جمعهما العدو المشترك فأعيدت العلاقات بينهما، وعاد العلم الليبي ليرفرف في سماء دمشق بعد انقطاع دام تسع سنوات
حيث افتتحت السفارة الليبية أبوابها، إيذاناً بعودة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين الشقيقين سورية وليبيا بحضور وفد ليبي برئاسة الدكتور عبد الرحمن الأحيرش نائب رئيس مجلس الوزراء عبد الهادي الحويج وزير الخارجية والتعاون الدولي، وبحضور نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
وعقب رفع العلم الليبي عقد المقداد والحويج مؤتمراً صحفياً ظهرت فيه مؤشرات إيجابية لجهة الاتفاق بين الطرفين على التنسيق الأمني والعسكري في مواجهة العدو المشترك وهو الاحتلال التركي.
المقداد كشف أن سورية اتخذت قرارا حاسما بعودة العلاقات مع الأشقاء في ليبيا لأن المعركة في كلا البلدين واحدة لمواجهة الإرهاب ومن يدعمه لافتا إلى أن “سورية منفتحة على التعاون ولا عمل عربيا مشتركا دونها” معربا عن أمله أن يتم افتتاح السفارة السورية في طرابلس قريبا بعد تحريرها على يد الجيش الليبي، داعياً الذين ما زالوا يستمعون لأصوات نشاز من قبل الإدارة الأمريكية والدول الغربية للعودة إلى إرادة الشعب العربي مؤكدا مواصلة النضال ضد الإرهاب رغم تصاعد هجمات النظام التركي وزعيمه الفاقد للصلة مع الواقع الذي يحاول ترسيخ نوع جديد من العلاقات الدولية يقوم على العدوان والكذب والتشهير وممارسة كافة أنواع الدجل.
المقداد شدد على ثقة روسيا الكاملة بالحليف الروسي وقال إن القرار السوري هو تحرير كل ذرة تراب من الأرض السورية، مضيفاً إن قرار سورية أيضاً هو دعم الاشقاء الليبيين لتحرير الارض الليبية من مغتصبي الأرض فالعدو واحد فإذا انهزمت تركيا في طرابلس فهي هزيمة لها في سورية وإذا انهزمت في سورية فهي هزيمة لها في طرابلس.
وقال المقداد "ثقة سورية الكاملة بالأصدقاء الروس وهي غير قابلة للتشكيك وهم يعملون مع سورية في إطار القانون الدولي وتنفيذ الشرعية الدولية وفي إطار تنفيذ قرارات استانا ومعركتنا واحدة ضد الإرهاب وهذا يشكل الأبعاد التي ستجري عليها أي مباحثات قادمة بين الأصدقاء الروس والطرف الآخر"
الحويج أشار بدوره إلى لقاءات الوفد الرسمية في سورية وعلى رأسها لقاء السيد الرئيس بشار الأسد والبحث في التعاون بمختلف المجالات خاصة مكافحة الإرهاب وتفكيك الميليشيات المرتزقة الذين جاء بهم نظام أردوغان المجرم من إدلب إلى العاصمة الليبية مؤكدا مواصلة النضال حتى تحرير العاصمة طرابلس فهذه معركة واجبة من أجل السيادة والكرامة وتحرير الوطن.
وأكد الحويج أن التمثيل الدبلوماسي الليبي في سورية سيكون على أعلى مستوى حيث سيتم تعيين سفير في القريب العاجل مبينا أن هذه الخطوة ستتبعها خطوات ضمن هذا التحالف الموجه ضد الإرهاب والعدوان وضد من يقف في وجه مصالح شعبينا متمنيا تحرير كامل الأراضي السورية وأن يعم الامن والاستقرار جميع ارجائها.
وبحسب معلومات خاصة لموقع " إضاءات"، فإن زيارة الوفد الليبي جاءت عقب مرحلة من التنسيق غير المعلن، وبدا التقارب مفاجئاً للكثيرين، سيما وأن الحكومة الليبية التي افتتحت سفارتها في دمشق تابعة لبنغازي والتي يترأس هيئة أركانها المشير خليفة حفتر، المدعوم من قبل مصر والسعودية والإمارات، وبحسب مصادر " إضاءات" فإن هذه الزيارة تعتبر أول تحرك عربي للرد على العدوان التركي الأخير، والذي بدأ يهدد أمن تلك الدول، رغم غياب التصريحات الرسمية العربية اتجاه المعارك الحاصلة في الشمال السوري.
اللافت أيضاً في زيارة الوفد الليبي بحسب مصادر موقع " إضاءات" هو حضور المكلف بوزارة الدفاع الليبي اللواء يوسف فرحات، وكذلك رئيس جهاز المخابرات الليبية اللواء مصطفى المكرعني، والذي أتبعه تصريحات معلنة عن تنسيق استخباراتي وأمني كامل بين بنغازي ودمشق لمحاربة التنظيمات الارهابية وكذلك الوقوف في وجه التدخل التركي، ما يدلل أن مرحلة جديدة يبدو ان المنطقة على أعتاب الدخول بها، بعد استشعار حكوماتها حقيقة الخطر القادم من تركيا وجدية المشروع الذي يسعى أردوغان لتكريسه.



