"يَا سِيلَةَ الظَّهْرِ"
لَوْلَا الوَقَارُ وَنَفْسٌ حُرَّةٌ أَدَبٌ
لَبِتُّ أَصْرُخُ رَغْمَ الشَّيْبِ أَهْوَاكِ
سَاءَلْتُ عَيْنِي وَقَلْبِي مَا أَلَمَّ بِنَا
فَقِيلَ لِي: بَادَلَتْنِي الْهَمْسَ عَيْنَاكِ
يَا سِيلَةَ الظَّهْرِ يَا أَهْدَابَ غَانِيَةٍ
سُبْحَانَ رَبِّي بِهَذا الْحُسْنِ سَوَّاكِ
الْبَحْرُ يَرْنُو لَكُمْ فِي مَوْجِهِ شَبَقٌ
وَمَوْجُهُ هَاجَ فِي شَوْقٍ وَحَيَّاكِ
يَا سِيلَةَ الظَّهْرِ ظَهْرُ الْخَيْلِ مَرْكِبُنَا
أَنْتِ الْأَصِيلَةُ آهٍ مَا أُحَيْلَاكِ
يَا سِيلَةَ الظَّهْرِ يَا عَلْيَاءُ ظَاهِرَةٌ
يَلَذُّ لِلْعَيْنِ- يَا عَيْنَيَّ- مَرْآكِ
يَا سِيلَةَ الظَّهْرِ، والظَّهْرُ انْحَنَى أَدَبًا
يَوَدُّ لَثْمَ ثَرَاكِ الطَّاهِرِ الزَّاكِي
يَا دُرَّةَ التَّاجِ يَا يَاقُوتَةٌ لَمَعَتْ
تَنَهَّدَ الصَّدْرُ، وَالْحَسُّونُ غَنَّاكِ
التِّينُ وَالْخَوْخُ والزَّيْتُونُ يَعْرِفُنَا
وَيَشْرَحُ الصَّدْرَ صَدْرَ الْحِبِّ مَعْنَاكِ
يَا مُهْجَةَ النَّفْسِ، وَالْأَنْفَاسُ طَيِّبَةٌ
وَالنَّرْجِسُ الزَّعتَرُ الدَّحنُونُ غَطَّاكِ
مَادَتْ غُيُومُ عَطَارَى، ثُمَّ مَا لَبِثَتْ
أَنْ أَنْزَلَتْ مَاءَها تَسْقِي بِهِ فَاكِ
يَا سِيلَةَ الظَّهْرِ سَارٍ حَانَ مَوْعِدُنَا
وَالنَّصْرُ عُرْسٌ مَعَ الْفُرْسَانِ وَافَاكِ
يَا سِيلَةَ الظَّهْرِ (سِيرِيسٌ) عَلَى جَبَعٍ...
وَمَيْثَلُونُ، وَصَانُورٌ سِوَارَاكِ
أَتَى سُرَاقَةُ يَوْمَ الْفَتْحِ مُبْتَهِجًا
سِوَارَ كِسْرَى رِضًى يَا (نُورُ) أَهْدَاكِ
شِعرُ: عَودَة فَارِعْ شَرَارْ