" يَا غَزَّةَ الْخَيْرِ "
يُهْدَى لِغَزَّةَ لِلْحَامِينَ شَاطِيهَا | |
وَلَيْتَ أَعْيُنَنَا تَغْدُو قَذَائِفَ فِي | يَدِ الرِّجَالِ مِنَ الْغَارَاتِ تَحْمِيهَا |
يَا بَدْرَ بَدْرَيْنِ فُرْقَانٌ لَيَالِيهَا | تَحْلُو قَصَائِدُ مِنْ غَزّا قَوَافِيهَا |
وَكَانَ فَرْسَانُهَا خَيْلَيْنِ تَحْمِلُهُمْ | خَيْلٌ بِقَانَا وَخَيْلٌ تَحْتَ غَزِّيهَا |
يَا غَزَّةَ الْخَيْرِ تِيهِي دُونَمَا بَطَرٍ | فَأَنْتِ غَانِيَةٌ وَالْرَّبُّ رَاعِيهَا |
أَقْصَى جِهَادٌ وَعِزُّ الدِّينِ تَحْرُسُهَا | جِهَادُ جِبْرِيلَ وَالْقَسَّامُ تَحْمِيهَا |
كَتَائِبُ الْعَوْدَةِ الْأَحْرَارُ تُوقِظُهَا | عَلَى صَوَارِيخَ فِي أَسْدُودَ تُلْقِيهَا |
مِلْيَارُ يَهْدُرُ لَوْ كَانَ الخَيَارُ لَهُمْ | لَوْلَا الطَّوَاغِيتُ كَانَ الْكُلُّ يَفْدِيهَا |
وَشَعْبُ مِصْرَ مَعَ الْأَهْرَامِ يَعْشَقُهَا | فُرْسَانُهُ مِنْ دِمَاءِ الْعِزِّ تَرْوِيهَا |
لَوْلَا (الْمُخَنَّثُ) وَالْحَيْضُ اسْتَبَدَّ بِهِ | قَفَاهُ رَاعِفَةٌ يَا مَنْ يُوَارِيهَا |
وَالْلَّاتُ وَالْعُزَّةُ الْأَزْلَامُ تَحْضُنُهَا | جُيُوشُنَا أَصْبَحَتْ حُرَّاسُهَا وِيهَا |
واهًا وَ وِيهًا لِمَنْ رَاياتُهُ صَنَمُ | وَالْقُدْسُ مَأْسُورَةٌ تَشْكُو فَنَبْكِيهَا |
بِئْسَتْ دُمُوعٌ عَلَى صَخْرٍ مُعَاوِيَةٍ | وَالْقَادِسِيَّةُ فِعْلُ الصَّبْرِ يُعْلِيهَا |
هَاتُوا خُنَاسَ وَأَعْشَى وَالْعَشَا عَرَبٌ | صَفَّانِ عَمَّارُ فِي أَعْلَى أَعَالِيهَا |
إِنَّ الْمُقَاوَمَةَ الْغَرَّاءَ فِعْلُ فَتَىً | قَاوِمْ مَتَى كَانَ جُنْدُ اللهِ حَادِيهَا |
إِيَّاكُمُ آكِلَ الْأَكْبَادِ يَخْدَعُكُمْ | كُونُوا مَعَ الْعِتْرَةِ الْأَسْمَى مَسَاعِيهَا |
سَاءَ اعْتِدَالٌ سَلَامٌ ظَلَّ يَخْدَعُكُمْ | تَحْيَا مُقَاوَمَةٌ جَلَّتْ مَرَامِيهَا |
إِنَّ الْيَهُودَ أَفَاعٍ لَانَ مَلْمَسُهَا | أَمَّا السُّمُومُ فَفِي الْأَنْيَابِ تُخْفِيهَا |
(لِيفْنِي) تُهَيْنِمُ جُوعٌ كَادَ يَقْتُلُهَا | (بَارَاكُ) مِنْ كَبِدِ الْأَطْفَالِ غَذِّيهَا |
(دَلَالُ) تَصْرُخُ أُمِّي إِخْوَتِي وَأَبِي | وَالدَّارُ لَمْ يَبْقَ إِلَّا قِطَّتِي فِيهَا |
يَا دَارَ جَدِّي قَضَى أَهْلِي جَمِيعُهُمُ | مَاتَتْ دُمُوعِي وَقَدْ شَاخَتْ مَآقِيهَا |
وَرَبُّ أَعْرَابِنَا يَا هِرَّتِي هُبَلٌ | وَاللَّاتُ عِزٌّ لَهَا وَالنَّهْبُ حَادِيهَا |
وَالْوَحْشُ يَمْلِكُ فِسْفُورًا وَيَحْرِقُنَا | لَوْلَا حَمَاسٌ جِهَادٌ كَادَ يَشْوِيهَا |
لَوْلَا حَمَاسٌ وَأَبْطَالٌ تُقَاوِمُهُمْ | مَا ظَلَّ فِي غَزَّتِي حَيٌّ يُحَيِّيهَا |
فِسْفُورُهُمْ يَكْتَوِي مِنْ حَرِّ غَزَّتِنَا | وَالطَّائِرَاتُ جِرَاحُ الطِّفْلِ تُؤْذِيهَا |
وَالرُّعْبُ يَمْلَؤُكُمْ مِنَّا وَيَسْكُنُكُمْ | تَصْطَكُّ أَسْنَانُ (مِرْكَافَا) وَمَنْ فِيهَا |
نَاهِيكَ عَنْ سِرِّ حَفَّاظَاتِ جُنْدِكُمُ | (لِيفْنِي) وَسَيِّدُهَا يَدْرُونَ مَا فِيهَا |
مِنَّا تُقَطَّعُ أَشْلَاءٌ وَنَقْذِفُكُمْ | بِهَا فَيَهْزِمُكُمْ رَبِّي وَيُحْيِيهَا |
إِنَّ الشَّهِيدَ لَحَيٌّ عَادَ يَذْبَحُكُمْ | (رَنْتِيسُ يَاسِينُ) ظَلُّوا قَادَةً فِيهَا |
فُرْقَانُنَا شِبْهَ بَدْرٍ ذَا عَلِيُّ أَتَى | وَذِي مَلَائِكَةٌ لِلْخَيْلِ تُجْرِيهَا |
وَالْعَادِيَاتُ وَضَبْحَى وَالرَّسُولُ بِهَا | جُمُوعُكُمُ هَرَبَتْ واللهُ يَخْزِيهَا |
غَدًا عَجَائِبُ يَا صَهْيُونُ سَوْفَ تَرَى | الْحَرْبُ مِنْ غَيْرِنَا تُسْبَى مَعَانِيهَا |
غَدًا حَمَاسُ وَنَصْرُ اللهِ يَسْبِقُهَا | لِلْقُدْسِ مِنْ بَحْرِ حَيْفَا سَوْفَ نَأْتِيهَا |
هَذِي غُزَيَّةُ رَمْزُ الْعِزِّ دِيرَتُنَا | إِسْلَامُنَا رَايَةٌ تَعْلُو وَتُعْلِيهَا |
نَحْنُ الشَّهَادَةُ أَسْمَى الْأُمْنِيَاتِ لَنَا | حَيْفَا وَيَافَا وَقُدْسُ اللهِ نَفْدِيهَا |
وَالْحَلُّ أَنْ يُدْحَرَ الْمُحْتَلُّ مِنْ وَطَنِي | حَتَّى رُفَاتِ يَهُودَا سَوْفَ نَرْمِيهَا |
مَسْرَى الْحَبِيبِ وَنَأْبَى أَنْ يُدَنِّسَهُ | عَظْمُ الْيَهُودِ بِشِبْرٍ مِنْ رَوَابِيهَا |
يَعُودُ لِلصَّخْرَةِ الشَّمَّاءِ رَوْنَقُهَا | مِنْ رِيقِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَا نُحَلِّيهَا |
نَقُومُ فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى لِخَالِقِنَا | تُسَبِّحُ الطَّيْرُ وَالْأَشْجَارُ بَارِيهَا |
يَا لَيْتَ أَنَّا مَسَامِيرٌ لِأَحْذِيَةٍ | تُهْدَى لِغَزَّةَ يَوْمَ الرَّوْعِ تَحْمِيهَا |
وَلَيْتَ أَجْسَادَنَا صَارَتْ قَذَائِفَ فِي | يَدِ الرِّجَالِ عَلَى صُهْيُونَ تُلْقِيهَا |
وَلَيْتَ أَعْيُنَنَا دِرْعٌ لِغَزَّتِنَا | يَذُبُّ عَنْهَا فَلَا طَيَرَانَ يُدْمِيهَا |
يَا غَزَّةَ الْخَيْرِ يَا رَايَاتِ عِزَّتِنَا | تَسْمُو مَعَانِيكِ بِي أَسْمُو أُغَنِّيهَا |
يَا غَزَّةَ الْعِزِّ يَا رُوحًا لِقَافِيَةٍ | تَظَلُّ تَرْقَى وَكُلُّ النَّاسِ تَرْوِيهَا |
وَحِينَ يَرْجِعُ لِلْأَقْصَى الْقِيَامُ بِهِ | يَثُورُ فِي الْقُدْسِ سِرٌ كَامِنٌ فِيهَا |
شِعْرُ: عودة فارِع شَرَار |