لطالما تحدث البشر عن قدرة الحيوانات على “استشعار” الكوارث الطبيعية قبل حدوثها، فمن سلوك الكلاب الغريب قبل الزلازل، إلى هروب الأفيال قبل تسونامي، هناك أدلة تشير إلى أن الحيوانات تمتلك حاسة فريدة للتنبؤ بالكوارث. فهل هذه مجرد أساطير أم حقيقة علمية؟
أمثلة واقعية على تنبؤ الحيوانات بالكوارث
1. سلوك الحيوانات قبل زلزال 2004 في المحيط الهندي:
قبل دقائق من وصول تسونامي المدمّر، شوهدت قطعان من الأفيال تهرب إلى مناطق مرتفعة، كما لو كانت “تعلم” بالخطر القادم.
2. زلزال الصين 1975:
قبل وقوع الزلزال، لاحظ السكان سلوكاً غريباً من الحيوانات مثل الثعابين التي خرجت من جحورها في منتصف الشتاء.
3. الطيور قبل الأعاصير:
تشير ملاحظات العلماء إلى أن الطيور تغير مسارها قبل وصول الأعاصير، كما لو أنها تستشعر التغيرات الجوية بشكل مبكر.
كيف يمكن للحيوانات التنبؤ بالكوارث؟
1. الإحساس بالموجات الزلزالية:
الحيوانات قد تكون قادرة على استشعار الموجات الزلزالية الصغيرة التي تحدث قبل الزلازل الكبرى، حيث أن هذه الموجات، المعروفة باسم “P-waves”، غالباً ما تكون غير محسوسة للبشر.
2. التغيرات في المجال المغناطيسي:
بعض الحيوانات، مثل الطيور والأسماك، لديها حساسية عالية للمجالات المغناطيسية، ويمكن أن تتأثر هذه الحقول قبل الكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو البراكين.
3. استشعار التغيرات الكيميائية:
قبل الزلازل، تحدث تغييرات في المياه الجوفية أو في الغازات المنبعثة من الأرض، ويمكن أن تكون الحيوانات حساسة لهذه التغيرات.
4. الأصوات غير المسموعة:
تنتج الكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو الأعاصير أصواتاً منخفضة التردد (Infrasound) لا يستطيع البشر سماعها، لكنها قد تكون واضحة للحيوانات.
دراسات علمية حول هذه الظاهرة
1. دراسة عن الكلاب والزلزال:
في اليابان، أظهرت دراسة أن الكلاب غالباً ما تتصرف بقلق قبل الزلازل، مثل النباح المفرط أو محاولة الهروب.
2. تجربة على الأسماك:
في إحدى التجارب، لاحظ العلماء أن الأسماك تتصرف بشكل مضطرب عندما تتغير مستويات الغازات في المياه، مما يشير إلى قدرتها على استشعار التغيرات البيئية.
3. الأفيال وتسونامي:
أظهرت دراسة في سريلانكا أن الأفيال يمكن أن تستشعر الاهتزازات الزلزالية عبر أقدامها، مما يفسر هروبها إلى مناطق آمنة قبل وقوع تسونامي.
هل يمكن استخدام الحيوانات كنظام إنذار مبكر؟
رغم أن الدراسات تشير إلى أن الحيوانات قد تمتلك قدرة على التنبؤ بالكوارث، إلا أن هذه الظاهرة ليست دقيقة بما يكفي لاستخدامها كوسيلة علمية. مع ذلك:
• يمكن مراقبة سلوك الحيوانات لتوفير أدلة إضافية على اقتراب الكوارث.
• تستخدم بعض المجتمعات الريفية الحيوانات كإشارات تحذيرية.
التحديات العلمية لفهم الظاهرة
1. عدم التعميم:
ليست كل الحيوانات تظهر سلوكاً استباقياً، مما يجعل من الصعب استخدام الظاهرة بشكل موثوق.
2. نقص الأبحاث المكثفة:
رغم كثرة الملاحظات، لا تزال الأبحاث في هذا المجال محدودة.
3. تفسير السلوك:
بعض السلوكيات الغريبة قد تكون ناتجة عن عوامل أخرى مثل تغيرات الطقس أو التهديدات الأخرى.
هل هي حقيقة أم خيال؟
قدرة الحيوانات على التنبؤ بالكوارث الطبيعية تبقى مثيرة للجدل. بينما تشير بعض الأدلة إلى وجود حاسة خفية لدى الحيوانات، لا يزال العلم بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم هذه الظاهرة. حتى ذلك الوقت، ربما تكون مراقبة الحيوانات أثناء الكوارث طريقة ذكية للبقاء آمناً.