قبيل صدور حكم محكمة الحريري
[ على السيد الأمريكي أن لا ينسى ، أن لحم المقاومة اللبنانية ، عصي على الهضم ، وأن طعمه مر ومذاقه يصيب المتذوق بالاختناق ]
كتب د . بهجت سليمان..
1▪︎ قام الاستعمار البريطاني بزرع " إسرائيل " كقاعدة استعمارية له ولأوربا و لأمريكا ، في أرض فلسطين .. وقام باتخاذ الترتيبات الكفيلة بذلك منذ العقد الثاني في القرن الماضي ، عندما استعمر فلسطين ، استعدادا لتسليمها لشذاذ الآفاق القادمين من مختلف بقاع العالم ، خلال ربع قرن من الزمن ..
2▪︎ وقامت " إسرائيل " مسنودة بقوة الولايات المتحدة الأمريكية ، بعدوان الخامس من حزيران عام 1967 على مصر وسورية والأردن .
3▪︎ وقامت سورية ومصر بشن حرب تحريرية في السادس من تشرين الأول عام 1973 . ولكن خذلان السادات لسورية وتواطئه عليها بالاتفاق مع الأمربكان ، جعل من الحرب حربا تحريكية لا حربا تحريرية ، امتطاها السادات للوصول إلى حضن " إسرائيل" والتربع فيه ، بعد أربعة أعوام من زيارته المشؤومة للقدس في 19 تشرين الثاني عام 1977.
4▪︎ وقامت " إسرائيل " بعدوان على لبنان في السادس من حزيران عام 1982 ، واحتلت بيروت ، وقامت بترحيل آلاف المقاتلين الفلسطينيين خارج لبنان ، بعد معارك ضارية ، قدم فيها الجيش السوري آلاف الشهداء و الجرحى ومئات الدبابات والطائرات في مواجهة العدوان الإسرائيلي .
5▪︎ وقامت المقاومة اللبنانية ورأس حربتها " حزب ا ل ل ه " بطرد المحتلين الإسرائيليين من معظم الأراضي اللبنانية المحتلة في 25 أيار عام 2000 .
6▪︎ و بقرار أمريكي ، شن العدو الإسرائيلي عدوانا واسعا على لبنان عامة وعلى " حزب ا ل ل ه " خاصة ، في الثاني عشر من تموز عام 2006 ، بهدف استئصال " حزب ا ل ل ه " وإلحاق لبنان نهائيا بالعدو الإسرائيلي ، ومن ثم إسقاط الدولة الوطنية السورية وتحويل سورية ولبنان والمنطقة إلى حظائر خلفية للإسرائيلي ، وتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل وشامل .
7▪︎ و لكن الصمود الإعجازي لأبطال " حزب ا ل ل ه " مدعومين من سورية الأسد ومن إيران الثورة ، أجهض جميع أهداف هذا العدوان الإسرائيلي/ الأمريكي ..
بل وكان ذلك الصمود الإعجازي في الحرب العسكرية الشاملة ، مفصلا تاريخيا ، عندما خلق خالة من الردع المتبادل مع " إسرائيل " تعجز فيها " إسرائيل " عن مواجهة " حزب ا ل ل ه " تحت طائلة إيقاع خسائر مهولة لا تستطيع " إسرائيل " تحملها .
8▪︎ و هنا قرر أصحاب القرار في المحور الصهيو / أمريكي / بريطاني ، في الأشهر الأخيرة من عام 2006 ، الانتقال إلى شكل آخر من أشكال الحرب ، وهو تفجير المجتمعات العربية من الداخل وخلق حالة فوضى هدامة ، سموها " خلاقة " تشغل أبناء هذه المجتمعات ببعضهم ، لتتفرغ " إسرائيل " لهضم ما قضمته من الأرض الفلسطينية تمهيدا للانتقال إلى تحقيق " إسرائيل " الكبرى .
9▪︎ وما حصل منذ ذلك الحين وحتى اليوم ، معروف للجميع .. وما يعنينا هنا ، هو أن المحور الصهيو/ أمريكي ، قرر أن يجعل العرب ، جهارا نهارا ، في مواجهة أنفسهم وفي مواحهة بعضهم بعض ، على مستوى المجتمعات والدول .
10▪︎ وهنا جرى تعبئة وتشغيل جميع قوى " الإسلام السياسي " المدار أمريكيا وأوربيا وتركيا ، وزجه في مواجهة بعض الأنظمة السياسية وأغلب الشعوب .. فكانت النتيجة خرابا ودمارا لا حدود لهما . والمحزن أن سورية كانت هي الضحية الأكبر لهذه الحرب الجديدة .
11▪︎ ومع ذلك صمدت سورية الأسد صمودا أسطوريا ، مدعومة من أنبل مقاومة في هذا العصر وكل عصر والتي هي " حزب ا ل ل ه " ومن الثورة الإيرانية العظيمة ، ومن الصديق السوفيتي الكبير ، خلال عشر سنوات ، وبما زعزع وخلخل الحسابات الصهيو/ أمريكية / الأوربية ، في السيطرة الكاملة على المنطقة ووضع اليد عليها وتحويلها إلى زرائب واسطبلات في خدمة الإسرائيلي وحليفه الأمريكي .
12▪︎ وهنا قرر المحور الصهيو - أمريكي وتابعه الأوربي وأذياله الأعرابية ، الانتقال بالحرب إلى الميدان الاقتصادي والمالي والدبلوماسي . وهي الحرب الشعواء التي نواجهها اليوم ، على خلفية دمار البنى التحتية وتدمير القسم الكبير من الصناعة والزراعة السورية ، ونهب النفط والغاز السوري من قبل المحتل الأمريكي وتابعه القسدي . .
13 ▪︎ ولم يكتف بذلك ، بل قرر نفخ الحياة مجددا في ما يسمى المحكمة الدولية للنظر في حريمة قتل المرحوم " رفيق الحريري " .. والانتقال بالتهمة الدوارة التي بدأت بسورية ، وانتهت ب " حزب الله " ظنا منهم أن إلصاق التهمة ب " حزب ا ل ل ه " والبناء على ذلك لاتخاذ إجراءات أممية وأمريكية وأوربية وأعرابة ولبنانية ، يمكن أن تحقق لهم النيل من " حزب ا ل ل ه " بما عحزت الحرب الأمريكية / الإسرائيلية عن تحقيقه في عدوان عام 2006 .
14▪︎ وما نسيه السيد الأمريكي وشريكه الإسرائيلي وأتباعه الأربيون وأزلامه الأعراب وزواحفه داخل لبنان ، أن لحم المقاومة اللبنانية ، عصي على الهضم ، وأن طعمه مر ومذاقه يصيب المتذوق بالاختناق.
15▪︎ وما يجب على السيد الأمريكي أن يتذكره جيدا هو شعار هؤلاء الرجال الرجال ( هيهات منا الذلة ) التي تعني أن التصعيد الأخير والاستمرار في محاولات خنق وحشر هؤلاء الأبطال ، ظلما وعدوانا وتجنيا وإفكا ، وبإسم " قضاء دولي " ليس فيه من القضاء شيء إلا الشكل المبني على قرار صهيو أمريكي مسبق بالعمل ل " القضاء " على المقاومة ..
يعني أن الطاولة ستنقلب على الجميع ، وأن من دفعوا الأمور إلى ذلك ، سوف يندمون حين لا ينفعهم الندم .. ولات ساعة مندم .