اعتبر الباحث في القانون الدولي المحلل السياسي أحمد طارق قلعجي أن ألمانيا التي حاولت في مرحلة سابقة الحفاظ على مسافة بين اسرائيل والمسألة اللبنانية وشاركت كما نعلم في صفقة تبادل الأسرى، رضخت لضغوط الصهيونية العالمية وإسرائيل، وللضغوط الأميركية، تحت سطوة المال والضغوط الاقتصادية، وضعف الاقتصاد الاوروبي، وأدرجت "حزب الله" كمنظمة ارهابية.
وفي تصريح خص به موقع "إضاءات" لفت إلى ان هناك حالة من النفاق السياسي تعيشها ألمانيا فهي تدعم من تسميهم بالمعارضة المعتدلة في سوريا، وهي بالحقيقة معارضة ارهابية، وبنفس الوقت تعتبر المقاومة المشروعة للاحتلال منظمة ارهابية، علماً ان حزب الله لم يقم بأي عمل ارهابي، وكرس كل توجهاته لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي وهو حق تمنحه قوانين الشرعية الدولية.
واشار قلعجي إلى ان توقيت إدراج "حزب الله" كمنظمة إرهابية في ألمانيا، يأتي تزامناً مع الضغوط الاقتصادية الكبيرة جداَ التي تمارس على لبنان، والقرارات الأميركية بتجميد التعامل مع المصارف اللبنانية، وهناك أقاويل عن ضغط أميركي وغربي على مصرف لبنان لتجميد التعامل مع "حزب الله"، وبالتالي فإن الخطوة الأميركية تأتي في إطار الضغوط المتواصلة على لبنان، والحرب المعلنة على المقاومة.
وعبر قلعجي عن اعتقاده بان لبنان ووفقاً للتركيبة السياسية القائمة، غير قادر على مواجهة الضغوط الاقتصادية الحاصلة عليه، حيث تعمل بعض التيارات علناً لجره إلى الفوضى، ولا ننسى أن سعد الحريري اعلن عن هدفه في اسقاط حكومة حسان دياب والتي لم يمضي على تشكيلها غير أشهر قليلة، واستطاعت مواجهة ضغوط كبيرة وقيادة ملف "كورونا" بالطريقة المثلى، وقال قلعجي في تصريحه لـ"إضاءات": " من المؤكد ان المقاومة واعية لكل هذه الضغوط الأميركية ومعها ما تخطط له إسرائيل بأيادي غربية وأدوات لبنانية، وهي قادرة على إدارة الأزمة وفقاً لمصلحة لبنان، وهذا ما يظهر من خلال تعاطي حزب الله مع التحركات في الشارع اللبناني".
الباحث قلعجي، أشار إلى ان هناك من له مصلحة لجر لبنان إلى العنف والمواجهة بين الجيش اللبناني والمحتجين، ونقل المواجهة من الصراع ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي إلى مواجهة بين حزب الله والمحتجين، وبالتالي الوصول إلى حرب أهلية، مجدداً التأكيد على ان المقاومة واعية لكل ما يجري التخطيط له.
وحذر قلعجي من خطورة المرحلة القادمة ليس فقط على لبنان وإنما على المنطقة، والتصريحات الغربية واضحة، فهم وبعد خسارتهم في سوريا سيحاولون إثارة الفوضى في لبنان، لأن لبنان قادر في ظل التوازنات قلب الطاولة في المنطقة، وأميركا ومعها إسرائيل تسعى لتعويض هزيمتها العسكرية، من خلال الضغط الاقتصادي، وعلينا ألا ننسى انه في لبنان وفي مجمل دول المنطقة هناك مجموعات ضغط تحت مسميات اقتصادية من رجال أعمال وغيرهم يعملون ضمن الفلك الأميركي وهؤلاء ينقلون اموالهم خارج دولهم لأنه كما نعلم رأس المال لا صلة له بالمسائل الوطنية.


