الجوع كافر ، نعم ، والحكومة إما عاجزة ، أو غير كفوءة ، أو كلاهما ، وأثرياء الحرب يرتعون
حصار مديد ، واحتلال للأرض ، وسرقة للموارد ، وعملاء يتربصون ، وحرب نفسية مريرة
ــــــــــــــــــ هــــــــذا واقــــــعنا ، الاستســـلام ليــــس فـــي قامــــوسنا ـ
المسؤولية الوطنية ، والأخلاقية ، والألم الذي يعتصر قلبي ، على واقع الناس ، قبل واقعي الشخصي ، كلها تنادي أن قل :
كل الشكوى من الواقع المعيشي مبررة ، فهناك ألف سبب ضاغط ، انخفاض في الليرة السورية الكبير بسبب حصار التجويع ، وبسبب المضاربة ، وارتفاع في الأسعار مرير ، والكل تجار ، وسماسرة ، ومرتشون ، يستثمرون في هذا الواقع ، ويكدسون الثروات ، على حساب الجوعى والمحتاجين ، لا تأخذهم رأفة ، ولا شفقة بمن حولهم ، بالرغم من انهم يرتادون دور العبادة ، ويغلقون متاجرهم يوم الجمعة ، ويزعمون أنهم مؤمنون .
وفساد اداري استفحل بعد الحرب ، وتمدد ليشمل ألف مجال ومجال ، فشكلوا طغمة ( أثرياء الحرب ) ، لذلك علينا الاعتراف وبكل جرأة ، أن الفساد لا تتحمله مؤسسات الدولة كمؤسسات ، بل يتحمله الأفراد العاملون في مؤسسات الدولة .
وهم من الشعب ، وأولاد الشعب ، وزراء كانوا ، أم مدراء ، أم موظفين ، أو محامين ، أو قضاة ، أو أطباء ، أو مهندسين ، وغيرهم كثير ، والقلة التي صمدت تعاني من العوز ، ومن حصار الفاسدين ، وهي موزعة على جميع الفئات الشعبية ،
الموظفون فسدة كما هم عليه التجار ، والسماسرة ، والعملاء ، والوزراء ، والمدراء ، فهم أبناؤنا ، فلا تحملوا الدولة كدولة مسؤولية الفساد ، بل تعالوا نلعن الفاسدين أينما كانوا ، في مؤسسات الدولة ، أو خارجها ، ولو كانوا من أبنائنا أو من جيراننا .
لكن أن نبرر لأهلنا الفساد ، ونلعن فاسدين الغير ، هذا أمر مختل ، ولا يفيدنا في شيء ، والأمر والأدهى أن نرى الفاسدين هم من يشببوا بالفساد ، والفاسدين ، ويحملون الدولة المسؤولية ، وكأنهم هم منه براء ،
نعم الدولة لا تقوم على أكتاف هؤلاء الفسدة ، الهدامين ، وغير البنائين .
بل تقوم على أكتاف ، وسواعد الشرفاء الصامدين ، الموزعين ، على كل القطاعات الشعبية والإدارية ، والمهنية ، وهم قلة .
وعلى رأسهم جنودنا البواسل الذين استشهدوا ، والذين لايزالون يقفون بشجاعة على خطوط النار .
هؤلاء البنائين ، الذين ينهضون الآن ، ويتحملون وزر هذه المرحلة الأصعب في تاريخ المنطقة ، هؤلاء يمثلون جسد الدولة الوطنية ، وشرفها ، ونسغ الحياة فيها ، وهم القادة الذين يصنعون الانتصارات ، انهم روح الوطن ، وأنفته ، ولهم يرجع كل فعل ايجابي .
...............هـــــــــــــذا واقعــــــــــــنا فمـــــــــــا العــــــــــــمل ؟؟...............
أن نقصر مناقشاتنا على شتم الفساد والفاسدين ، لا فائدة : إذن المطلوب ماذا ؟؟
1 ـــ أن نقف مع الدولة ، المسؤولة عن التحرير ، وادارة أمر البلاد ، التي لا يمثلها الفاسدون ، وأن نساعد الدولة من مواقع الإيجاب ضد الفاسدين ، لا أن نُحمل الدولة المسؤولية ، الفاسدون أعداؤنا وأعداء الدولة ، وهم بين ظهرانينا .
2ـــ أن لا نعط للطابور الخامس ، والعملاء السلاح لتناول الدولة ، ونشر اليأس .
3 ـــ ونحن نلعن الفساد ، نلعن دول العدوان ، الذين دمروا البلاد ، وقتلوا العباد ، وأطبقوا الحصار .
4 ــــ أن ينطلق نقدنا من الحرص على الدولة ، لا أن يساهم مع العملاء في نشر القنوط والتأييس .
[ نعم كل من ينشر اليأس ، وفقدان الأمل ، وجرح الصمود ، هو يخدم العملاء ]