كتب حسن عردوم / اليمن
بعد ثمان سنوات من البحث عن سراب الإنتصار وجدت الرياض نفسها أمام طريق واحدة لاغيرها ، وهي الطريق المؤدية الى صنعاء، بدلاً عن المغامرة والسير نحو مجهول ملبّد بالغيوم والسواد الحالك، وهو قرار إتخذته الرياض على مضض، وحّل أخير لابديل عنه بعد أن أخذت الحرب أبعاداً مختلفة وصارت القوة اليمنية في درجة متقدمة آخذةً نحو التقدم أكثر وأكثر في حال استمر التحالف في خوض غمار الحرب والإبتعاد عن قرار العودة الى صنعاء...
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام المختلفة سلطت جميع اضوائها على الزيارة الأخيرة للوفدين السعودي والعماني الى صنعاء، وما سينتج عنه من حلحلة لبعض العقد التي كانت تراها الرياض سبباً لخوض الحرب الواسعة على الأراضي اليمنية، إلا أن هناك اطرافاً يمنية وأخرى خارجية متأثرة سلباً بهذا القرار،.، وقد تسعى عبر طرق مختلفة الى محاولة إعاقة هذه الخطوة كون نجاح اللقاءات في صنعاء سيؤثر على الأحلام التي كانت قد نسجتها تلك الأطراف على حساب إبقاء الوضع على ماهو عليه الى مالا نهاية.
ثباتية المطالب التي تقدمها صنعاء للدخول في اية عملية تفاوض جديدة والمتمثلة في انهاء الحصار والعدوان وفتح المطارات والموانئ وتسليم مرتبات موظفي الدولة وإنها الإحتلال أحرجت النظام السعودي وجعلته أمام خيارين إما القبول بتنفيذ تلك الشروط، او الإستمرار في الحرب، فيما الخيار الأخير غير ممكن بعد فشل دام لثمان سنوات كاملة.
يربط الكثير من المراقبين بين الاتفاق السعودي الايراني ودوره في تحريك المياه الراكدة للمفاوضات اليمنية السعودية، في حين يرى البعض أن القيادة السعودية أدركت في وقت متأخر أن الإستمرار في إذكاء الصراع وخوض الحروب وكسب العداء مع ايران ودول الجوار في المنطقة لن يجني سوى مزيداً من الخسائر التي تثقل كاهلها ، مؤكدين استفادتها من الخسائر التي خلفتها البالستيات والمسيّرات اليمنية التي استهدفت وضربت عصب الاقتصاد في العمق السعودي، كنتيجة لقرارات خاطئة أدت الى تعدي الأخيرة على الأراضي اليمنية وشن حرب واسعة وشاملة على اليمنيين، وكذلك الإستفادة من ردة فعل الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب والكونغرس على الضربات اليمنية للنفط السعودي حيث علق ترامب آنذاك أن السعودية هي من تعرضت للهجوم وليس الولايات المتحدة، ولن يخوض حرباً مع ايران من أجل السعودية، إضافة الى فشل المنظومات الدفاعية الأمريكية في حماية المنشآت النفطية السعودية من الصواريخ والمسيرات اليمنية، ما جعل النظام السعودي يعيد ترتيب اوراقه ومحاولة لملمة وضعه، واعاة ترتيب علاقات بلاده، وإصلاح ما افسدته القرارات الخاطئة بالإعتماد على الإدارة الأمريكية في حماية الأراضي السعودية ومنشآتها.
الى ذلك قد تكون للهزيمة التي منى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية دور في تخفيف العبئ على بن سلمان نتيجة تحمل الأخير الأعباء والمواقف الأمريكية تجاه ايران ودول محور المقاومة ومنها اليمن، وتبنيه المواقف والسياسة الأمريكية تجاه الدول المناهضة للولايات المتحدة كروسيا والصين ، وهو ما شجعه على فتح نوافذ جديدة للعلاقات مع تلك الدول، والتفكير خارج دائرة نظرية المؤامرة وتحسين الصورة الذهنية للمملكة أمام شعوب العالم العربي ولإسلامي.. والسؤال هل ستصمد الدبلوماسية السعودية الجديدة وتحقق اهدافها؟وهل ستؤثر تلك السياسة الجديدة للمملكة على علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية؟؟