في عالم يمتلئ بالمخاطر، من الكوارث الطبيعية إلى الحوادث اليومية، يبرز نوع جديد من التهديدات التي قد تبدو بعيدة الاحتمال لكنها تحمل خطراً لا يُستهان به: الاصطدام الكويكبي.
- هل الكويكبات أخطر من البرق؟
كشفت دراسة حديثة أجراها علماء من "كلية أولين للهندسة" باستخدام بيانات وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن خطر الوفاة بسبب اصطدام كويكب بالأرض يفوق خطر الوفاة نتيجة صاعقة برق! إذ قدّر العلماء أن احتمال وفاة شخص عادي نتيجة اصطدام نيزك يبلغ 1 من كل 156000، مقارنة باحتمال الوفاة من صاعقة برق والذي يبلغ 1 من كل 163000.
- الأجسام القريبة من الأرض (NEOs): تهديد حقيقي
تشير البيانات إلى وجود أكثر من 22800 جسم قريب من الأرض يتجاوز قطر كل منها 140 متراً، ويشكّل هذا العدد تهديداً فعلياً للكوكب، خصوصاً أن احتمال اصطدام أحدها بالأرض يبلغ 0.0091% سنوياً، مما يعني أن فرص حدوث ذلك خلال حياة فرد واحد تُقدّر بـ 1 من 156.
- كارثة محتملة أقوى من قنابل هيروشيما
إذا حدث الاصطدام، فقد يكون الانفجار الناتج أقوى بآلاف المرات من القنابل النووية، مسبّباً كارثة بيئية كبرى، قد تحجب أشعة الشمس وتوقف عملية التمثيل الضوئي، مؤدية إلى انقراض جماعي.
- الموقع يحدد حجم الكارثة
لا تعتمد خطورة الاصطدام فقط على حجم الكويكب، بل أيضاً على موقع سقوطه. فإذا سقط في محيط ناءٍ، قد تمر الكارثة دون خسائر تُذكر، لكن سقوطه في مدينة مزدحمة قد يؤدي إلى مقتل مليون شخص أو أكثر.
- كارثة يمكن منعها تقنياً
على عكس معظم الكوارث الطبيعية، فإن اصطدام الكويكبات هو الوحيد الذي يمكن منعه تقنياً، ففي عام 2022، نجحت وكالة ناسا عبر مهمة "DART" في تحويل مسار كويكب صغير بواسطة قمر صناعي.
لكن هذا النوع من الوقاية يتطلب استثمارات ضخمة وتخطيطاً مسبقاً يمتد لسنوات.
- جدلية الأولويات: دفاع فضائي أم وقاية يومية؟
يشير الباحثون إلى أن مقارنة خطر النيازك مع حوادث أكثر شيوعاً مثل حوادث السير أو الأمراض المعدية قد تساعد صناع القرار على تحديد أولويات التمويل والاستثمار: هل يجب توجيه الموارد نحو الدفاع الكوكبي؟ أم يجب التركيز على تحسين السلامة العامة والوقاية من الأمراض؟