كتب الكاتب والمؤرخ نواف الزرو.. الانتفاضة الشاملة ضد الصفقة والاحتلال حاجة وطنية  فلسطينية عاجلة والمسألة  مسألة وقت...
عين علی العدو
كتب الكاتب والمؤرخ نواف الزرو.. الانتفاضة الشاملة ضد الصفقة والاحتلال حاجة وطنية  فلسطينية عاجلة والمسألة  مسألة وقت...
30 أيار 2020 , 21:18 م
هناك في الكيان، سيبدأ جيش الاحتلال خلال الاسبوع الجاري بالتعاون مع الشاباك(المخابرات العامة) القيام بتدريبات جديدة لمواجهة اي تصعيد فلسطيني في الرد على قرارات ضم وتهويد الاغوار، وقد اطلقوا على هذه ال

هناك في الكيان، سيبدأ جيش الاحتلال خلال الاسبوع الجاري بالتعاون مع الشاباك(المخابرات العامة) القيام بتدريبات جديدة لمواجهة اي تصعيد فلسطيني في الرد على قرارات ضم وتهويد الاغوار، وقد اطلقوا على هذه التدريبات اسم" لعبة الحرب"الصحف العبرية: 28/05/2020 ". وأضافت المصادر"أن من بين السيناريوهات التي سيتم توقعها خلال "لعبة الحرب"، اندلاع تصعيد بالضفة، ووقوع عمليات استشهادية في إسرائيل، وتصعيد على حدود قطاع غزة".
وفلسطينيا وعربيا، يتساءل الكثيرون من السياسيين والاعلاميين والمحللين المتابعين لتطورات المشهد الفلسطيني في ظل هذا التصعيد الصهيوني الشامل الذي يهدد القدس والاغوار بالضم الكامل، بل يهدد الضفة الغربية بكاملها بالضم والتهويد: ما الذي يجري لارض الهبات والانتفاضات والثورات المتصلة منذ اكثر من قرن من الزمن في مواجهة المشاريع الاستعمارية...؟!، لماذا كل هذا الهدوء والصمت الى حد كبير ازاء هذا التصعيد الصهيوني....؟!، القدس تتهود والاغوار قاب قوسين او ادنى من المصادرة والضم والتهويد....؟!، فلماذا يا ترى لا تشتعل فلسطين غضبا وانتفاضة ردا على ذلك....؟!.
    وطبعا هناك الكثير الكثير من الاسئلة والتساؤلات المطروحة بقوة في هذا السياق مثل: هل يا ترى نحن بانتظار انفجار فلسطيني واسع في انحاء الضفة يقلب الامور والمعادلات والتوقعات رأسا على عقب.....!؟، أو ما هي السيناريوهات المحتملة في المشهد الفلسطيني...؟!،.
فهل نحن بانتظار انتفاضة حجارة ام نحن يا ترى امام انتفاضة مسلحة تتدحرج على الطريق...؟!
وهل يمكننا ان نقول ان   فلسطين تنتفض من سباتها، وان هذا التصعيد الصهيوني القريب جدا حسب المخططات والبرامج الاحتلالية يعيدونها مجددا الى حقيقة الصراع والمواجهة مع الاحتلال، ويدخلونها في فضاءات انتفاضة فلسطينية جديدة-وإن كانت فلسطين لم تخرج منها عمليا-...!
الفلسطينيون ينتظرونها، فهي حسب تقديراتهم الاستراتيجية آتية لا محالة...!
  فالمرجل الفلسطيني يغلي على مدار الساعة والانتفاضة الجديدة تدق على الابواب، وعوامل التفجير القديمة ما تزال قائمة، تعتمل في المرجل الفلسطيني، يضاف اليها جملة اخرى من  صواعق التفجير.
   والاسرائيليون يتوقعونها منذ زمن..وباتوا يتحدثون على مدار الساعة عن العنوان المكتوب على الجدار منذ سنوات، وبدأوا يستعدون للمواجهات، وهم يتحدثون عن انتفاضة فلسطينية جديدة عنيفة تستخدم فيها الاسلحة النارية في الافق، متأثرة بالتفاعلات المتراكمة في المشهد الفلسطيني.
     بينما يجمع الفلسطينيون من جهتهم على ان الانتفاضة الشاملة ضد الصفقة والاحتلال باتت حاجة وطنية عاجلة، وان المسألة  مسألة وقت...؟!.
      والحديث عن انتفاضة فلسطينية جديدة كامنة في الافق، ليس حديثا اعلاميا او استهلاكيا او تعبيرا عن امنيات تتفاعل، بل هو حديث مدجج بالاحداث والوقائع وبعوامل التفجير المتراكمة التي تنتظر اللحظة التاريخية المناسبة.
     فالفلسطينيون المحبطون من كافة ملفات المفاوضات والاستيطان  واخيرا الصفقة ، والخذلان العربي والنفاق الدولي، يجمعون اليوم على ان عوامل التفجير للانتفاضة قائمة قوية متفاعلة متراكمة يوما عن يوم، ولم تكن انتفاضة أو هبة الاقصى في تموز /2017، والانتفاضة المناهضة لقرار ترامب البلفوري حول ضم القدس للسيدة الاسرائيلية سوى انتفاضات تجريبية متجددة لانتفاضات اوسع واشمل تلوح في الافق، بل انها هيئت المناخات الفلسطينية والعربية لانتفاضة جديدة، اذ تتحرك فلسطين وتشتعل غضبا، وبات المرجل الفلسطيني في اعلى درجات غليانه، والعدو المتربص يتخوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية شاملة عارمة، تشعل الارض كلها تحت اقدامهم، بينما ما تزال انتفاضات الاقصى وترامب ...!
           لذلك، ان كان هناك بضعة عوامل وراء تفجير الانتفاضة الفلسطينية الكبرى الاولى 1987-1993، وان كان هناك ضعفها وراء تفجير انتفاضة الاقصى/2000، وإن كان هناك مثلها واكثر وراء انتفاضتي البوابات الالكترونية ومناهضة قرار ترامب، فان العوامل المحتملة اليوم لتفجير انتفاضة فلسطينية جديدة اوسع واكبر واقوى، وهي اضعاف تلك العوامل مجتمعة، بل ان التصريحات والبيانات والخطابات والاجراءات وسياسات التطهير العرقي الصهيونية المنفذة على الارض الفلسطينية، كلها  تشكل دعوة واضحة وصريحة لإنتفاضة فلسطينية اوسع وأشمل وأعمق وأشد من الانتفاضات السابقة.

نواف الزرو
[email protected]

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري