أما آن لأحرار وشرفاء الأمة أن ينهضوا ويرصوا الصفوف لمواجهة إستحقاقات صفقة القرن التي تستهدف الامة جمعاء
بقلم : أبو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح الإنتفاضة
أسئلة تلحُ على الخاطر , ممزوجة بالألم والفجيعة على ماحل ويحل بالأمة على يدي أمثال هؤلاء المحكومون المتعاونون , أسئلة لا بد من الإجابة عليها كما ينبغي قولاً وفعلاً , فلم يعد الامر مقضَيٌ بعبارات الإدانة والشجب والإستنكار , أو توصيف واقع , وفعل , هذه الحثالات التي ندرت نفسها لخدمة المستعمر والغازي والمحتل.
أسئلة تضغط بكل ثقلها على واقع أمة باتت في موقع الإنكشاف , وفي مهب الريح , إذامابقي الصمت والتفرج على هذا المشهد المتهاوي بممالكه وإماراته وأمراءه وحكامه , وما يشكلون من خرق في جسد الامة , ومن معاول هدم وتدمير لمعنى العروبة ولقيم الإنتماء , لمفهوم الوطن والأمة , لمعنى الحقوق , ودلالات الهوية .
حكام وأمراء وملوك , جالوا وصالوا في أرجاء الأمة , حملوا معول الهدم والتدمير والقتل والتجزئة والتفتيت ووأد التاريخ والحضارة , ووظفوا (ثروات الأمة ) ووضعوها سلاحاً فتاكاً بين أيدي جيوش الغزاة والإرهاب وعصابات القتل والإجرام .
فشلوا في اليمن رغم نجاحهم في تدمير عمرانه وحضارته وقتل أبناءه ,وفشلوا في سوريا بعد كل ما أنجزوه في هدم العمران والمعالم والآثار ودور العلم والجامعات والمساجد والمكتبات ونفوس الناس .
إستداروا لفلسطين وان لم يكن هذا الإعلان عن التوصل لإتفاق بين الإمارات والكيان وأمريكا أول جرائمهم بحق أنبل قضية عرفتها البشرية في تاريخها (قضية فلسطين).
حكام الإمارات وما يسمى دولة الإمارات مكون من مجلس حمل إسم مجلس التعاون الخليجي , وهو في الحقيقة مجلسٌ لمتعاونون مع معسكر أعداء الامة , متعاونون مع أمريكا والكيان الصهيوني .
لسنا هنا بصدد تقليب صفحات التاريخ وهي صفحات ممكن ان يضمها مجلدات , لكن وثيقة مؤسس مملكة الشر عبد العزيز آل سعود الذي لا يمانع بإعطاء فلسطين للمساكين اليهود بناء لرغبة أمريكا , واحدة من وثائق الذل والهوان والعار والسواد الذي يغطي تاريخهم البشع .
مبادرة أحد ملوكهم (فهد) التي ماكان لها أن تمر إلا على وقع دبابات العدو الصهوني تجتاح لبنان وهدير طائرات العدو تدمر الحياة في أرجائه والقنابل الفراغية تُسقط مابناه الإنسان بعرقه وجهده وشقاء أبناءه.
مبادرة أميرهم عبد الله قبل ان يصبح ملكاً يصوغها صحفي أمريكي ويأتي بها الى قمة بيروت لإجهاض إنتفاضة الأقصى فإذا بها بعدة دقائق تحمل إسم مبادرة السلام العربية وغايتها الإستعداد للإعتراف والتطبيع مع العدو الصهيوني , فإذا بها رغم هذا الهوان لا تساوي الحبر الذي كتبت به , وهكذا يجري التعامل مع الأذلاء الخانعين .
تقليب صفحات التاريخ البعيد والقريب يدينهم واحداً واحداً , يكشف بدقة مؤامراتهم بل وكل دولار وريال ودرهم صرفوه لتنفيذ مآربهم , وسخروا وسائل إعلامهم للترويج بما يسمى (الربيع العربي ) حتى حان موعد الإنتقال الى تصفية قضايا الأمة واحدة تلو الأخرى , وشرط تصفية قضايا الامة يكمن في تصفي قضية الأمة (قضية فلسطين) فكانوا في حفل الإعلان عن صفقة القرن في يناير الماضي وفي مؤتمر البحرين الإقتصادي , وعلى اجنحة الطائرات التي تهبط في مطار بن غوريون وتقلع منه , ويفرشون السجاد الأحمر في عواصمهم لنتنياهو ومرافقيه , الى جانب محطات إعلامية ومواقع الكترونيه لإنكار فلسطين وللهجوم عليها وعلى شعبها وللترويج للصهاينة كأصدقاء طبيعين , لقد بلغت الوقاحة أوجهها وساد الفجور دون أي حياء , فجرى الإعلان عن إتفاق إماراتي – إسرائيلي –أمريكي وأطفوا عليه إسماً دينياً للتضليل والخداع (إتفاق أبراهام) , ويتبع ذلك الإعلان إتفاقات ثنائية تتعلق بالإستثمار والسياحة ورحلات مباشرة والأمن والإتصالات والتكنلوجيا و الصناعة وتبادل سفارات الخ .
ولا يتورعون بعد ما بلغت الوقاحة هذا الحد من الخداع القول بأن شرط هذا الإتفاق هو تعليق ضم الاراضي الفلسطينية وأن (اسرائيل) وافقت على ذلك , ولقد غاب عنهم أن فلسطين كلها محتلة وان الضفة يجري تهويدها وإستيطانها وأن القدس مسرى الرسول ومعراجه للسماء يجري تدنيسها وتغيير معالمها وتهويد أسماء شوارعها , وأن المسجد الأقصى بات معرضاً للهدم تمهيداً لإستخراج هيكل سليمان المزعوم .
يا لهذا الإنجاز التاريخي الذي يقطر ذلاً وهواناً ... يا لهذا السقوط والإرتهان والتبعية ومايسمونه سلاماً ... بفعلتهم الشنعاء أدخلوا الأمة كلها في مرحلة جديدة لا يقتصر عنوانها على حماية قضية فلسطين فحسب , بل حماية الأمة من شرورهم فما يقومون به خرق في جسد الامة ...خرق لا بد من طيه , وعكس ذلك سيتسع ويتمدد ويقضي على ماتبقى من آمال وتاريخ وأهداف دفعت أمتنا ثمناً غالياً من أجل تحقيقها .
نعم لقد آن الأوان لردع هؤلاء الحكام ... وآن الأوان لرفع الصوت الفلسطيني عالياً في وجوه هؤلاء الحكام ليسم
عوا ويسمع العالم كله ان دماء شعبنا أغلى من نفطهم ... وأن قضيتنا الوطنية وحقوق شعبنا أغلى من كياناتهم الهزيلة , كيانات الذل والعار وان نضال شعبنا وكفاحه المجيد أصلب وأمتن واقوى من ان توقفه أو يهزه ملوك وأمراء أذلاء .
وآن الأوان لوقفة فلسطينية جادة وحقيقية , فلقد باتت ساحتنا الفلسطينية في أمس الحاجة للخروج من حالة المراوحة والإنتظار , وباتت تحتاج للصراحة والمصداقية والنقد والإعتذار للشعب الفلسطيني على كل ما حل به من كوارث والكثير منها على ايدي قادة وفصائل ومؤسسات.
وحتى يكون الصوت الفلسطيني الذي يدين ويستنكر ويشجب هذا السقوط من الحكام المتعاونين جاداً وهادفاً , يجب أن يكتسب نفسه المصداقية , وأن يقدم بشجاعة على إلغاء وثيقة الإعتراف وإعتبارها لاغية وباطلة وإسدال الستار على إتفاق أوسلو , وبناء وحدة وطنية حقيقية تعززها جبهة مقاومة وطنية متحدة ليسمع العالم كله صوت الشعب الفلسطيني بانه لايزال يخوض غمار مرحلة التحرر الوطني يواصل نضاله الوطني حتى تحقيق أهدافه في التحرير والعودة