أكد الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله أن المعركة مع كورونا هي حرب قد تكون طويلة، لم يعد ممكناً السكوت على حجز المصارف أموال صغار المودعين، والمطلوب هو المزيد من التخطيط والتشدد في تطبيق الإجراءات لمحاربة انتشار كورونا.
وفي كلمة متلفزة على قناة المنار، أشار نصر الله إلى ان كل اللبنانيين الموجودين في الخارج ويريدون العودة إلى لبنان، مسألة تضع كل الدولة والشعب اللبناني، ولا يجوز أن يكون هناك نفاش في حق هؤلاء بالعودة إلى لبنان مهما كانت الظروف والتحديات، كما لا يجوز النقاش في وجوب قيام الدولة كلها بتأمين كل مستلزمات هذه العودة وأن تبذل كل جهد على هذا الصعيد، ولا يجوز النقاش حتى في وجوب الاسراع بتأمين عودة الراغبين في العودة إلى لبنان، وقال : "خلال الأيام الماضية، ومن خلال النقاشات حول التوقيت من الواضح ان هناك تهيب لدى بعض المسؤولين في الحكومة من هذه الخطوة وأيضا من قبل بعض الأصوات في البلد خوفاً من تفشي المرض وعدم القدرة على السيطرة".
نصر الله اعتبر أن النجاح في انجاز هذه المهمة الوطنية الكبيرة سيكون مفخرة حقيقية للحكومة الحالية، ولم يطرح أحد العودة العشوائية وأصلا اللبنانيون في الخارج لا يقبلون العودة بهذه الطريقة، ويمكن بسهولة اتخاذ اجراءات الطبية والصحية لكن المهم اتخاذ القرار، والمطلوب العودة المدروسة والآمنة والدخول في الاطار التنفيذي منذ الآن، والعمل ليعود هؤلاء إلى لبنان، ليس المطلوب تسرع بل إسراع وجدية والأحد يجب أن يكون يوم عمل لكل الجهات المعنية في هذا الأمر.
وشدد نصر الله على أنه ينبغي عدم التساهل مع موضوع ضعف النظام الصحي في بعض الدول وامكانية حصول انهيار اجتماعي وأمني في تلك الدول وامكانية حصول عمليات قتل لهؤلاء، حتى في أميركا هناك خوف من انهيار اجتماعي وأمني وصحي والناس تقدم هناك على شراء السلاح فكيف هو الحال بالنسبة إلى بعض الدول الافريقية، وبالتالي يجب انجاز هذا الملف بسرعة وعدم اضاعة الوقت، وهذا الأمر حسب فهمي قد حسم ورأينا بيان رئيس الحكومة في هذا المجال.
نصر الله أشار إلى انه من المفيد أن يشعر لبنان بأنه جزء من حرب عالمية، لأن العالم كله مشغول بهذه الحرب ومواجهة تداعياتها وبالحث عن علاج لها، و هناك حكومات عاجزة في أكثر من بلد من بلدان العالم، بينما في لبنان من حيث المجموع الوضع مقبول ومعقول وهناك مواجهة جيدة لهذا الخطر وهذا التحدي.
ووصف الأمين العام لحزب الله الاجراءات الحكومية بالجيدة والمعقولة، وقال: "مهما كانت الخلافات هذا يجب أن يقدر للحكومة الحالية، وفي قلب المعركة أهم شي التركيز على العدو وعدم الاشنغال بأمور أخرى".
وعبر نصر الله عن اعتقاده بأن المناخ العام ايجابي لكن هذا لا يجوز أن يجعلنا نطمئن لأننا لا نزال في بداية المعركة ضد كورونا وفي بداية الخطر والتحدي بمعزل عن تقيم الخبراء، وحتى الآن هذا الفيروس غير مفهوم ما هو تركيبته ويجب أن لا نهول على أحد، مشيراً إلى أن خطة المواجهة بسيطة من الصين إلى كل العالم، وهي العزل والحجر ومحاصرة الوباء ويمكن تقطيع المرحلة بأقل خسائر بشرية ممكنة.
ووجه نصر الله الشكر لكل الأحزاب والتيارات والجمعيات والشخصيات والمجوعات التي تقوم في مبادرات اجتماعية وندعو إلى إقامة خطط طويلة الأمد حتى لا تستنفذ جميع جهودنا وندعو إلى تجاوز الحساسيات والتعاون والتكامل وتوزيع الأدوار والتنسيق وندعو إلى التنافس الايجابي.
نصر الله أشار إلى أنه وصلت الحضارة والعلوم والتكنولوجيا الى قمتها، وامام فيروس صغير غير مرئي هذه حال الكرة الارضية، وهذا يحتاج الكثير من التوقف والعبرة، لافتاً إلى أنه ليس معروفاً هل يبقى الاتحاد الاوروبي أو يتفكك والولايات المتحدة هل تبقى كذلك وكل النظام الرأسمالي موضع نقاش، مضيفاً: "نحن امام وضع في العالم لا مثيل له منذ الحرب العالمية الثانية والتداعيات قد تكون اخطر من حرب عالمية ويمكن ان نصبح امام نظام عالمي جديد وعلى ضوء ما يحصل في العالم هناك نقاش ثقافي وعقائدي وديني وفلسفي ونقاش في اولويات الدول وحول جدوى الامم المتحدة والتكتلات الكبرى"



