(المثقفون القشريون) انتقلوا إلى اللبـرالية الأمريكية ، والاخونـج باتت تركيا قـبلتهم\ محمد محسن
أخبار وتقارير
(المثقفون القشريون) انتقلوا إلى اللبـرالية الأمريكية ، والاخونـج باتت تركيا قـبلتهم\ محمد محسن
محمد محسن
27 شباط 2020 , 07:36 ص
لا أدر إن كان هناك معـارضة في العالم ، تمـاثل المعارضة السورية ، في خياناتها (المثقفون القشريون) انتقلوا إلى اللبـرالية الأمريكية ، والاخونـج باتت تركيا قـبلتهم كل هذا الخليط الخائن ، تفاعلت أحقـاده

لا أدر إن كان هناك معـارضة في العالم ، تمـاثل المعارضة السورية ، في خياناتها
(المثقفون القشريون) انتقلوا إلى اللبـرالية الأمريكية ، والاخونـج باتت تركيا قـبلتهم
كل هذا الخليط الخائن ، تفاعلت أحقـاده فأكلت أكباده ، فهلل للقصف ( الاسرائيلي )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتـــــ
كل واحد من هؤلاء المعارضين ، بحاجة إلى طبيب نفسي بشكل عاجل ، ليدرس حركة تطور الأحقاد عنده ، ولمعرفة مدى تفاقم تلك الأحقاد في أحشائه ، وحجم تآكل مشاعره الانسانية ، وعواطفه ، ومدى تهتك الكبد عنده ، والخطورة التي شكلته هذه الأحقاد على كيانه الانساني العام ، وهل تكاد تطبق على أنفاسه ، وتختصر المسافة الزمنية ، فتسقطه في غياهب الجنون ، أو الموت ؟ .
وبخاصة وأن آخر ومضةِ بقيت لهم ، وآخر أمل لايزالون يعلقون عليه كل آمالهم هو ارهابيو ادلب ، وهذه الومضة تكاد تُطفأ إلى الأبد ، بعد أن أطبق عليها الجيش العربي السوري كالسيل العرم ، ونفاذ الأمل يعني الخسران المبين ، حينها ستقود الصدمة الكبرى ، بعض العملاء الذين لايزالون متماسكين إلى الاكتئاب (كفارس الحلو)، وعند بعضهم الأقل تماسكاً إلى الجنون ( كالحوت) ، وعند البعض الأخير الضعيف (كأصالة) ، لن يتحمل الخيبة والخذلان فسيموت حسرة ، والكل سيلعن أمريكا ، واسرائيل ، للتخلي عنهم ، وعدم إرواء أحقادهم .
قد يجد البعض في اتهامي لهم ( بالتهليل للقصف الاسرائيلي ) أمراً مبالغاً فيه ، أو فيه الكثير من التجني ، ولكن أنا أعود فأصر على هذا النعت ، بل أزيد عليه ، يُثبت علم النفس التطبيقي أن الحقد ، عندما يتفاعل في عقل الانسان ومشاعره ، ويتضخم ، تختلط عند الحاقد المعايير ، وتستنفذ المشاعر الانسانية الإيجابية ، ويتحول الانسان إلى وحش غاضب ، همه قتلُ غريمه ولو من قبل شيطان رجيم ( وهو هنا اسرائيل ) ، لأن ذلك هو الطريق الوحيد لإرواء غليله ، وفي حالة غضبه المتوحش ، قد تُسَوِّغُ له نفسه ، أكل لحم أخيه نيئاً .
[ الاخوان المسلمون ، ومن من مدرستهم ] :
منذ تأسيس هذه الحركة ، في عام / 1926 / في مصر من قبل الدولة المستعمرة في حينه بريطانيا ، كان الهدف من ذلك التشكيل ، مواجهة الدعوة الوليدة والنشطة للوحدة العربية ، حيث رفع الحزب شعار الوحدة الاسلامية ، من جاكرتا إلى طنجة ، لذلك كان اهتمام حزب الاخوان المسلمين ، بأي دولة اسلامية منذ النشأة ، يوازي أو يفوق الاهتمام بأي دولة عربية ، بل كان على رأس برنامجهم منذ التأسيس ، الدعوة إلى عودة الخلافة ( السلطنة المغدورة ) إلى تركيا ، حيث تزامن تشكيل حزب الاخوان المسلمين في مصر ، مع (تخلي كمال أتتورك ) عن السلطنة العثمانية .
إذن جميع منتسبي هذا الحزب ، ومن والاهم ، ينتصرون لتركيا الآن في حربها على سورية ، بل الكثير منهم يقاتلون إلى جانب الجيش التركي ، بشكل مباشر في شمال سورية ضد وطنهم ، أو من خلال الحركات الارهابية المصنعة تركياً في ادلب ، أو يذهبون بأمرمن ( السلطان ) مرتزقة للموت في ليبيا ، هذه القطعان يؤجج مشاعرها الفكر الديني التكفيري ، لذلك لا يعارضون بل يرغبون ، ويأملون :
( قصف دمشق وتدميرها ، من أي كان ، لأن المهم ليست دمشق ، المهم نصرة الاسلام ، الذي يقتضي نصر تركيا ، وعودة الخلافة ) .
[ المعارضون الشيوعيون واليساريون ومن يحسب عليهم ]
من السهل أن تُقَيِّمَ سبب اندفاعة الاخوان المسلمين ، وجميع حركات الاسلام السياسي التكفيري ، إلى الالتحاق ( بالربيع العربي ) ولكن أن تقدم تحليلاً كافياً للأسباب التي جعلت الكثيرين من المحسوبين على التيار اليساري الاندغام بتلك الحركات ، أمر لا يخلوا من فجوات ، هذا الانزياح ، بل الانتقال إلى اللبرالية الأمريكية ، ومن ثم التلاحم مع الارهابيين القتلة مرده مبعثين :
انتهازية كامنة في الأعماق ، استولدها اليأس ممن ناضلوا من اجله ، فهرولوا للحاق بأمريكا الدولة الكلية القدرة ، فلعلها تحقق لهم ما لم يحققوه في تاريخهم ، أو ثقة متوهمة بسقوط النظام السوري ، فركبوا الموجة على أمل العودة على الدبابة الأمريكية إلى كراسي السلطة ، وهذه الحالة ملمحها انتهازي ايضاً ، لكن هزيمة الدولة التي كانت برأيهم لا تقهر قد هُزمت ، فكانت بالنسبة لهم الفجيعة الكبرى ، حيث خسروا أحلامهم ، ولُعنوا من وطنهم ، ولُفظوا من أمريكا بعد انتهاء أدوارهم ، فرمتهم في طرقات التسول .
لكن الوطن لم يخسر بترحلهم ، بل ارتاح من هذه العقليات التي تبيع تاريخها ووطنها ، بحفنة من مال ، أو بأمل سراب .
هذا التصنيف الآن والفصل بين التشكيلين لم يعد صالحاً ، فالكل اختلط في الكل ، فالشيوعي أصبح اخوانياً ، والاخواني أصبح شيطاناً ، وشكلوا معارضة واحدة هويتها القتل ، والتدمير ، لأن الحقد الأسود يحول الجميع إلى غوغاء ، والغوغاء تضيع فيها التمايزات الفردية او الجماعية ، وتسيطر على الكل روح القطيع ، الذي يقوده الفعل الثأري المتوحش ، لذلك تجد (جورج صبرة) الشيوعي يبكي عودة (كفرنبل)إلى وطنها ، البلدة الأكثر تعصباً في المنطقة .
هذه المعارضة بكل تلاوينها ، يسارها التقى مع يمينها ، وشكلوا خلطة من العملاء ، والارهابيين القتلة ، ساهموا بتدمير وطنهم ، وقتل شعبهم ، فحقت عليهم لعنة الوطن ، والشعب .
[ ولما كان لكل ( ضارة نافعة ) لذلك يمكن أن نعتبر أن خروج هذا الكم من ( المعارضين العملاء ) خارج البلاد ، وخلاص نسيجنا الوطني منهم ، يعتبر فرزاً وخلاصاً من طغم وألغام اجتماعية ، وهذا الفرز جاء كصيرورة للضرورة ، اقتضتها عملية التطور المستقبلية المتوخاة بدون اعاقة ، والتي يجب أن تكون الهدية الجليلة ، التي سيقدمها الانتصار ، لمجتمعنا الصابر ] .

المصدر: وكالات+إضاءات