يوم انتصار شعب نصرالله مقابل سلطة سياسية مُعاقة
مقالات
يوم انتصار شعب نصرالله مقابل سلطة سياسية مُعاقة
حليم خاتون
27 كانون الثاني 2025 , 00:56 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

زحف شعب نصرالله من الجنوب والبقاع والضاحية لإسقاط سلطة الانتداب الأميركي في لبنان...

كتب شعب نصرالله ملحمة كان ثمنها ٢٢ شهيدا وأكثر من ١٢٠جريحا...

ثبّت شعب الجنوب والبقاع والضاحية مبدأ قوة لبنان في قوته...

تخطى شعب نصرالله حواجز الجيش التي وُضعت بأمر سلطة الانتداب الأميركي لمنع الناس من العودة إلى بيوتها وأراضيها...

وسط نباح كلاب الداخل، ونهيق جماعة حمير السيادة المزيفة، فتح شعب نصرالله الطريق للجيش اللبناني للانتشار رغم عدم وجود رغبة عند السلطة السياسية التابعة لسلطة الانتداب الأميركي بهذا الانتشار ومنع جيش الكيان ليس فقط من البقاء في قرى الحافة، بل وصل الأمر بهذه السلطة المسخ عدم التقدم إلى المواقع التي كانت المقاومة تخليها بحيث استطاع جيش الكيان الغاصب التقدم هو نفسه للقيام بكل عمليات تفجير البيوت وتجريف الطرقات...

طيلة ستين يوما خرق خلاله جيش الكيان اتفاق وقف النار اكثر من ألف مرة بكثير، لم تقم خلالها حكومة لبنان التابعة لسلطة الانتداب الأميركي بتقديم ولو شكوى لفظية إلى الهيئات الدولية حول هذه الخروقات وما ينتج عنها من أعمال إجرامية ترتقي إلى مستوى جرائم حرب...

لا بل أن القاضي نواف سلام الآتي من محكمة العدل الدولية لم يعمل على تقديم ملف بهذه الجرائم إلى المحكمة التي كان يرأسها...

يا أخي "كسّور عينا واعمل شيئا، اي شيء" بدل الخروج الباهت بجملة بالكاد تتحدث عن تضامن السلطة السياسية في هذا اليوم دون حتى ذكر خبر سقوط ٢٢ شهيدا وأكثر من ١٢٠ جريحا...

لم يأت القاضي سلام على ذكر أي كلمة عن اتفاق يلزم الكيان بالإنسحاب خلال ٦٠ يوما كحد أقصى...

الرجل الآتي من حركة فتح واليسار اللبناني خلال الحرب الأهلية بالكاد ذكر كلمة عن حق الشعوب بالدفاع عن أرضها المحتلة...

المكتوب يُقرأ من العنوان؛ عنوان نواف سلام كان الأكثر وضوحا في التبعية المطلقة لسلطة الانتداب الأميركي حيث عجز الرئيس المكلف عن تسمية الأشياء بأسمائها...

خلف الرئيس المكلف، مجموعة كبيرة من الحاقدين على المقاومة لم يظهروا على الشاشات، وعندما ظهر بعضهم كان التركيز على تحميل المقاومة وزر ما حصل وكأننا جيران لوديع مسالم ليس لديه أي نية لغزونا وقتلنا...

نساء "إخوة رجال" في هذا الوطن وسط صحراء عربية واسعة قاحلة اختفت فيها الرجولة، قمن بتعليم الرئيس المكلف نواف سلام ورئيس سلطة البلديات في فلسطين محمود عباس كيفية القيام بالعمل الوطني في المقاومة السلمية...

بصدور عارية، باللحم الحي، واجه شعب نصرالله جحافل دبابات كيان الإبادة الجماعية...

في جنوب لبنان، خرجت الناس دون سلاح ودون حتى توجيه اللكمات دفاعا عن النفس في مظهر يشبه كثيرا حملة غاندي في تحرير الهند من الاستعمار البريطاني...

نواف سلام ومحمود عباس غارقان حتى الثمالة في التنظير للنضال السلمي، لكنهما يعجزان حتى عن النضال الكلام ليس إلا...

في جنوب لبنان، كتب اليوم شعب نصرالله كلمات خالدة في العزة والكرامة وضعت حدا لسلسلة من النكسات والاحباط خلال ستين يوما عبث فيها الأميركي والفرنسي بكل القيم بينما يحمي الكيان سفن وطائرات استطلاع بريطانية وألمانية تعمل على مدار الساعة في خدمة الكيان وحمايته من أي صرخة حرية...

على كل حال، يبقى نفس الموقف قائما؛

غدا يوم آخر...

انتهى زمن الهزائم وعدنا بقوة إلى زمن الانتصارات وقوة العزائم 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري