تشهد المفاوضات ا"لأميركية-الروسية" في فيينا حضور أكبر وفد تفاوضي في تاريخ الولايات المتحدة ، والذي يضم ( جنرالات وسياسيين واختصاصيين )..
وبالرغم من أن الموضوع المعلن للمفاوضات هو ( معاهدة الصواريخ ) التي يسعى الطرفان الى تمديدها والتي تنتهي في العام القادم ، غير أن المؤشرات التي سبقت هذه الجولة من المفاوضات والجولة السابقة ، بالاضافة الى التصريحات الصادرة عنهما ، تشير إلى ان تلك المفاوضات تسعى للتأسيس لما سيؤول اليه النظام العالمي الجديد بمجمله ..
وفي الوقت الذي ترفض فيه الصين طلبا اميركيا بالانضمام الى المفاوضات ، وتطالب فيه الولايات المتحدة روسيا بتوسيع البنود التي تشملها المعاهدة السابقة ، يتبادل الطرفان وعبر حلفائهما على امتداد ساحات الصراع العالمي ، توجيه الرسائل واستعراض القوة دبلوماسيا وعسكريا واقتصاديا ..
واذا كانت روسيا تدرك أهمية اللحظة التاريخية التي تخوض فيها هذه المفاوضات ، فإن ادارة ترامب تسعى جاهدة وفي ضوء رسم استراتيجيتها العسكرية الجديدة التي أعلنت عنها الى تحقيق انجاز يتمثل بإتمام هذه المفاوضات قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية ..
مفاوضات اليوم تأتي في ظل ظهور عالم متعدد الأقطاب وتراجع دور الولايات المتحدة على مستوى العالم كقطب اوحد مهيمن ، وتقدم روسيا وعودتها الى الساحة الدولية كقطب ينافس الولايات المتحدة متسلحة بتقدم عسكري وفضائي مذهل ، كما تأتي المفاوضات في ظل تفلت الكثير من الدول الصاعدة من الهيمنة وانتشار للفوضى في مناطق عدة ..
وبانتظار ما ستؤول اليه مفاوضات الحوار الاستراتيجي بي القطبين يمكننا استقراء وفهم ما جرى ويجري على مستوى الاقليم المنطقة خصوصا والعالم عموما لجهة اعتباره رسائل تفاوضية بين الطرفين ، او اعتباره مفرزات اولية لما يمكن أن يكون تم الاتفاق عليه ..
جزء ما يتوصل اليه الطرفان سيكون بحاجة الى تغيرات على الأرض لتنفيذه في أكثر من ساحة ، وجزء آخر سيكون بحاجة الى حلول دبلوماسية..
ما يعنينا بالدرجة الأولى أن محور المقاومة بمجمله والذي بات قوة عالمية لا يمكن تجاهلها ، وحليفا وداعما للقطب الروسي سيكون حاضرا على طاولة الحوار الاستراتيجي كمحور مؤثر على الساحة الاقليمية والدولية لا يمكن تجاهلها ...
م.حيان نيوف