ترامب خسـر كل حروبه في المنطقة، والمهـزوم ليـس قادراً على فـرض صفقاته
لا حرية ، ولا تقدم ، ولا استقرار ، بدون (غَسْلِ) المنطقة من : اسرائيل ، وأمريكا
هـذه الصفـقة تعبـير عـن الواقـع المـأزوم لكـلا الطـرفين ، وستكـون وبـالاً علـيهما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سماها (تاجر أمريكا رئيسها) صفقة انسجاماً مع صنعته ، ولم يُسمِّها (خطة القرن مثلاً) ، (هذه من تشوهات المهنة) ، ولكن المنطق التجاري ذاته يقول ، الرابح وحده يحق له عقد الصفقات ، أما الخاسر فيحق عليه اللعنات .......
..........تعالوا لنرى : هل ( تاجر أمريكا ) ربح في المنطقة أم خسر ؟؟؟
................ولكـــــــــــــــن !!!
لو رحلت أمريكا بقواعدها وبوارجها من بر المنطقة وبحارها ، سيبقى هناك من العملاء ، ومن الجهلاء ، ومن الحمقى ، ما يحلم ويعتقد ان مغادرتها مجرد مناورة ، وسيبقى الملوك والأمراء ، في غيهم ساهون ،حتى تقول لهم شعوبهم (كش ملك) " ليس هذا حلماً " لأن وجودهم رهن بالحماية ، والحماية في زوال إذن سيصبح الوجود مخلخلاً .
أما المعارضون السوريون ( الذي أكل الحقد عقولهم ) ، حتى لو غادر آخر جندي أمريكي من كامل المنطقة ، سيبقى بعضهم يعلق كل آماله على اسرائيل ، المخولة وحدها الأخذ بثأرهم من النظام السوري ، أما البعض الآخر وعلى رأسهم (الإخونج) ، سيبقى يراهن على الاثنتين تركيا أرض الخلافة المغدورة ، واسرائيل المنقذ المرتقب .
وكل من يجادل بأن واقع أمريكا العسكري ـــ السياسي في المنطقة (الآن) ، هو أفضل ، أو يماثل على الأقل ، عندما كانت تسيطر أمريكا على 85% من الأراضي السورية !!.
هو مغلق العقل ، ولا يمكن فتح عقله ، لا بالحوار ، ولا بالشنار ، بسبب عمالته مع امريكا ، أو مع واحد أو أكثر من أذرعها في المنطقة ، فدعوه في غله .
ويمكن ان نسحب هذه الموازنة على كل من يعتقد ، أن الوضع الأمريكي السياسي ـــ العسكري الآن في العراق ، هو أفضل أو يماثل واقعها ، عندما دخلت كالطاووس ، مستعمرة ، مسيطرة ، عام / 2003 / .
أيضاً هو على الأقل حاقد (يحلم) ، وهذا شأن الانفصاليين الأكراد الذين استقووا بالحماية الأمريكية ولا يزالون ، ولكن وبكل جزم ، وثقة ، هي المجموعة المعرضة لدفع الثمن الأغلى ، وحتى مكاسبها التي حققها لها برمر ستكون في خبر كان .
ولكن أنا أثق : أن كل العقلاء يؤكدون أن ظروف أمريكا في المنطقة الآن ، هو أسوأ بألف مرة من زمن دخولها العراق عام / 2003 / ، تجر وراءها ثلاثة أرباع دول العالم ، هذه تسهم عسكرياً ، وتلك تسهم مالياً ، وعسكرياً ، وفقهياً ، في آن ( كالسعودية وقطر ) ، وتلك تساهم اعلامياً ، والكل ينافق للرئيس الأمريكي ( بوش الابن الغبي ) الذي ضُرب ( بحذاء الزيدي ) ، والذي لن أنسى صورته ، قبل الحرب على العراق ، وهو يتبختر على ظهر بارجة أمريكية في مياه الخليج باللباس الميداني ، يتحكم به فرط الاحساس بالقوة .
لأنه عندما دخلت أمريكا العراق غازية ، كانت حينها تسيطر على الدنيا ، من مغربها إلى مشرقها ، وكانت روسيا لاتزال ( رهينة يلسن) ، والصين كانت لاتزال في (اليفاع) .
ولكن عندما دخلت سورية ، كانت المقاومة العراقية قد طردت مئات الألاف من الجنودالأمريكيين ، وبقي الآلاف لايزالون في خانة الطرد ، وكانت روسيا قد أصبحت روسيا (بوتن) ، والصين قد خرجت للتو إلى التحدي .
فالدولة التي كانت تحاصر دمشق العاصمة ، هزمت ألف هزيمة وهزيمة ، وفي جميع الميادين على الأرض السورية ، وهي الآن تتشبث ( بأطراف الثوب ) بآبار النفط ما قبل الطرد .
ولكن وبعد خسران أمريكا لحروبها في سورية ، وعبر عن مكانتها في العراق بالمظاهرة المليونية التي ملأت شوارع بغداد وهي تقول الموت لأمريكا الموت لإسرائيل . [ فهل يحق للدولة المهزومة وهي هنا أمريكا : أن تفرض أي صفقة ؟؟ ]
......[ إذن أمريـــــكا لــــم تعـــد أمريـــكا زمــــن اجتياحــــها للمنــــطقة.. لأنــــها خســـــرت كــــــل معاركها !!! والخــــــــاسر لا يحـــــــــــق لـــــــه تحقيــــــق أيــــة صفـــــــقة ].
على الجميع أن يدرك أننا في الربع الأخير من الحروب ، اذن نحن على أبواب فرجة تاريخية ، الأمر والنهي فيها سيكون لمحور المقاومة ، الممتد من ايران إلى غزة ، وفي الزمن الباقي ستتم غربلة جميع المشاكل التي تعاني منها المنطقة .
وستكون اسرائيل مكشوفة ، وستتوسط روسيا ، وليست أمريكا ، لأن أمريكا باتت ملعونة ، بنت ملعونة ، فلا يطاع لها رأي ، لذلك ستكون روسيا هي الدولة التي ستتضرع لها اسرائيل ، للبحث عن حل مع العرب الذين يهمون بأكلها .
أما الملوك فسيستيقظون من زمن وعصر ( ابن تيمية الزنديق ، وتلميذه بن الوهاب ) كما استيقظ أهل الكهف ، عندها سيجدون أنفسهم غرباء عن الشعوب ، وعن الجغرافيا ، وعن وعي الحاضر ، لأن عملتهم قديمة ، لا تقبل في السوق .
...[ أدرك لو وضعت كل الكتب السماوية وغير السماوية ، وأقسمت عليها
.... فالعملاء ، والمتمذهبون ، والحاقدون ، لن يصدقوا .....
...................فدعوهم بعد أن تلعنوهم