أعلنت وكالة ناسا عن نجاح اختبار نظامها التجريبي GUARDIAN، المصمم لاكتشاف موجات تسونامي في وقت أبكر بكثير من الطرق التقليدية.

فقد تمكن النظام من رصد اضطرابات الغلاف الجوي الناتجة عن زلزال بلغت شدته 8.8 درجات وقع قبالة سواحل كامتشاتكا في نهاية يوليو، محققا إنجازا علميا غير مسبوق في مجال الإنذار المبكر للكوارث الطبيعية.

كيف يعمل نظام GUARDIAN؟

يعتمد GUARDIAN على تحليل إشارات GNSS (أنظمة الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية).

هذه الإشارات تتعرض لتشوهات في الأيونوسفير عند تحرك كتل هائلة من مياه المحيط، وهو ما يشير إلى تشكل موجات تسونامي.

النظام يستفيد من أكثر من 350 محطة أرضية لمراقبة هذه التغيرات بدقة.

يمكنه اكتشاف علامات التسونامي على مسافة تصل إلى 1200 كيلومتر.

في أفضل الظروف، يمنح النظام سكان السواحل ساعة و20 دقيقة إضافية لاتخاذ إجراءات الإجلاء، وهو وقت كافٍ لإنقاذ آلاف الأرواح.

دور الذكاء الاصطناعي في الاختبار الناجح

قبل يوم واحد فقط من الزلزال، تم دمج الذكاء الاصطناعي في النظام لمساعدته على تحديد الإشارات الدقيقة بسرعة أكبر.

عند وقوع الهزة الأرضية:

التقط النظام التغيرات الفورية في الغلاف الجوي.

أرسل إشعارات إلى الخبراء بعد 20 دقيقة فقط من الزلزال.

أكد حدوث التسونامي قبل وصول الموجات إلى هاواي وسواحل أخرى في المحيط الهادئ بـ 30–40 دقيقة.

أهمية النظام عالميا

أكد كريستوفر مور، مدير مركز أبحاث التسونامي في NOAA، أن GUARDIAN لا يهدف إلى استبدال أنظمة الرصد الحالية، بل إلى سد الثغرات التي تعجز عنها أجهزة الاستشعار البحرية باهظة التكلفة والمحدودة الانتشار.

كما شددت أدريين موزلي، من المركز الأسترالي المشترك للتحذير من التسونامي، على أن هذه التقنية: “تمثل أداة إنقاذ عالمية، فموجات التسونامي لا تعترف بالحدود الوطنية، ومشاركة هذه البيانات بين الدول أمر حتمي لحماية الأرواح.”

نظام GUARDIAN يمثل قفزة نوعية في التنبؤ بالكوارث الطبيعية، إذ يجمع بين التكنولوجيا الفضائية والذكاء الاصطناعي لتقليل المخاطر وإنقاذ الأرواح. نجاحه في أول اختبار حقيقي يعزز الآمال في مستقبل أكثر أمانا لسكان السواحل حول العالم.