شخصا حتى الآن .

و على أمل منع الأزمة المتصاعدة من الوصول إلى المملكة المتحدة، اجتمعت لجنة كوبرا الحكومية(لجنة الطوارئ الحكومية)، التي تعقد عادة إجتماعاتها من أجل التعامل مع الحوادث الخطيرة بما في ذلك الهجمات الإرهابية مثل تفجيرات لندن 7/7 ،  اجتمعت في منتصف نهار يوم امس الجمعة لمناقشة كيفية منع العدوى من الوصول إلى الأراضي البريطانية.

لكن رئيس الوزراء بوريس جونسون تخطى الاجتماع لاستضافة شخصيات بارزة من الجالية البريطانية الصينية في قلب مقاطعة ويستمنستر للاحتفالات بالعام الصيني الجديد، تاركا وزير الصحة مات هانكوك يرفض الاعتراف بالأمر كتهديد للمملكة رئيسي باعتباره "تهديدا منخفضا " بعد أن ترأس حالة الطوارئ لمناقشة الأمر.

وقد قالت الوزيرة الفرنسية السيدة بوزين إنها تعتقد أن أحد الأسباب التي تجعل فرنسا أول دولة أوروبية تؤكد وجود حالات هي أنها طورت اختبارا يسمح للعاملين الطبيين بالتشخيص السريع للمرضى.

كما أنه لم يتم تسجيل أي حالات مؤكدة في المملكة المتحدة حتى الآن ، لكن مسؤولي الصحة العامة حذروا من أن الفيروس الذي لم يسبق له مثيل سيشق طريقه إلى بريطانيا بلا شك حيث يُعتقد أن أكثر من ألفي شخص قد عادوا إلى بريطانيا من مدينةووهان ، المدينة الصينية التي نشأ فيها الفيروس، منذ ظهور الحالات لأول مرة في الشهر الماضي.