رغم التصريحات السياسية في الولايات المتحدة، والتي لا تترك يوماً يمضي دون أن توجه الاتهامات في شتى المجالات للجمهورية الصينية، إلا أن تلك التصريحات الهجومية تواجه حقيقة قاسية تتجلى بأن جميع الولايات الأمريكية بحاجة ماسة إلى الإمدادات الصينية ولا سيما الطبية منها، فقد أنتجت الصين قبل الأزمة ما يقارب نصف عدد الأقنعة الواقية التي تم استيرادها إلى الولايات المتحدة، لكنها اختفت من رفوف المحال التجارية وسط دعوات متزايدة للأميركيين بضرورة ارتدائها عند خروجهم، أما بالنسبة للصين التي تبدو قد تمكنت من احتواء انتشار الفيروس، أصبحت اليوم المصدر الأول لمعدات الحماية والوقاية الضرورية للحد من تفشي وانتشار فيروس كورونا في العالم، وهو ما دفع "تشاد باون" من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي للقول بإن "الصين مصدر كبير لتوريد هذه المنتجات في وقت تشتد فيه الحاجة لها، لذلك بدون انفتاح على الصين ومحاولة الشراء منها الآن، لن يكون هناك أمل"، ورغم أن الشركات الأميركية المصنعة للأقنعة الواقية قد رفعت طاقتها الانتاجية إلى سبعين مليون وحدة شهريا، إلا أن هذا أقل بكثير من الاحتياجات التي تقدر بـ 500 مليون قناع، ومنها ماهو لتأمين المخزون الاستراتيجي من هذه المادة الضرورية، واقع طبي يدرك لسياسيون في البيت الأبيض ضرورة تطويره بخفض حدة الهجوم السياسي على الصين وشعبها.
