مسلسل
أخبار وتقارير
مسلسل "فوضى"لتبييض جرائم المستعربين ومسلسلات التطبيع العربي لتبييض الوجه الاجرامي للعدو..\ نواف الزرو
29 نيسان 2020 , 10:21 ص
    في الوقت الذي تجدّد فيه الحملة الفلسطينيّة للمقاطعة الأكاديميّة والثقافيّة دعوتها لمقاطعة مسلسل "فوضى" الصهيوني، كونه يخدم نظام الاستعمار الصهيوني ويشكّل مادةً دعائيّة عنصرية لجيش الاحتلال وعد



    في الوقت الذي تجدّد فيه الحملة الفلسطينيّة للمقاطعة الأكاديميّة والثقافيّة دعوتها لمقاطعة مسلسل "فوضى" الصهيوني، كونه يخدم نظام الاستعمار الصهيوني ويشكّل مادةً دعائيّة عنصرية لجيش الاحتلال وعدائية لشعبنا ومسيرته التحرريّة، مبينة أنّ "المسلسل يروّج لجرائم الحرب التي تقترفها فرق الموت (المستعربين) في جيش الاحتلال، ومؤلفاه هما من خريجي إحدى هذه الفرق، وهي إحدى الوحدات العسكرية المسؤولة عن العديد من عمليّات الاغتيال والإعدام والقتل والاعتقال الوحشي للمتظاهرين العُزّل، بمن فيهم الأطفال، وانتهاك حرمة الجامعات والمستشفيات الفلسطينية، وفي الوقت الذي تواصل فيه الفضائيات الاسرائيلية بث حلقات هذا المسلسل المضلل الذي يبرر ارهاب وجرائم المستعربين ضد الفلسطينيين ويحول هذه الممارسات الاجرامية الى بطولات تحظى بالميداليات والنياشين، يواصل عناصر هذه الوحدات المستعربة جرائمهم في الميدان هناك في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية. والمؤسف انه في الوقت الذي تبث فيه حلقات مسلسل "فوضى"لتبييض جرائم المستعربين ومن وراءهم من جيش وقيادات سياسية(وكلهم في الجرائم مجرمين ومتهمين) تقدم بعض الفضائيات العربية المطبعة مسلسلات التطبيع لتبييض وجه العدو الاجرامي....!؟
فبينما تنشغل دوائر التطبيع العربي مع الكيان في انتاج واخراج وبث مسلسلات التطبيع الثقافي والنفسي وتبييض وجه العدو،  وينشغل الفلسطينيون في أعبائهم ومسؤولياتهم وأليات التصدي للاحتلال والاستيطان، تواصل دولة الاحتلال حروبها الشاملة على الارض والانسان والتراث والرواية العربية لفلسطين، في مسعى مخطط مبرمج لاحكام التهويد الكامل للوطن من بحره الى نهره. تستحضر لنا هذه المسلسلات من جهة، والمواجهات التي لا تتوقف في المدينة المقدسة وانحاء الضفة الغربية مظاهر الانتفاضتين الاولى والثانية من المظاهرات والمسيرات والاطارات ورشق الحجارة والاعتقالات والاصابات من شهداء وجرحى  الى الجيش والشرطة وحرس الحدود واطلاق النار والقنابل، و" وحدات المستعربين" منها على نحو خاص. ولوحدات المستعربين تاريخ طويل وسجل اسود مثله في اقتراف جرائم الحرب، فمنذ البدايات الأولى للانتفاضة الفلسطينية الكبرى الأولى 1987 - 1993 ، أعلنت حكومة الثنائي شامير – رابين آنذاك الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني المنتفض، بغية الإجهاز على الانتفاضة، وفي هذا إلاطار عمل رابين وزير قمع الانتفاضة، على إنشاء القوات الخاصة التي عرفت باسم"المستعربون"باللغة العبرية، وتشمل أربع وحدات خاصة هي:
"1-دوبدوبان وتعمل في الضفة الغربية.
 2 - "شمشون"وتعمل في قطاع غزة.
3-"الجدعوينم"تابعة لحرس الحدود وتعمل بالأساس على نطاق واسع في الضفة الغربية.
4- والرابعة تابعة للشرطة الإسرائيلية ، وتعمل في منطقة القدس
ومن أهم ما يميز هذه الوحدات الخاصة وأبرزها وأخطرها وحدة"دوبدوبان" ، "أنها تتمتع بتدريبات خاصة عسكرية ونفسية تحول أفرادها إلى قتلة محترفين، وتجعل من عملية القتل عملية روتينية سهلة لديهم، ويعمل أفراد هذه الوحدات متنكرين باللباس العربي  و"يعيشون حياة مزدوجة، الحياة الإسرائيلية اليهودية الطبيعية لهم، وحياتهم الأخرى كمستعربين، ويتوجب عليهم ارتداء اللباس العربي والتدرب على اللغة واللهجات والشعارات والأناشيد والعادات والتقاليد العربية ، كي يتسنى لهم الانخراط في أوساط المواطنين العرب ، دون أن يتمكن هؤلاء المواطنون من تشخيصهم وإحباط مهماتهم. 
ووفق التقارير الإسرائيلية المختلفة، واستناداً إلى المشاهدات والقرائن على الأرض الفلسطينية فإن أهم مهمات وأهداف الوحدات الخاصة تتكثف بـ" العمل في قلب التجمعات العربية الفلسطينية ولأغراض لا تتوفر في العادة للوحدات النظامية العادية، وتتركز أهدافها على تشخيص واعتقال المطلوبين من قيادات وكوادر الانتفاضة - المقاومة أو تصفيتهم ، وكذلك جمع المعلومات تحت غطاء من السرية المطلقة، وإثارة الفتنة والبلبلة والتشكيك، كما جاء في المصادر العسكرية الإسرائيلية، فقد أقيمت"الوحدات الخاصة المستعربة"" دوبدوبان"و" شمشون"بعد اندلاع الانتفاضة الأولى بشهور قليلة"عندما تبين للجيش الإسرائيلي أن الوحدات العسكرية النظامية عاجزة عن مواجهة نشاطات اللجان الشعبية ومجموعات المطاردين.
وفي أعقاب تصاعد فعاليات الانتفاضة الفلسطينية  وخاصة العمليات المسلحة، قررت الحكومة الإسرائيلية آنذاك"زيادة عدد أفراد الوحدات الخاصة، وتوسيع نطاق انتشارها .. وقد تعزز هذا التوجه بشكل خاص في عهد أهود باراك كرئيس للاركان ، الذي عمل على دمج وجمع وحدات الاستخبارات ووحدات الكوماندوز الميدانية في الوحدات الخاصة ..وقد شكلت هذه الوحدات حسب الاعترافات الإسرائيلية"رأس حربة الجيش الإسرائيلي في مواجهة الانتفاضة الساخنة، ولذلك عمد الجيش الإسرائيلي على مدى سنوات الانتفاضة الأولى إلى"إقامة المزيد والمزيد من الوحدات الخاصة في المناطق الفلسطينية"، وأخذ"يعمل باستمرار على توسيعها وتعزيزها بصورة كبيرة"، وأخذ"ينشر المزيد والمزيد من الوحدات المتنكرة بهدف إطلاق النار على راشقي الحجارة وتصفية كوادر الانتفاضة، وتقوم الوحدات الخاصة المستعربة بتنفيذ الإعدامات الميدانية ضد الفلسطينيين بدلاً من اعتقالهم"، والسجل الدامي لعمليات الاغتيالات والتصفيات الميدانية التي نفذتها الوحدات الخاصة المستعربة - فرق الموت والإعدام الميداني كما عرفت بهذا الاسم لاحقاً، طافح بآلاف الممارسات والمقارفات الإجرامية وعمليات الاغتيالات والتصفية الدموية الميدانية بدم بارد، وان كانت المصادر الفلسطينية وغيرها قد رصدت ووثقت مئات عمليات الاغتيال ضد نشطاء الانتفاضة ، فإنها لم تغط بالتأكيد كافة جرائم تلك الوحدات. 
  انها - اي تلك الوحدات - لاتنام ولا تستكين، فهي تخوض حروبها الخاصة ضد عناصر وكوادر وقيادات وناشطي الانتفاضة والمقاومة والصمود في القدس والضفة وفلسطيني-48.
تحتاج فلسطين في ظل هذا المد التطبيعي العربي الشامل والوقح الى حملات توعوية تثقيفية تعبوية متصلة لا تتوقف، تقوم بها القوى الحية المناهضة للتطبيع مع العدو، وليس فقط ضد مسلسلات "فوضى" و"ام هارون" و"مخرج-7"، وانما ضد كل اشكال التطبيع العربي الذي تقف وراءه دول ودوائر وجهات هي بالمحصلة تعمل في خدمة المشروع الصهيوني على حساب شطب وإزالة فلسطين والحقوق الفلسطينية عن الخارطة والاجندات العربية والدولية....؟!!!!

نواف الزرو
[email protected]

المصدر: وكالات+إضاءات