وصلت درجات حرارة المحيطات في عام 2024 إلى مستويات قياسية، مما أدى إلى تفاقم الطقس المتطرف وتهديد النظم البيئية نتيجة لتسارع الاحترار العالمي.
كشف دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Advances in Atmospheric Sciences" عن تسجيل درجات حرارة قياسية للمحيطات في عام 2024، هذه هي أعلى درجات حرارة تم قياسها على الإطلاق، مؤثرة ليس فقط على درجات الحرارة السطحية ولكن أيضا على الأجزاء العميقة من المحيط بارتفاع يصل إلى 2000 متر.
أهمية المحيطات في تنظيم المناخ
تعتبر المحيطات جزءا حيويا من مناخ الأرض، حيث تحتفظ المحيطات بـ 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن الاحترار العالمي، كما تغطي 70% من سطح الأرض، بسبب هذه العوامل، تؤثر المحيطات بشكل كبير في أنماط الطقس من خلال نقل الحرارة والرطوبة إلى الغلاف الجوي. كما تتحكم المحيطات في سرعة تغير المناخ.
التغيرات في محتوى حرارة المحيطات
تتبع الباحثون التغيرات في محتوى حرارة المحيطات في الأعماق العلوية (حتى 2000 متر) منذ عام 1958، وجاءت النتائج ثابتة من فرق دولية متعددة، أظهرت الدراسة أن محتوى حرارة المحيطات قد ارتفع بشكل مستمر خلال السنوات الماضية، حيث سجل عام 2024 زيادة غير مسبوقة في حرارة المحيطات.
تسارع الاحترار البحري وتأثيراته على الطقس
يؤدي الاحترار المستمر للمحيطات إلى تأثيرات خطيرة على الحياة البحرية وتغيرات مناخية كبيرة، زيادة حرارة المحيطات تسبب تغييرات في دورة المياه الجوية، مما يؤدي إلى تقلبات متطرفة في الطقس، مثل الجفاف، والحرائق، والأعاصير، والفيضانات. وقد سجلت 104 دول أعلى درجات حرارة لها على الإطلاق في العام الماضي.
توزيع الاحترار الإقليمي وتأثيره على الحياة البحرية
الاحترار البحري لا يحدث بشكل موحد؛ هناك تفاوتات إقليمية ملحوظة، على سبيل المثال، ترتفع درجات حرارة المحيطات في الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وكذلك في بعض أجزاء المحيط الهادئ الشمالي، ولكن مناطق أخرى، مثل المناطق الاستوائية، لم تشهد نفس الارتفاع بسبب تأثيرات دورة لا نينا/إل نينيو، يمكن أن يؤدي الاحترار إلى تدمير النظم البيئية البحرية وتدهور الحياة البحرية.
العواقب الاجتماعية والاقتصادية لتسارع التغير المناخي
الاحترار البحري يعكس التغيرات المناخية الكارثية التي تحدث على سطح الأرض، كما أظهرت البيانات، فقد تكبدت الولايات المتحدة خسائر تقدر بنحو 3 تريليونات دولار بسبب الكوارث المناخية منذ عام 1980، يشدد العلماء على أن المحيطات تعمل كدليل رئيسي على الاحترار الكوكبي، وأن استمرار عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة تغير المناخ سيؤدي إلى مزيد من التدمير والتكاليف والدمار.
المحيطات ليست فقط مقياسًا لتغير المناخ، بل تلعب دورا حاسما في تنظيم الطقس العالمي، مع استمرار الاحترار البحري، فإن تأثيراته على الحياة البحرية والطبيعة، فضلاً عن الكوارث الطبيعية التي يعاني منها البشر، ستستمر في التفاقم.