زلزال كامشاتكا العنيف في المحيط الهادئ لم يخلف تسونامي مدمر كما كان متوقع
منوعات
زلزال كامشاتكا العنيف في المحيط الهادئ لم يخلف تسونامي مدمر كما كان متوقع
2 آب 2025 , 12:24 م

وقع زلزال هائل قبالة الساحل الشرقي لشبه جزيرة كامشاتكا الروسية في 30 يوليو 2025 وبلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، ليُسجّل كأحد أقوى الزلازل في التاريخ الحديث.
وقد أثار هذا الحدث الجيولوجي تحذيرات من موجات تسونامي واسعة الانتشار في منطقة المحيط الهادئ، ووصلت بالفعل بعض الموجات إلى هاواي وسواحل الولايات المتحدة، إلا أن المفاجأة كانت في أن تأثير التسونامي كان أقل بكثير من المتوقع.
- تحذيرات واسعة النطاق وإجراءات وقائية سريعة
عقب وقوع الزلزال، سارعت دول عدة في منطقة المحيط الهادئ – بما في ذلك دول شرق آسيا والأمريكتين – إلى إطلاق تحذيرات عاجلة من تسونامي، وشملت هذه الإجراءات إخلاء سكان المناطق الساحلية تفاديا لأي كارثة مدمرة، خاصة مع ورود أنباء عن وصول الأمواج في بعض مناطق كامشاتكا إلى ارتفاع أربعة أمتار، مسببة أضرارا مادية كبيرة.
- اليابان تنجو من موجات مدمرة
رغم أن اليابان قريبة نسبيا من مركز الزلزال مقارنة بدول أخرى، فإنها لم تتعرض لموجات تسونامي كارثية كما كان متوقعا، وهو ما دفع العديد من الدول إلى تقليص تحذيراتها لاحقا، أو إلغائها بالكامل.
- لماذا كانت موجات التسونامي أضعف من المتوقع؟
عادة ما تؤدي الزلازل الكبرى إلى توليد موجات تسونامي هائلة نتيجة الانزياح المفاجئ لقاع البحر، إلا أن تأثير هذا الزلزال كان محدودا نسبيا، ويعود السبب في ذلك إلى خصائصه الجيولوجية:
موقع الزلزال: حدث الزلزال عند حدود صفيحة المحيط الهادئ التي تنزلق تحت صفيحة أمريكا الشمالية في عملية "اندساس".
سرعة حركة الصفائح: وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، تتحرك الصفائح بسرعة 80 ملم في السنة، وهي من الأسرع عالميا.
العمق: وقع الزلزال على عمق 20.7 كيلومترا، وهو أعمق من زلزال سومطرة (2004) وزلزال اليابان (2011)، مما حدّ من الانزياح العمودي لقاع البحر وبالتالي من حجم المياه المزاحة.
- كيف تتكون موجات التسونامي؟
تتشكل موجات التسونامي عندما تؤدي الحركة المفاجئة للصفائح التكتونية إلى رفع أو خفض قاع البحر، مما يدفع كميات هائلة من الماء، تنتقل هذه الموجات عبر المحيط بسرعة قد تصل إلى 700 كيلومتر في الساعة، وعلى الرغم من أنها تمر دون أن تُلاحظ في المياه العميقة، فإنها تتباطأ وترتفع حين تقترب من اليابسة، مسببة دمارا في المناطق الساحلية.
- أنظمة الإنذار المبكر أنقذت الأرواح
رغم أن موجات التسونامي كانت أضعف من المتوقع، فإن سرعة تفعيل أنظمة التحذير والإنذار المبكر لعبت دورا حاسما في الحد من الخسائر البشرية. إذ جرى إجلاء السكان في المناطق المعرضة للخطر في الوقت المناسب، مما قلّل من تأثير الزلزال بشكل كبير.
- الطبيعة لا تزال تحذرنا
يبقى هذا الزلزال القوي تذكيرا بمدى القوة الكامنة في الطبيعة، وأهمية اليقظة الدائمة، والاستثمار المستمر في تطوير أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة السريعة.

المصدر: صحيفة إندبندنت البريطانية