#يوميات_الحرب_السورية.. رواية توثيقية للحرب على سورية / حسام حسن
ثقافة
#يوميات_الحرب_السورية.. رواية توثيقية للحرب على سورية / حسام حسن
16 أيار 2020 , 16:15 م
 الأحد 22 05 2011 ( علم العدو الصهيوني .. في حمص ؟ ) رامز عكاري ، سيتحول منذ اليوم ، إلى بطل في الوجدان الوطني السوري . أثارت قضية رفع العلم " الإسرائيلي " في حي باب السباع ، والتي نشرت في عدة وسائل إ

 الأحد 22 05 2011 ( علم العدو الصهيوني .. في حمص ؟ ) رامز عكاري ، سيتحول منذ اليوم ، إلى بطل في الوجدان الوطني السوري . أثارت قضية رفع العلم " الإسرائيلي " في حي باب السباع ، والتي نشرت في عدة وسائل إعلام سورية ، خاصة تلفزيون الدنيا ، جدلاً كبيراً على كافة المستويات بين السوريين في كل مكان . كما تناقل أهالي حمص ، فإن ما أعطى القصة زخما وطنيا عاليا ، ما قيل عن قيام الشاب رامز عكاري ، الذي لم تخفه عناوين المظاهرات ، ولا نباحها الطائفي ، بالوفاء لفلسطين ، والجولان ، بتصرف يدين به ، بلا شك ، لـ " نظام البعث " ، وقصيدة سليمان العيسى ، في الصف الأول الابتدائي : " فلسطين داري " ! وحسب ما تم تداوله ، فقد صعد عكاري إلى السطح ، على مبنى منظمة الهلال الأحمر ، في الحي ، حيث " يرفرف " علم الكيان الصهيوني ، في سماء سورية ، ربما لأول مرة في تاريخ الجمهورية العربية السورية ، وأنزل عكاري علم العدو ، وصرخ في ملء صوته : " أيها الخونة .. لن يُرفع علم إسرائيل في سورية " . وحسب الرواية ، مزق عكاري علم العدو الصهيوني ، وتلقى صلية رصاصات ، أخطأته بداية ، ثم ارتقى شهيدا بطلقة قناص ، مسالم ، من " ثوار الحرية " ! بعد أن انتفض عكاري لشرف السوريين ، ودفع حياته ثمنا ، أقدمت مجموعة من " المتظاهرين السلميين " على حرق علم المقاومة الوطنية في لبنان / حزب الله ، بعد أن داسوا عليه ، وهتفوا بعبارات مسيئة للحزب و" النظام السوري " وإيران . في تقرير مفصل عما جرى ، قال تلفزيون الدنيا : إن رامز عكاري ( كان يبلغ من العمر 50 عاما ، وهو من أهالي حي عكرمة ) ، قد قضى برصاص قناص مجهول ، ظهيرة يوم السبت ( 21 أيار – مايو 2011 ) ، أثناء قيامه بمحاولة إنزال علم الكيان الصهيوني الذي تم رفعه بباب السباع ، من قبل بعض المتظاهرين هناك . تقدم عكاري لإنزال العلم متجاوزا الدشم والجدران التي بناها المتظاهرون بهدف إغلاق حي باب السباع ، كمقدمة لإعلانه إمارة إسلامية ، وفشل المسلحون في إصابته في البداية ، فاصطاده القناص برصاصة ، قبل أن يتقدم الشاب مهند سعيد إبراهيم ( البالغ من العمر 24 عاما ، ومن حي وادي الذهب ) ، لإسعافه ، فعاجله القناص برصاصة هو الآخر ، ثم تدخلت وحدة حفظ النظام وأخلت الجثمانين عبر آلية مدرعة . هب عاري الصدر ، متصدياً لرفع علم العدو في سماء بلاده ، رغم علمه بوجود مسلحين سدوا الطرق بالأسلاك الشائكة والإطارات المشتعلة ، وبنوا جدراناً سدت مداخل الطرق الرئيسية لباب السباع ، ليعلنوها إمارة إسلامية بعلم إسرائيلي ، والاسم " ثورة " ! أحد أصدقاء رامز عكاري ، وصفه بكلمات مؤثرة ، إذ قال : كان يدفع نفسه للموت ، بسبب غيرته على بلده ، إذ لم يكن مغروماً بالسياسة ، ولا متعصباً لأي شيء ، ولا منتمياً لأي طرف ، بل كان رجلاً لا يسكت على ضيم . بدأ التمييز في أحياء المدينة ، بين وطنيّ ، وبين من يدعو لإمارة إسلامية في حمص ، حيث بات ذلك مطلبا واضحا وصريحا لجماعات تخرج هاتفة باسم الحرية تارة ، ومسلحة تارة أخرى ، ما جعل أحد أبناء المدينة يبكي على شاشة تلفزيون الدنيا وهو يصرخ : بما أنها إمارة وإسلامية ، فما دخل رفع العلم الإسرائيلي ؟ وما معنى أن تدوسوا وتحرقوا علم حزب الله ، الحامل للفظ الجلالة في شعاره " حزب الله هم الغالبون " ؟ قالت إحدى السيدات إنه فلتان مطلبي باسم الحريات ، وإنها تبعيات باتت واضحة ! تمركزت مجموعة من الخلايا المسلحة في باب السباع في حمص ، وقامت ببناء جدران إسمنتية ، وإغلاق المنطقة من خمس شوارع ، بهدف عزلها عن المحيط ، ورفع " الثوار " الرايات السوداء ، وأعلنت الخلايا المسلحة حظراً للتجوال ، الأمر الذي بث الرعب والخوف في نفوس المواطنين ، وخاصة سكان باب السباع الذين بثوا نداءاتهم لتدخل الجيش بالسرعة القصوى ، والضرب بيد من حديد للتصدي لهؤلاء الإرهابيين ، وفتح الطرقات ، وكانت حالة من التوتر والقلق يعيشوها سكان الحي ، الذين أوصدوا أبوابهم ومكثوا في منازلهم ، منتظرين دخول قوات الجيش والأمن . لم ينته الأمر هنا ، فقد انتشر فيديو جديد على اليوتيوب ، يؤكد اعتزام هذه الخلايا إقامة إمارة ثانية لهم ، في منطقة بابا عمرو ، عند حلول الفجر . هذه التطورات ، تلت إعلان المدعو " ناصر المرعي " ، من تلكلخ في ريف حمص ، قيام إمارة له ، وعين لها وزيراً للمالية والدفاع ، إلا أن الجيش العربي السوري استطاع أن يفككها ن ويسيطر على المنطقة هناك بعد عدة اشتباكات ، استشهد فيها العميد العبد الله رئيس فرع الأمن السياسي في المحافظة وأربعة من عناصر الأمن . ..... مقتطف من الرواية التوثيقية ( #حُبـّئذ_سيرة_حياة ) / الجزء الأول - 2011 /

بقلم : #حسام_حسن

المصدر: وكالات+إضاءات