توصلت مراجعة علمية أجراها باحثون من جامعة برمنغهام وجامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة إلى أن جرعات مضبوطة من غاز الضحك (أكسيد النيتروز) يمكن أن تمنح تخفيفاً سريعاً وفعّالاً لأعراض الاكتئاب.
وتشير النتائج إلى إمكانية استخدام هذا العلاج لفترات أطول وبطريقة متكررة، خصوصاً لدى:
المصابين بالاكتئاب الشديد (MDD)
المصابين بالاكتئاب المقاوم للعلاج (TRD)
وهؤلاء يُعدّون عادةً من أصعب الحالات استجابةً للعلاج.
لماذا تُعد هذه النتائج مهمة؟
يقول الطبيب النفسي ستيفن ماروا من جامعة برمنغهام: «هذه الفئة من المرضى غالباً ما تفقد الأمل في الشفاء، مما يجعل نتائج الدراسة مشجّعة للغاية.»
ويضيف أن النتائج تسلّط الضوء على الحاجة الملحّة لعلاجات جديدة قادرة على دعم الطرق العلاجية الحالية.
كيف يمكن لغاز الضحك تخفيف أعراض الاكتئاب؟
صورة توضيحية من الدراسة تشير إلى أن غاز الضحك قد يعمل عبر:
1. تهدئة نظام الجلوتامات العصبي
وهو جزء مهم في الجهاز العصبي، وقد رُبط سابقاً بظهور الاكتئاب.
يبدو أن أكسيد النيتروز يعمل على:
تقليل نشاط الإشارات العصبية المفرطة
تهدئة التواصل بين الخلايا العصبية
2. تحسين تدفّق الدم في الدماغ
حيث يزيد غاز الضحك من تدفق الدم، مما قد يساعد في:
نقل الأكسجين والمواد المغذية
إزالة الفضلات العصبية
إعادة التوازن في نشاط الدماغ
ومع مزيد من الأبحاث، قد يصبح بالإمكان تخصيص العلاج لكل مريض بحسب حالته البيولوجية.
نتائج التجارب السريرية
قام الباحثون بتحليل:
7 تجارب سريرية
247 مشاركاً
4 بروتوكولات تجارب مستقبلية
كان المتطوعون يستنشقون غاز الضحك بتركيزين:
50%
25%
وقورنت النتائج بمجموعة تناولت علاجاً وهمياً.
ما الذي وجدته الدراسة؟
جرعة 50% كانت أكثر فعالية، لكنها ارتبطت بآثار جانبية أكبر مثل الغثيان والصداع والانفصال الذهني.
ساعد الغاز في تخفيف أعراض الاكتئاب خلال ساعتين فقط.
كانت الراحة قصيرة المدى، وتعود الأعراض خلال أسبوع ما لم تتكرر الجرعة.
يعلق الباحث كيرانبريت غيل قائلاً: «الدراسة تجمع أفضل الأدلة المتاحة وتُظهر أن أكسيد النيتروز قادر على توفير تحسن سريع وملحوظ للمرضى الذين يعانون من اكتئاب شديد.»
الاكتئاب: مشكلة عالمية تتطلب حلولاً عاجلة
تسلّط الدراسة الضوء على الارتفاع الكبير في معدلات الاكتئاب، والذي أصبح:
السبب الأول للإعاقة عالمياً
يؤثر على أكثر من 300 مليون شخص
ويؤكد الباحثون أن غاز الضحك يمكن أن يصبح جزءاً من جيل جديد من العلاجات السريعة المفعول.
ماذا بعد؟
تشير النتائج إلى أن الخطوة القادمة هي:
إجراء تجارب أعمق
دراسة بروتوكولات للجرعات المتكررة
تحديد أفضل الطرق لدمج هذا العلاج في الممارسات السريرية
استهداف المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج التقليدي.