اعتبر اللواء بهجت سليمان سفير سوريا السابق في عمان، وضابط الأمن الشهير الذي ارتبط اسمه بعدة ملفات هامة في فترة حكم الرئيس السوري حافظ الأسد، أن القدرة على مواجهة أي تحد، لا تتعلق بالقدرة فقط، بل كذلك بالإرادة، وبالقرار. والقدرة على مواجهة صفقة القرن، موجودة وقائمة بالتأكيد ، ولكن الإرادة مشتتة .
وأشار سليمان في حوار صحفي مع موقع خمس نجوم" إلى أن سورية وإيران وحزب الله والفلسطينيون، تحملوا ويتحملون وسيتحملون مسؤولية وأعباء الصراع العربي - الإسرائيلي.. بعد أن تخلى النظام العربي الرسمي عن مسؤوليته وانسحب من المواجهة.. وقد برهنت سورية وإيران وحزب الله والفلسطينيون، على أرض الواقع ، بأنهم قادرون على حمل المسؤولية ، وقادرون على تحقيق الردع مع " إسرائيل " ، وقادرون على ترويعها ، وقادرون على إجهاض مخططها في تنفيذ أطماعها الصهيونية بتحقيق دولة " إسرائيل من الفرات إلى النيل.
وأكد ان من يراهن على النظام العربي الرسمي، لمواجهة إسرائيل سوف يصاب بخيبة أمل. وذلك لأن هذا النظام بات تابعا للقرار الأمريكي الذي يضع له جدول أعماله، في مختلف اجتماعات قممه العربية وحتى في اجتماعات جامعته العربية.. ولذلك فإرادة مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري لدى النظام العربي الرسمي، مفقودة حاليا .. وأما القرار الرسمي العربي بمواجهته، فهو حاليا على الرف.
ولأن النظام الرسمي العربي قد استقال من مهمة الدفاع عن الوطن العربي، واكتفى باسترضاء الأمريكي والحرص على عروشه وكروشه.. كان لا بد لقلب العروبة النابض في دمشق بحسب اللواء سليمان أن يتصدى ويقوم بهذه المهمة.. ومعه المؤمنون بأن " إسرائيل " هي غدة سرطانية في هذه المنطقة..
سليمان اعتبر أن الحرب الدولية ضد سورية شارفت على الانتهاء ، ولكن هذا لا يعني أنها ستتوقف غدا، مشيراً إلى انه بقي لانتهاء الحرب على سورية بشكل كامل ، تحرير المناطق السورية التي يحتلها أردوغان و مجاميعه الإرهابية ، وتحرير المناطق السورية التي يحتلها الأمريكان وانفصاليوهم مبيناً أن وما يعيق تحريرها ، حتى الآن ، هو القرار الأمريكي بإبقاء الحرب الشعواء على سورية ، متأججة .وكذلك مكابرة أردوغان وعدم امتلاكه جرأة الاعتراف بفشله في مشروعه العثماني الجديد.
وأكد سليمان أن المنطق يقتضي أن تعود العلاقات السورية التركية، وما يقتضيه، رغم الأضرار الفادحة و الأذى الفظيع غير المسبوق الذي ألحقه أردوغان وزبانيته بسورية لأن مصلحة الشعوب فوق أي اعتبار، و المصلحة في الخلاص من الحروب العدوانية لا يتقدم عليها شيء . والسياسة تبنى على صناعة المستقبل وليس على اجترار الماضي ، بل على التعلم من دروس الماضي معتبراً أن أردوغان زائل ، ولكن تركيا جارة أبدية لسورية . والسوريون يعرفون جيدا حقوق الجيرة ومقتضياتها .. وبقي على الجار التركي أن يعرف ذلك أيضا.
وحول مصير الكرد في سورية المقبلة، اعتبر سليمان أن " الفيدرالية" الكردية في سورية ، لا أفق لها ، وستؤدي بمن يدفعون إليها ، إلى التهلكة.. وستكون وبالاً على أصحابها ..والأهم ، أنّ أغلبية الشعب السوري ، لن تسمح بها ، وستضع حدّاً لها ، مهما كانت الظروف والأثمان.
اللواء سليمان أبدى رأياً واضحاص بخصوص تواجد حزب الله وإيران في سورية مبيناً أن تواجدهم جاء للدفاع عن سورية ، و ونتيجة العدوان الصهيو - أميركي - الأروبي - التركي على سورية، وعندما تتحرر الأراضي السورية التي جرى السطو عليها إرهابيا وتركيا وأمريكيا .. يصبح الوجود العسكري لحزب الله وحتى الوجود الفني والإستشاري لإيران، نافلا .
وبرأي اللواء بهجت سليمان الذي تسلم مناصب أمنية عديدة في سورية فإن سورية ستبقى دولة علمانية مؤمنة، وليست علمانية ملحدة ولا محايدة.. والضمانة هي النظام السياسي الحاكم فيها الذي يقوده حزب البعث العربي الاشتراكي.
وقدم سليمان توصيفه الخاص لمفهوم المعارضة، فهي بالتأكيد لسيت الشيشياني والأنغولي، وغيره ممن جاؤوا لقتال السوريين، وليست هؤلاء الذين يراهنون على السعودي والتركي، كما انها ليست هؤلاء الذين يسمون أنفسهم معتدلين ولا يمونون على احد، مشدداً على ان يد القيادة الوطنية السورية ، ممدودةٌ لجميع أبنائها الشرفاء في المعارضة وغير المعارضة ، للمساهمة الجديّة في إدارة الدولة وفي مواجهة التحديات المصيرية وفي تجاوز ما جرى وفي إعادة بناء سورية الجديدة المتجدّدة.
وبحسب اللواء سليمان فإنه عندما عندما تتحالف روسيا مع سورية الأسد ، فهي تقف مع نفسها وتدافع عن نفسها..وعندما تتحالف إيران مع سورية اﻷسد ، فهي تقف مع نفسها وتدافع عن نفسها..وعندما تدافع سورية اﻷسد عن نفسها ، فهي في الوقت نفسه ، تدافع عن روسيا وإيران، معتبراً أن محور المقاومة " بات واقعا فعليا متجذرا راسخا في الأرض ، وأن أغصانه تتسامى وتتسامق علوا وارتفاعا.
سليمان رأى أن اغتيال قاسم سليماني ، هو للأسباب نفسها التي اغتيل فيها البطل عماد مغنية وقبله الشهيد عباس الموسوي ..ظنا من الولايات المتحدة و" إسرائيل " أن الخلاص من هذه الرموز المفصلية، معتبراً ان القصف الإيراني لقاعدة ( عين الأسد ) الأميركية ، ليس هو الرد ، بل هو إشارة البدء في الرد ونقطة الانطلاق الذي لن يتوقف حتى يتم طرد القوات الأميركية من العراق وسورية ، كمرحلة أولى ، والباقي يتبع.
ووصف سليمان موقع الرئيس اللبناني ميشيل عون بأنه في قلوب وضمائر ملايين السوريين ، وهو كما قال عنه أسد سورية ( يخاصم بشرف ويصادق بشرف )..والرئيس عون ليس منضويا في محور المقاومة ، ولكنه لا يخاصم محور المقاومة ولا يناور عليه ، كما يفعل الآخرون . ومنطلقه الأول في ذلك هو حرصه على المصلحة الوطنية اللبنانية العليا .. ومن هنا تنبع الأهمية الكبرى لهذا الرئيس الصادق.
واعتبر سليمان أن دوره الآن هو جندي ، سواء في الميادين العسكرية القتالية أو الأمنية أو الثقافية أو الفكرية أو الإعلامية أو الدبلوماسية ..وهو سيبقى كذلك يقوم بواجباته بما يمليه علي واجبي الوطني والأخلاقي .