كشف المحلل العسكري السوري العميد هيثم حسون، أن الهجوم الأخير الذي نفذته المجموعات الارهابية المكونة من "أنصار الدين" المبايعة لتنظيم داعش الإرهابي، والحزب التركستاني الإسلامي المكون من مجموعات قاعدية شكلتها تركيا من الجنسيات التركمانية، خاصة من مناطق آسيا القريبة من الاتحاد الروسي والصين، تريد من خلاله أنقرة إحداث نوع من الخرق الذي يحرج الدولة السورية ويجبرها على القيام بأعمال عسكرية، بما يسمح لأنقرة التذرع بأنه انتهاك للاتفاقات السابقة، المتعلقة بوقف العمليات العسكرية على جانبي الطريق الدولي حلب اللاذقية.
واعتبر حسون في تصريح خص به موقع "إضاءات" أن كل المعطيات تؤكد بأن تركيا هي وراء العملية الإرهابية الأخيرة، وهذه المعطيات متوفرة لدى الجميع، فالحزب التركستاني الإسلامي، كما نعلم لا يمكن أن يقوم بأي عملية عسكرية بدون الموافقة التركية، والإشراف التركي والإدارة التركية له، خاصة وان انقرة شعرت خلال الفترة الماضية أنها كسبت نوعاً ما في الميدان، من خلال توقف العمليات العسكرية وبدء الدوريات المشتركة على الطريق الدولي حلب اللاذقية، حيث ظنت أن هذا الأمر يعطيها نوعاً من السيطرة والقدرة على التحكم في مسار الاحداث.
وتحدث حسون عن تفاصيل ما جرى في منطقة سهل الغاب غربي مدينة حماة خلال اليومين الماضيين، مشيراً إلى أن المجموعات الارهابية نفذت هجومها الإرهابي بشكل مباغت وعلى أكثر من اتجاه في منطقة الغاب، وحققت تقدماً معيناً، لكن الجيش السوري نفذ هجوماً معاكساً، وتمكن سريعاً من استعادة كافة النقاط التي كان خسرها قبل يوم واحد، معيداً خارطة السيطرة إلى ما كانت عليه قبل الهجوم المعادي، كاشفاً انه وبالتوازي قامت تركيا باستقدام حجم كبير من القوات إلى إدلب عبر المعبر الحدودي الذي تحتلها بالتعاون مع جماعات تنظيم القاعدة المتمثلة بجبهة النصرة الإرهابية.
العميد حسون أكد أنه وأمام هذه التطورات قد نشهد نوعاً من التصعيد خلال المرحلة القادمة، بإدارة تركية، والهدف من ذلك دفع الدولة السورية لتنفيذ عمليات عسكرية تعتبر انتهاكاً للاتفاق، وأيضاً يمكن أن يؤدي إلى قيام روسيا بتقديم الدعم العسكري بشكل كبير، وهذا يعتبر خرق لاتفاق موسكو، قد تتذرع به القيادة التركية من اجل توسيع مناطق السيطرة في ادلب، أو تحريك المجموعات الارهابية لمحاولة اختراق خطوط التماس الأخيرة ومحاولة تغييرها.
العميد حسون اعتبر أن اتفاق موسكو لن يكون مصيره أفضل من سابقيه "سوتشي1" و"سوتشي2"، لأن المرحلة القادمة ستشهد انهياراً للاتفاق، فرغم تسيير الدوريات المشتركة الروسية التركية على طريق m4، إلا أن هذا الأمر لم يترافق معه استعادة الدولة السورية سيطرتها على تلك المناطق، وهذا يعتبر عدم تنفيذ للاتفاق من قبل القيادة التركية، لافتاً إلى ان الجانب الروسي حريص خلال هذه المرحلة على التهدئة من أجل إتاحة الفرصة لمعالجة أوضاع التصدي لفيروس "كورونا".
ونبه العميد حسون إلى أن تركيا قد تحاول الاستفادة من حالة الهدوء الالزامي الذي تشهده ساحات الصراع حالياً، لإحداث نوع من الانقلاب على اتفاق "موسكو"، والذي لن يكون مصيره بأفضل من سابقيه، مؤكداً أن انهيار اتفاق موسكو محتوم، وهذا الأمر متعلق فقط بانتهاء الاعمال المرتبطة بمكافحة كورونا، واستعادة الدولة السورية وحلفاءها للحياة في بلدانهم.
وختم العميد حسون تصريحه لـ" إضاءات" بالقول: "أعتقد ان العودة مجدداً لساحة المعركة هو مسار إجباري لجميع الأطراف، لأنه لا يمكن ان يتم تحقيق اي هدف بالنسبة للدولة السورية، استنادا لاتفاق موسكو الذي لن تنفذه تركيا، لأنها تعتقد بأنها أجبرت عليه وهي ستحاول بكل الحالات التملص منه وإسقاطه للعودة مجددا وفرض السيطرة على محافظة إدلب" .