تشير دراسة جديدة إلى أن النساء في سن اليأس اللواتي يعانين بشكل متكرر من الهبات الساخنة والتعرق الليلي، يواجهن احتمالية أعلى للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وقد أظهرت النتائج أن النساء في منتصف العمر اللواتي يمررن بهذه الأعراض المعتادة لانقطاع الطمث بانتظام يزدن احتمالية الإصابة بالسكري بنسبة 50%.
الآثار الصحية المرتبطة بالأعراض الحادة لانقطاع الطمث
صرحت الدكتورة مونيك هيدرسون، الباحثة الرئيسية في الدراسة وعالمة الأبحاث في قسم الأبحاث لدى كايزر بيرماننتي، أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم ما الذي يسبب هذه العلاقة بين الأعراض الحادة لانقطاع الطمث وازدياد المخاطر الصحية. فقد تم تحليل البيانات لأكثر من 2,700 امرأة شاركن في دراسة طويلة الأمد عن صحة النساء في الولايات المتحدة، وبدأت متابعتهن منذ منتصف التسعينات.
العلاقة بين الأعراض الوعائية وخطر الإصابة بالسكري
كشفت الدراسة أن النساء اللواتي يعانين من الهبات الساخنة والتعرق الليلي بشكل مستمر (المعروفة بالأعراض الوعائية) يزيد لديهن خطر الإصابة بالسكري بنسبة 50%. وقالت الدكتورة ريبيكا ثورستون، الباحثة المشاركة ومديرة مركز الصحة السلوكية الحيوية للنساء بجامعة بيتسبرغ، إن هذه النتائج تضيف إلى الأبحاث المتزايدة حول أهمية الأعراض الوعائية لصحة القلب والأوعية لدى النساء.
علاقة الأعراض الوعائية بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب
بالرغم من عدم وجود تفسير واضح لكيفية تأثير هذه الأعراض على خطر السكري، أشار الباحثون إلى وجود أدلة تربط بين الهبات الساخنة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. ومن المعروف أن أمراض القلب ترتبط أحياناً بزيادة خطر السكري، حيث تتشارك كلا الحالتين في عوامل مثل الالتهاب وسوء جودة النوم وزيادة الوزن.
الحاجة إلى دراسات أعمق حول العلاقة بين الأعراض الوعائية والمخاطر الصحية
صرحت هيدرسون بأن انقطاع الطمث لم يحظَ باهتمام كافٍ في البحوث الطبية عبر التاريخ، مؤكدةً الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الآليات الكامنة وراء الأعراض الوعائية ولماذا، في حال كانت متكررة وشديدة، ترتبط بزيادة المخاطر الصحية. كما أشارت إلى أن الأبحاث المستقبلية يجب أن تركز على النساء اللواتي يعانين من أعراض حادة، حيث تشكل هذه النسبة مجموعة أصغر من النساء اللواتي يواجهن مشكلة شائعة ومستديمة.
يخطط الباحثون أيضاً لاستكشاف الروابط بين أعراض انقطاع الطمث ومشاكل صحية أخرى، حيث أشارت هيدرسون إلى أن أحد الأهداف القادمة هو دراسة العلاقة بين الأعراض الوعائية ونتائج صحية أخرى، مثل الإدراك والوظائف العقلية.