كتب الكاتب محمد محسن.. حصار مديد، واحتلال للأرض، وسرقة للموارد، وعملاء يتربصون، وحرب نفسية مريرة
مقالات
كتب الكاتب محمد محسن.. حصار مديد، واحتلال للأرض، وسرقة للموارد، وعملاء يتربصون، وحرب نفسية مريرة
محمد محسن
10 آب 2020 , 07:52 ص
  الجوع كافر ، نعم ، والحكومة إما عاجزة ، أو غير كفوءة ، أو كلاهما ، وأثرياء الحرب يرتعون حصار مديد ، واحتلال للأرض ، وسرقة للموارد ، وعملاء يتربصون ، وحرب نفسية مريرة ــــــــــــــــــ هـــــــ

 

الجوع كافر ، نعم ، والحكومة إما عاجزة ، أو غير كفوءة ، أو كلاهما ، وأثرياء الحرب يرتعون
حصار مديد ، واحتلال للأرض ، وسرقة للموارد ، وعملاء يتربصون ، وحرب نفسية مريرة
ــــــــــــــــــ هــــــــذا واقــــــعنا ، الاستســـلام ليــــس فـــي قامــــوسنا ـ


المسؤولية الوطنية ، والأخلاقية ، والألم الذي يعتصر قلبي ، على واقع الناس ، قبل واقعي الشخصي ، كلها تنادي أن قل :
كل الشكوى من الواقع المعيشي مبررة ، فهناك ألف سبب ضاغط ، انخفاض في الليرة السورية الكبير بسبب حصار التجويع ، وبسبب المضاربة ، وارتفاع في الأسعار مرير ، والكل تجار ، وسماسرة ، ومرتشون ، يستثمرون في هذا الواقع ، ويكدسون الثروات ، على حساب الجوعى والمحتاجين ، لا تأخذهم رأفة ، ولا شفقة بمن حولهم ، بالرغم من انهم يرتادون دور العبادة ، ويغلقون متاجرهم يوم الجمعة ، ويزعمون أنهم مؤمنون .
وفساد اداري استفحل بعد الحرب ، وتمدد ليشمل ألف مجال ومجال ، فشكلوا طغمة ( أثرياء الحرب ) ، لذلك علينا الاعتراف وبكل جرأة ، أن الفساد لا تتحمله مؤسسات الدولة كمؤسسات ، بل يتحمله الأفراد العاملون في مؤسسات الدولة .
وهم من الشعب ، وأولاد الشعب ، وزراء كانوا ، أم مدراء ، أم موظفين ، أو محامين ، أو قضاة ، أو أطباء ، أو مهندسين ، وغيرهم كثير ، والقلة التي صمدت تعاني من العوز ، ومن حصار الفاسدين ، وهي موزعة على جميع الفئات الشعبية ،
الموظفون فسدة كما هم عليه التجار ، والسماسرة ، والعملاء ، والوزراء ، والمدراء ، فهم أبناؤنا ، فلا تحملوا الدولة كدولة مسؤولية الفساد ، بل تعالوا نلعن الفاسدين أينما كانوا ، في مؤسسات الدولة ، أو خارجها ، ولو كانوا من أبنائنا أو من جيراننا .
لكن أن نبرر لأهلنا الفساد ، ونلعن فاسدين الغير ، هذا أمر مختل ، ولا يفيدنا في شيء ، والأمر والأدهى أن نرى الفاسدين هم من يشببوا بالفساد ، والفاسدين ، ويحملون الدولة المسؤولية ، وكأنهم هم منه براء ،
نعم الدولة لا تقوم على أكتاف هؤلاء الفسدة ، الهدامين ، وغير البنائين .
بل تقوم على أكتاف ، وسواعد الشرفاء الصامدين ، الموزعين ، على كل القطاعات الشعبية والإدارية ، والمهنية ، وهم قلة .
وعلى رأسهم جنودنا البواسل الذين استشهدوا ، والذين لايزالون يقفون بشجاعة على خطوط النار .
هؤلاء البنائين ، الذين ينهضون الآن ، ويتحملون وزر هذه المرحلة الأصعب في تاريخ المنطقة ، هؤلاء يمثلون جسد الدولة الوطنية ، وشرفها ، ونسغ الحياة فيها ، وهم القادة الذين يصنعون الانتصارات ، انهم روح الوطن ، وأنفته ، ولهم يرجع كل فعل ايجابي .
...............هـــــــــــــذا واقعــــــــــــنا فمـــــــــــا العــــــــــــمل ؟؟...............
أن نقصر مناقشاتنا على شتم الفساد والفاسدين ، لا فائدة : إذن المطلوب ماذا ؟؟
1 ـــ أن نقف مع الدولة ، المسؤولة عن التحرير ، وادارة أمر البلاد ، التي لا يمثلها الفاسدون ، وأن نساعد الدولة من مواقع الإيجاب ضد الفاسدين ، لا أن نُحمل الدولة المسؤولية ، الفاسدون أعداؤنا وأعداء الدولة ، وهم بين ظهرانينا .
2ـــ أن لا نعط للطابور الخامس ، والعملاء السلاح لتناول الدولة ، ونشر اليأس .
3 ـــ ونحن نلعن الفساد ، نلعن دول العدوان ، الذين دمروا البلاد ، وقتلوا العباد ، وأطبقوا الحصار .
4 ــــ أن ينطلق نقدنا من الحرص على الدولة ، لا أن يساهم مع العملاء في نشر القنوط والتأييس .
[ نعم كل من ينشر اليأس ، وفقدان الأمل ، وجرح الصمود ، هو يخدم العملاء ]

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري