بِأجنِحَةٍ منَ الرِّيحِ، انتشَرَ صَوتُ الحارِسِ..
أَهُوَ الرُّهابُ أم أنَّ الأرواحَ تجانَسَت بالدِّماءِ؟
لا لونٌ وَلا لُغَةٌ..
لا شيءَ يَصِفُ حرقَةَ الانتِظار!
أن تكونَ بمكانٍ لا تنتَمي إليهِ،
مجروحَ الهَويَّةِ، هاوٍ للخريطَةِ..
تُحاوِلُ الاقتِرابَ فيُبعِدُكَ المُستَولي
الَّذي لا حقَّ لهُ وَلا سِيادة، لَكِنَّهُ بِغصَّتِكَ حازَ السَّعادة!
سَتغضَبُ و تستاء، و لِلملهوفِ حَقٌّ بالجَزَع..
فالهاوِيَةُ و الهضبةُ لَك..
تِلكَ الجِبالُ المُمَزَّقَةُ، أيضاَ لَك!
وَ يَشِعُّ من باطِنِها نورٌ؛
يملَأُ الأرواحَ بالدِّماءِ حتَّى يتجانَسا،
و بِمطلَعِ السَّماءِ حَمِيَّةٌ للدِّيارِ يتَطايَرون..
و الغيرَةُ مُروءَتُهُم،
وَ الغَافِلونَ عَنهُ لِماضينا القادِم..
أصفادٌ لها الشَّرَفُ بِأن التَفَّت حولَ جَواهِرٍ،
وَ أكفانٌ بَكَت فخراً، و هِيَ سريرُ باذِلِ الدَّمِ في سَبيلِ رايةٍ تُرَفرِفُ في أُفُقٍ فِلَسطينيٍّ..
"أفُقُ السَّماءِ المَليئةِ بالنَّدَبات"
و خارِجَ حدودِ هَذي الأرض؛
ظَلامٌ دامِسٌ..
كأنَّ لا حياةَ إلَّا بِها، وَلَا قلبٌ ينبِضُ إلَّا لَها!
عن ماذا سنكتُبُ من بعدِ غسانَ و محمود؟
وَ لِمَن خُلِقَت حُرِيَّةُ الموتِ
من بعدِ أرواحِهِم المُطَوَّقَةِ بأغصانِ الزَّيتون؟
و خلفَ كُلِّ حِكايَةٍ..
نَفَقٌ وَ سِتَّةُ أبطالٍ؛
حُفرةٌ و مِلعَقَةٌ و عقدانِ و نِصف..
فَإن كانَت أحلامُك خارجَ هذِهِ الأرضِ،
تأَكَّدْ أنّ أحلامَكَ صَغيرَةٌ على بابِ حُريَّتِكَ!
فَحُريَّةُ الأبِيِّ يا أخي
أن يقطِفَ البنادِقَ مِن أشجارِ الزَّيتون،
و أن تُخالِطَ دِماؤُه ماءَ بُحيرةِ طَبَرَيَّا..
حَدِّثني عن الكَرامَةِ،
سأكتُبُ لَكَ..
نَفَقٌ، و سِتَّةُ أبطالٍ!