انتشر مؤخراً ما يعرف بـ"كوكتيل الكورتيزول" على مواقع التواصل الاجتماعي، مدفوعاً بترويج عدد من المؤثرين له كمشروب سحري قادر على تقليل التوتر وخفض مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، إلا أن هذه الصيحة الصحية الجديدة أثارت ردود فعل متباينة من الأوساط الطبية، التي حذرت من الاعتماد على هذا النوع من المشروبات دون سند علمي قوي.
- ما هو "كوكتيل الكورتيزول"؟
يتكوّن المشروب من مزيج من:
ماء جوز الهند
عصير الليمون
عصير البرتقال
ملح البحر
المياه الغازية
ملعقة صغيرة من مسحوق المغنيسيوم
ويزعم مروّجوه أن هذا الخليط يهدّئ الجهاز العصبي، ويعزز الاسترخاء، وبالتالي يساعد على إبقاء مستويات الكورتيزول تحت السيطرة.
- ما هو الكورتيزول ولماذا يُعد مهماً؟
الكورتيزول هو هرمون تنتجه الغدد الكظرية كاستجابة طبيعية للتوتر، وله دور مهم في:
تنظيم ضغط الدم
السيطرة على مستويات السكر في الدم
مقاومة الالتهابات
تنظيم النوم
- التأقلم مع الضغوط الجسدية والنفسية
غير أن استمرار ارتفاع الكورتيزول لفترات طويلة قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل:
الأرق
زيادة الوزن
ارتفاع الكوليسترول
أمراض القلب
اضطرابات الخصوبة
- تحذيرات الخبراء من مبالغة الترويج
على الرغم من احتواء المشروب على عناصر مفيدة مثل المغنيسيوم وماء جوز الهند، إلا أن متخصصين في الطب والتغذية قلّلوا من أهميته كوسيلة فعالة في تنظيم هرمونات التوتر.
د. تشارلز كارلسن – رئيس قسم التكنولوجيا الطبية في DRSONO يقول: "رغم أن المكونات مفيدة، فإن الأبحاث لا تدعم تأثير مشروب معين على خفض هرمون التوتر بشكل مباشر أو فعال."
د. جيفري ديتزيل – طبيب نفسي في نيويورك يقول: "الكوكتيل يبدو أقرب إلى ضجة إعلامية أكثر من كونه علاجاً حقيقياً للتوتر."
- المغنيسيوم ... عنصر مهم ولكن ليس كافياً
يحتوي الكوكتيل على حوالي 200 ملغ من المغنيسيوم، وهو معدن حيوي يدعم:
استقرار المزاج
إنتاج الطاقة
صحة العضلات
لكن وفقاً للدكتور دانيال أتكينسون: "امتصاص المغنيسيوم من المكملات قد لا يكون مضموناً، ومن الأفضل الحصول عليه من مصادر طبيعية كالبقوليات والمكسرات."
كما حذّر من أن الإفراط في المغنيسيوم قد يؤدي إلى:
الإسهال
اضطرابات هضمية
مضاعفات لمرضى الكلى.
- السكر وتأثيره على مرضى السكري
رغم احتواء مكونات المشروب على فيتامين C وفوائد مرطبة، إلا أنها قد تحتوي أيضاً على كميات غير قليلة من السكر، ما قد يشكّل خطراً على:
مرضى السكري
المصابين بمقاومة الإنسولين
النساء المصابات بمتلازمة تكيّس المبايض.
- ما البدائل الصحية لتقليل التوتر والكورتيزول؟
أكد الأطباء أن خفض التوتر بشكل فعّال لا يتحقق من خلال مشروب واحد، بل يحتاج إلى نمط حياة صحي ومتوازن يشمل:
ممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي واليوغا وركوب الدراجة.
تحسين جودة النوم والنوم المنتظم لعدد ساعات كافٍ.
اتباع نظام غذائي صحي غني بمضادات الأكسدة مثل التوت، الشاي الأخضر، والشوكولاتة الداكنة.
تقنيات التأمل والتنفس العميق لتخفيف التوتر المستمر.
رغم الضجة التي أحدثها "كوكتيل الكورتيزول" على الإنترنت، يظل التوتر مشكلة معقدة تحتاج إلى حلول علمية وعملية، وليس إلى وصفات شائعة قد تفتقر إلى أساس علمي، وينصح الخبراء بالتعامل مع التوتر من خلال أسلوب حياة صحي ونظام غذائي متوازن، والابتعاد عن "الترندات" التي قد تحمل مخاطر غير محسوبة.