الفتى مهران . في البرلمان\ محمد سعد عبد اللطيف 
مقالات
الفتى مهران . في البرلمان\ محمد سعد عبد اللطيف 
محمد سعد عبد اللطبف 
20 حزيران 2020 , 14:45 م
بعد شهور قليلة سوف يتم فتح باب الترشح في مصر .بعد الأعلان عن بدأ موعد الأنتخابات في مجلسي( النواب والشيوخ ) وعودة ممارسة الحياة النيابية الي مجلس الشوري سابقا ( مجلس الشيوخ ) بعد توقف دام حوالي 9 سنوا

بعد شهور قليلة سوف يتم فتح باب الترشح في مصر .بعد الأعلان عن بدأ موعد الأنتخابات في مجلسي( النواب والشيوخ ) وعودة ممارسة الحياة النيابية الي مجلس الشوري سابقا ( مجلس الشيوخ ) بعد توقف دام حوالي 9 سنوات بعد سقوط نظام مبارك لتخرج الجماهير تحمل الفتي مهران في نجوع وقري ومدن المحروسة عاش الفتي مهران  السياسي والنائب .في البرلمان . بعيدا عن ذهنية الاستسلام والإحباط. يتناسى الناظرون إلى النصف الفارغ من الكأس أن البرلمان المصري مثلا، ورغم انتكاساته وكبواته، عمره حوالي  154عاما (تأسس سنة 1866) وساهم في صنع أحداث أثرت في المنطقة والعالم العربي .هل مازالت الصورة للبرلمانات العربية في ذهن المواطن العربي لم تتغير مؤشرات إيجابية كثيرة في السنوات الأخيرة، تقول بأن على المتشائمين والقائلين بانعدام الجدوى من البرلمانات العربية أن يعترفوا بأنه قد ولّى، أو يكاد، زمن النواب النائمين والمهروليين والرافعين لأياديهم بالتأييد أو الإجماع قبل سماع نصوص القرارات التي تسقط فوق رؤوسهم بالإكراه من أعلى هرم السلطة.هل ستظل عالقة في المواطن العربي ؟في الجانب الآخر من يدافع عن فترات تاريخية من حياة برلمانية قبل عام 1952م وبعدها . ظهرت وما زالت تظهر نشاطات برلمانية عربية فاعلة ومؤثرة حتى في أحلك الظروف السياسية وأسوء حالات التضييق على الحريات، وتجلى ذلك في مواقف جريئة وشجاعة كلفت بعض أصحابها غاليا، وهنا من داخل البرلمان المصري في ثمانينيات القرن الماضي .حادث الأعتداء الشهير .من النائب الوفدي (طلعت رسلان )أثناء نقاش مع وزير الداخلية المصري ( ذكي بدر ) مع النائب الشيخ صلاح أبو اسماعيل فقام بصفع الوزير علي وجهة . لكنها تبقى لبنات أساسية لا بد منها في سبيل بناء، أو إعادة بناء، صرح الديمقراطية التشاورية، والتي ليست غريبة على المنطقة في المنتصف الأول من القرن الماضي، وإن كان ذلك لفترات قصيرة ومتقطعة.من رفع الحصانة ومحاكمة نواب وفصلهم ودخولهم السجون ولم تشفع لهم الحصانة البرلمانية .
البرلمان في العالم العربي، هل هو مجرد مبنى فخم ذي جدران عالية وحراسات مشددة  أم أن النائب مجرد حصانة شخصية أو  لهذا المبنى رمزية أخرى ويعد حاملا لبنية فوقية تتمثل في منظومة تشريعية تأخذ صفة المؤسسة في ثباتها وليس الشخصنة في قراراتها وأمزجتها. ما علاقة العالم العربي بالحياة البرلمانية؟ وكيف يمكن تشخيصها وسط هوامش ضيقة للحريات وسيطرة واضحة لسلطة الدولة الممسكة تقريبا بجميع السلطات والمؤسسات؟أمر آخر لا يتعلق بهوامش الحريات المعطاة لممثلي الشعب داخل البرلمانات فحسب، بل بذهنية النائب نفسه ومدى تشبعه بالثقافة البرلمانية المبنية على المسؤولية والأمانة والثقة والنزاهة، ولماذا يعتقد النائب العربي في مجمل حالاته أن الفوز بمقعد في البرلمان هو حقيقة “فوز” من حيث هو مكسب شخصي وامتياز وظيفي وليس مسؤولية الفرد في خدمة المجموعة؟ ففي ثلاثينيات القزن المنصرم ظهر مرشح في مجلس الشيوخ الأمريكي .
كان فصيح اللسان فصاحتة   سبب في الفوز في المجلس . رغم في داخلة كان  ديكتاتور . ولا يحمل أي أفكار .وبعد صعودة . تم ترشيحة عمدة أحدي الولايات الأمريكية في ثلاثينيات القرن المنصرم فانتظر مؤيدوة الوعود الأنتخابية ولكن شخصيتة إنكشفت بعد تولية النيابة .فقد تم تجسيد فيلم أمريكي يحكي عن شخصية نائب مجلس الشيوخ االأمريكي .وقد حصد هذا العمل جوائز عديدة عام 1949م
رغم  أن شخصية هذا النائب ليست غريبة عن المجتمعات العربية في عصرنا الحالي .فبعد فوز  بعض النواب تتغير سلوكهم  وشكلة وتعاملة مع الجماهير التي رفعتة علي الأعناق  لنهتف جميعا بعد اعلان الفوز  عاش الفتي مهران ..ومن غرائب البرلمانات في عالمنا العربي تجد بهلونات فهذا يقترح تبادل القبلات بين الرجال، وذاك يرفع الأذان داخل القاعة ويقاطع زملاءه وهو يجبرهم على الصلاة جماعة، وآخر يتفوه بعبارات سوقية أو عنصرية أو طائفية وهلم جرا من المظاهر التي تدعو إلى الحيرة والتساؤل هل هناك أمل في حياة برلمانية صحية في البلاد العربية؟ هل ترزي تفاصيل القوانيين علي مقاس كل نظام سوف تختفي ؟هل النائب بين أمرين لا ثالث لهم أن يجلس للتشريع .أو يحمل حقيبة أوراق البوسطجي ويدور بين الدواوين لخدمة أهل دائرتة .بالفعل مظلوم نائب الأرياف ؟ من الغريب نائب الارياف في مصر .لة وضع خاص إذا ارتفع درجة حرارة طفل أو حدث أي شيء أول مايفكر فية  يرفع الهاتف يطلب من النائب للحضور فورا معة .وإذا تعذر الحضور قامة القيامة علي النائب .لذلك يعيش نائب الأرياف في حيرة كيف يجمع بين مهام وظيفتة التشريعية وارضاء أهل دائرتة أن ثقافة الشعوب العربية .مازالت تنظر أن مهام النائب هي خدمة المواطن فقط ..مثل هذه السلوكيات تتسبب في إحداث حالة من الجدل غير المبرر من جانب الأعضاء، فضلا عن أن مثل هذه الأمور يسيء للبرلمان، ويعطى لدى الجماهير العريضة بالشارع شعورا بتدني كفاءته إجمالا، وعادة ما يقع التعميم في مثل هذه الظروف.  رغم أن البرلمان هيئة تمثل السلطة التشريعية في الدول الدستورية، حيث يكون مختصا بحسب الأصل بجميع ممارسات السلطة التشريعية وفقا لمبدأ الفصل بين السلطات، وليس تكريسا للجمع بينها، إذ صار مألوفا في العالم العربي أن ترى نائبا في البرلمان يتدخل لدى الشرطة أو القضاء أو الإعلام.
والان تبدأ مهرجانات الانتخابات
ومظاهر الأعراس والكرنفالات في الحملات الانتخابية العربية إلا دليل على فهم عقيم ويتجدد باستمرار، مفاده أن مقعدا في البرلمان يعني مجموعة امتيازات وتأشيرات للقفز على القانون وتكريس كل مظاهر الفساد والتفرقة والتخلف.فهذه بضعة شهور قليلة  متبقية على عمر البرلمان المصري  الذي كان مثيرا للجدل طيلة 5 سنوات الماضية. وبدأ الأعضاء من الآن بالانصراف إلى حملاتهم الانتخابية المبكرة، . والبحث عن مقاعد لهم في الدورة القادمة . رغم وجود حزمة من القوانين في المشروع الجديد للانتخابات القادمة .من نظام القائمة المغلقة .والنظام الفردي وأتساع الرقعة الجغرافية للدوائر الانتخابية رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بالبلاد من انتشار وباء فيروس كورونا .وقضية سد النهضة التي رفعتها مصر اليوم الي مجلس الأمن .والوضع الاقليمي في دول الجوار وتهديد الامن المائي والغذائي والقومي لمصر . وأخيرا  السؤال البديهي الذي يمكن أن يوجه للمنتقدين للمشهد البرلماني المصري و العربي، وخصوصا لأولئك القائلين باستحالة وجود حياة برلمانية حقيقية، في عالمنا العربي  هل البديل في نظركم هو إغلاق البرلمانات وتحويلها إلى أماكن أثرية أو صالات أفراح أو حتى دار للمناسبات لتقديم العزاء ؟
هل التوقيت غير مناسب للفتي  مهران للإحتفال بالفوز  ؟

محمد سعد عبد اللطيف 
كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري