بعد خمس سنوات من الفشل...التحالف العربي يستعين بفيروس كورونا لإخراجه من الوحل اليمني..\ حسن عردوم 
أخبار وتقارير
بعد خمس سنوات من الفشل...التحالف العربي يستعين بفيروس كورونا لإخراجه من الوحل اليمني..\ حسن عردوم 
10 نيسان 2020 , 04:25 ص
خاص إضاءات\ حسن عردوم  ضل التحالف العربي بقيادة السعودية "طريقه" في إعادة مايسمى "بالشرعية" الى سدة الحكم في البلاد، ولم يجد بعد كل هذه الفترة "الطويلة" ما يبرر به إستمرار عدوانه على جاره الفقي


خاص إضاءات\ حسن عردوم 

ضل التحالف العربي بقيادة السعودية "طريقه" في إعادة مايسمى "بالشرعية" الى سدة الحكم في البلاد، ولم يجد بعد كل هذه الفترة "الطويلة" ما يبرر به إستمرار عدوانه على جاره الفقير،لاسيما وقد صارت الشرعية نفسها تبحث عن من ينقذها من التحالف العربي نفسه.

ومع تقدم "أنصار الله" في المحافظات التي تخضع لسيطرة حكومة هادي وتحرير  محافظة الجوف "الغنية" بالنفط بشكل نهائي، بالإضافة الى الإنتصارات الأخيرة التي حققها الجيش اليمني، والتي كان آخرها السيطرة على معسكر "كوفل" المطل على مدينة "مأرب"، ناهيك عن القدرات الصاروخية والعسكرية ، التي جعلت كفة الانصار توازي وتعادل كفة التحالف المكون من 17دولة، ذلك كله، جعل التحالف يعيد حساباته وينزل تدريجيا من على الشجرة.

حين نقول أن "كورونا" جاءت لتنقذ التحالف من "مأزقه" في اليمن، فلن نبالغ في ذلك، خاصة بعد أن مضى إسبوعين من العام السادس "للعدوان على اليمن" والذي وُصِفَ بحسب مراقبين بأنه العام الذي سيُّعري النظام السعودي والإماراتي إن هم إستمروا في حربهم الخاسرة على بلدٍ كاليمن.

لم تمض دقائق قليلة على المبادرة التي أعلنها التحالف مساء الأربعاء "كهدنة" مزمنة بإسبوعين، إلا وبادر الأنصار بوثيقة  تؤكد رفض "الهدنة" المؤقتة، مطالبين بوقف شامل للعدوان، وإنهاء الحصار البري والبحري والجوي على اليمن، وتسليم مرتبات الموظفين، كما تضمنت الوثيقة إنهاء الاحتلال للجزر والموانئ اليمنية دون إستثناء.


الإمارات التي إنقلبت على الشرعية في عدن ومكنت الإنتقالي من المؤسسات وطردت الحكومة الشرعية، لم تجد ماتقوله، سوى مباركة "الهدنة" التي اعلنت عنها الرياض، جاء ذلك على لسان  وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات، أنور قرقاش، والذي وصف  قرار التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، بوقف إطلاق النار في اليمن ولمدة أسبوعين بأنه "قرار حكيم ومسؤول".

وقال في تغريدة على حسابه في "تويتر":  "مع الدعوات المتكررة للحل السياسي تبرز المخاوف من وصول فيروس كورونا ليعّقد الأزمة الإنسانية المستمرة"مضاف أنه "قرار مهم لا بد من البناء عليه إنسانيا وسياسيا".

تأتي مباركة قرقاش بالحل السلمي في اليمن واللجوء الى العمل السياسي بدلاً عن العسكري، عقب بيان المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف  العقيد الركن" تركي المالكي، الأربعاء، الذي أعلن فيه وقفاً شاملاً لإطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين لمواجهة تبعات تفشي فيروس كورونا.

وتوالت ردود الافعال الدولية على تلك المبادرة حيث  رحب أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإعلان المملكة العربية السعودية، عن وقف إطلاق نار أحادي الجانب في اليمن.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة "إن هذا الإعلان يمكن أن يساعد في تعزيز الجهود نحو السلام، بالإضافة إلى جهود استجابة البلاد لجائحة كوفيد-19".

ودعا غوتيريش في البيان الحكومة اليمنية وأنصار الله الحوثيين  إلى مواصلة تنفيذ تعهداتهما بوقف الأعمال العدائية على الفور".

وقال "أدعو الحكومة والحوثيين إلى الانخراط، بحسن نية ودون شروط مسبقة، في مفاوضات ييسّرها مبعوثي الخاص مارتن غريفيث".

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أن الحوار هو السبيل الوحيد الذي سيتمكن من خلاله الطرفان من "الاتفاق على آلية للحفاظ على وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وتدابير بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، واستئناف العملية السياسية للتوصل إلى تسوية شاملة من أجل إنهاء الحرب".

وعبر ناشطون في حكومة هادي عن استيائهم جراء تجاهل التحالف لحكومتهم، متهمين التحالف بهندسة الاتفاق مع الحوثي بعيدا عن الحكومة التي يرأسها هادي.


وقال الصحفي اليمني " كمال السلامي" ان وقف إطلاق النار في اليمن الذي أعلنه التحالف العربي وقبلته جماعة الحوثي تم هندسته بعيدا عن الحكومة الشرعية.

وأضاف في تغريدة نشرها على حسابه في " تويتر":"إصدار الحكومة بيانا تدعو فيه لدعم الجيش الوطني في عملياته العسكرية، قبل ساعات من إعلان التحالف تعليق عملياته، وكذا بالتزامن مع مبادرة ⁧‫#الحوثيين‬⁩، يؤكد أن وقف إطلاق النار تم هندسته بعيدا عن الحكومة، والتي ردت بهذا البيان وهذه الدعوة".


‏معتبرا ان "السعودية والحوثيين يتفاوضون بعيدا عن الشرعية".

لكن القول الفصل كان للناطق الرسمي لأنصار الله" محمد عبدالسلام"والذي علق على المبادرة بقوله:"بناءً على دعوة الامين العام للامم المتحدة وقف إطلاق النار في اليمن، فقد قدمنا رؤية وطنية شاملة للأمم المتحدة تنص على وقف شامل للحرب وإنهاء كامل للحصار تضمن سلامة اليمن ووحدته واستقلاله وتؤسس لحوار سياسي وفقا لمرحلة انتقالية جديدة .

 

وإعتبر عضو المجلس السياسي الأعلى” محمد علي الحوثي ” أن الحلول المجتزئة أو الترقيعية لا يمكن القبول بها.



وقال محمد علي الحوثي في تغريدات له “: سلمنا للمبعوث الأممي رؤيتنا لوقف نهائي وأوضحت له أنها مبنية على حلول مكتملة فالحلول المجتزئة أو الترقيعية التي لا تجعل المواطن والشعب في أولوياتها ولا تقدم رؤى بنائه اقتصاديا واستقلاله وسيادته الكاملة لا يمكن القبول بها، وأي حل يحتاج بعد الموافقة لاستفتاء الشعب عليه.

مضيفا في الوقت ذاته"‏تقدمنا بهذه الرؤية كوثيقة للحل الشامل لوقف الحرب، وتتضمن وقف الحرب في جميع الجبهات، ورفع الحصار الجوي والبحري والبري، وتنفيذ إجراءات بناء الثقة، ومنها صرف جميع مرتبات الموظفين غير المسلمة في جميع القطاعات، وإعادة الإعمار وجبر الضرر، وغيرها من الخطوات التي تكشف للشعب أننا منه وإليه.

ومن خلال هذا التحول في مسار حرب اليمن يقول مراقبون "أنه ليس أمام التحالف العربي والحكومة الموالية له في اليمن سوى وقف العدوان ، لا سيما وقد بات الشعب اليمني يدرك تماما أن النظام السعودي والإماراتي لم يأتي الى بلده ليقدم" الزهور"، بل ليحتل الارض وينهب الثروات، ويفتك بالبلد أرضا وإنسانا، ولا خيار آخر لديه سوى تحرير ارضه والتفرد بقراراته والخروج من تحت عباءة الوصاية والإستعباد.

 

المصدر: وكالات+إضاءات