كتب الأستاذ حليم خاتون: ٣٠ألف في غزة، يلحقون ٦٠ألف في الضفة.
دراسات و أبحاث
كتب الأستاذ حليم خاتون: ٣٠ألف في غزة، يلحقون ٦٠ألف في الضفة.
حليم خاتون
26 تشرين الثاني 2021 , 19:37 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:


المقاومة التي تعتمد على غير شعبها، مصيرها إلى السقوط...

لم تكن جريمة أوسلو تقتصر على الف سبب وسبب من التنازلات السياسية والعسكرية أمام مغتصب الأرض الآتي من أربعة اتجاهات عالمنا...

حتى في اللقمة، في الماء، في الكهرباء، رضخ المفاوض الفلسطيني وسلم كل شيء لسلطة الإحتلال...

كم هي كمية السذاجة، بل كم هو مقدار النية على الانتحار عند هذا المفاوض الفلسطيني الذي ذهب إلى أوسلو يلبس ثوب انتفاضة شعبية عارمة، وخرج عاريا تماما، حتى من ورقة التوت...؟

هكذا ببساطة، رهن هذا المفاوض كل حياة الفلسطينيين بأربعة جهات لتمويل السلطة...

١- العدو الصهيوني الذي تمر عبره كل التحويلات المالية المتأتية من ضرائب وجمارك ورسوم ومساعدات خارجية...

٢- الولايات المتحدة الأميركية التي عليها تقديم مخصصات إلى السلطة بناءً على شهادة حسن سلوك...

٣-الإتحاد الأوروبي الذي ساهم بزرع الكيان، وتنميته حتى صارت له أسنان تفوق بقوتها كل اسنان الفلسطينيين والعرب والعالم...

٤-وهنا الطامة الكبرى...

الأنظمة العربية التي تنتظر موت الفلسطيني بصبر أقل من صبر الغرب نفسه... بل تعمل على قتله بكل الوسائل المتاحة لها...

هي نفس الأنظمة التي تذبح اليمنيين وتريد ذبح اللبنانيين...

المفاوض الفلسطيني خرج مع أوسلو مكبلاََ، بقيود فولاذية تزيد أضعافاً عن كل ما عهدناه من خيانات وطعن في الظهر منذ اليوم الأول الذي وطأت فيه قدم اول مستوطن دخل ارض فلسطين...

رفض ابو عمار متأخراً وحاول التملص من قيود نظّر هو نفسه طويلا لها، وسمح هو نفسه بأن تلتف حول رقبة منظمة التحرير، وحول رقاب الفلسطينيين...

لم تنفع كل براعة ابو عمار في الرقص على الحبال والتكتيك...

إما رأس المقاومة أو رأس قائدها...

ظن ابو عمار أن هذه الجهات الأربع لن تستطيع الإستغناء عنه...

هو وحده القادر على التوقيع على التخلي عن معظم فلسطين التاريخية...

لكن، كان لهؤلاء رأي آخر...

هم لا يريدون معظم فلسطين...

هم يريدون كل فلسطين وزيادة كمان...

أجبروه على القبول بمحمود عباس رئيسا للوزراء، ثم اجبروه على التخلي عن الصلاحيات قبل أن يقرر شارون أن مجرد وجود عرفات هو أمر مزعج...

تم اغتيال ابو عمار بالسم... ولا حاجة إلى أية براهين حسية عن القاتل...

القاتل معروف...

والمحرًض معروف...

والمخطط معروف...

كل هؤلاء ينحصرون في نفس الشكل ذي الأضلاع التمويلية الأربعة المذكورة أعلاه...

حتى عباس الذي لا يكشّ ولا ينشّ، لم يتحمله هؤلاء الأربعة..

حجزت السلطات الصهيونية أموال السلطة...

أوقف الأميركي كل تقديماته...

تبعه الذيل الأوروبي مباشرة...

لم يتأخر عرب بول البعير...

فاكتمل الحصار...

إما صفقة القرن وملاحقة وقتل المناضلين، أو لا مال ولا سلطة...

٦٠الف عنصر هم كلاب عباس من التنسيق الأمني...

ينبحون ويقفزون أمام أي سيد من الأضلاع الأربعة كي يرمي العصى حيث يريد...

تُرمى العصى باتجاه مزيد من التنسيق، ومزيد من التنازل، ومزيد من الانبطاح، ومزيد من الدماء الفلسطينية التي كان آخرها تسليم الأسيرين في جنين، بعد فضيحة اغتيال نزار بنات...

لقد نجحت الخطة مع سلام فياض... تم تسمين الفلسطينيين في الضفة، وها هي "الام الغولة"، تلتهمهم الواحد تلو الآخر...

نجحت خطة الاستعباد بالاقتصاد، بعد أن فشلت خطط الاستعباد بالنار...

عانى الفلسطينيون كثيراً في الضفة، كما يحصل اليوم في لبنان، ثم تم رمي المال المطبوع بلا حساب من خزائن بلهاء العرب...

في كل مرة يرفع فلسطيني رأسه في الضفة، يتم اللجوء إلى عبيد المال من أهل السلطة...

هؤلاء أدمنوا على المال الحرام، ومن أجله يرتكبون كل الحرام...

طالما أن النجاح كان لا بأس به في الضفة، لماذا عدم إعادة التجربة في غزة...

في غزة يحكم أولئك الذين يأتون من نفس خلفيات ثوار سوريا من الإخوان، من نفس أتباع إردوغان...

أليسوا هم من لوّح يوما بعلم الانتداب الفرنسي على أساس أنه علم الثورة في سوريا...؟

هؤلاء رصيدهم لا يزال عالياً بين الجماهير...

التجربة تدل أنهم قابلون للمساومة...

إنهم من نفس معدن عرفات الآتي من رحم الإخوان...

تم رمي الطعم قرب صنارة حركة حماس...

٣٠ ألف وظيفة عمل لأهل غزة في داخل أراضي ال ٤٨...

٣٠ ألف منسق أمني للمرحلة القادمة في غزة...

ليقل هنية ما يريد... ألم يكن هو إلى جانب خالد مشعل يوم التلويح المعيب بعلم الانتداب...

لتقل القيادات الحمساوية ما تريد؛ في النهاية الذي استطاع التخلص من أبو عمار لن يعجز عن التخلص من غيره...

هذا ليس درسا فقط لغزة...

هذا درس للبنان أيضاً...

أسوأ أنواع الفقر... هو الفقر الفكري، والفقر الثقافي...

سوف يتم شراء الناس ببعض المكاسب قبل أن يتم التهامها بعد جوع، يليه تسمين...

المأساة أن المقاومة في فلسطين وافقت على عرض ال ٣٠ ألف عميل مستقبلي...

المقاومة في لبنان تحاول التنافس مع الآلة الاقتصادية العالمية، يوما ببطاقة السجاد، ويوما آخر بالمازوت... حتى متى... قبل السقوط...

هل تذكرون قصة مدينة الاطفال المليئة بكل انواع الحلو والشوكولا والالعاب، حيث يتم تسمين الاطفال قبل أن تلتهمهم الغولة...

وحده صبي واخته فهما اللعبة، ولم يكونا يتناولان السكريات والشوكولا والحلو كي لا يسمنا...

إلى أن ملّت الغولة منهما ورمت بهما بعيدا...

ما يفعلونه في غزة...

ما يفعلونه في لبنان...

هو الإفقار والتجويع والحصار قبل التسمين... وقبل الإلتهام...

لن ينجو من الجوع والحروب إلا من يقيم اقتصاد مقاومة ولا يعتمد لا على صندوق النقد الدولي، ولا على الدول الراعية للتخريب الاقتصادي...

تذكروا القاتل الاقتصادي وماذا قال...

هناك حل واحد فقط...

يجب الخروج من دائرة سيطرة الرأسمال الإمبريالي، وألا فالسقوط حتمي في فم الغولة...