كتب الأستاذ حليم خاتون
هل ما يحدث مؤخراً في الشرق الأوسط يوحي بتقلبات دراماتيكية غير متوقعة..؟
هل تحاول الإمارات جذب الأتراك إلى المستنقع الإسرائيلي المصري كما يقال...؟
من يؤثر على من، ولصالح من...؟
أسئلة كثيرة، قد تبدو وكأن الشرق الأوسط يوشك على ولادات غير شرعية تغير التحالفات...
بعد أن كانت سياسة "صفر مشاكل" شعارا لحزب العدالة والتنمية، يبدو أن الإمارات هي من يذهب إلى كل دول الإقليم وتحاول تصفير مشاكلها...
لم يبق سوى قطر، لم تتواصل معها الإمارات...
واحترام إعلانها الإنسحاب من حرب اليمن... بدل التلطي خلف ميليشيات الفوضى في الجنوب..
من يتابع خطوات دولة الإمارات، يحتار في أمره...
علاقات مع إسرائيل في نفس الوقت مع علاقات اقتصادية قوية مع إيران...
فتح صفحة جديدة مع تركيا، دون التخلي عن العداء لقطر...
لو كان هدف الإمارات إعلان حالة الحياد على الطريقة السويسرية، كنا فهمنا كل هذا الحراك الذي صار ينتهي بتصفير المشاكل...
لكن هناك الجزر التي لا تزال الإمارات تصر على استردادها من إيران...
هناك حرب اليمن التي لا تزال الإمارات منغمسة فيها...
هناك ليبيا حيث لا تزال الإمارات تدعم خليفة حفتر عسكريا وسياسياً...
إذا كان وضع الإمارات يثير تلك الحيرة، ماذا عن موقف تركيا؟
تركيا التي كانت تحمل إشارة رابعة الإخوانية، طرقت ابواب السيسي منذ فترة...
هل تخلى إردوغان عن حلم تزعم العالم الإسلامي؟
قليلون هم من صدقوا دموع رجب طيب إردوغان تعاطفاً مع فلسطين...
هل كان إردوغان بارعا في التمثيل حين تصدى لبيريز في دافوس؟
أم ان الحلم العثماني التقى يومها مع الرغبة الأميركية...؟
كيف يمكن لنظام أن يدعم الفلسطينيين، ويشارك في مناورات عسكرية مع إسرائيل، وعنده تبادل تجاري مع هذا الكيان يفوق العشرين مليار دولار...
إما أن هناك كذب واضح، وإما أن البراغماتية تجاوزت كل حدود الفقاعة...
وحدها ربما حركة حماس محتارة ولا تجد تفسيراً...
حماس التي صدقت إردوغان تجد نفسها على وشك أن تطرد من أنقرة واسطنبول...
في النهاية، تركيا والإمارات وإسرائيل والنظام في مصر، كل هؤلاء عندهم سيد واحد: إنها أميركا...
عندما يحرك المايسترو يديه، يفهم كل عازف أي نوتة عليه أن يلعب...
كل ما تفعله الإمارات وتركيا، هو لعب النوتة التي أشار بها المايسترو الأميركي...
حين احتاج أوباما أن تلعب تركيا نوتة الإخوان المسلمين، كشر إردوغان عن أنيابه لتخريب سوريا ومصر وتونس...
لماذا يريد الأميركي اليوم هذا التحرك الإماراتي...؟
هل انتهى دور الإخوان المسلمين؟
يبدو ان الجناح الوطني في حماس نجح في السيطرة على الحركة وقرر رسم خطوط ثابتة
قائمة على ثابتة فلسطين من البحر إلى النهر...
أمريكا ذهبت إلى فيينا، وهي تعرف انها لم تعد أمام إيران تحت عقوبات أممية...
أميركا ذهبت إلى فيينا، والتخصيب قد تعدى ال60%...
هناك حقائق على الأرض سوف ترضخ لها أميركا...
هذا لا يعجب لا إسرائيل ولا الإمارات...
هل هي محاولة لإيجاد ند اسلامي سني مقابل إيران...؟
في أحد الأيام، أوعزت أميركا للإمارات بتمويل القنبلة الذرية الباكستانية...
هل المطلوب اليوم مشروع نووي تركي مقابل المشروع الإيراني..؟
كل شيء ممكن...
ربما هو المخاض...
كما يقول المصريون:
يا خبر، اليوم بفلوس، وبكرة ببلاش...
كثيرة هي الأسئلة...
قريبا سوف نعرف ماذا، ولماذا...
لكن هناك ثابتة في هذا النظام العالمي:
أميركا هي رأس الأفعى، وإسرائيل هي الرأس الصغير التوأم...
كيفكا تحركت الأدوات، علينا الحذر...
تجربة سوريا لا تزال في الأذهان...
لا تلوحوا بأعلام الانتداب مرة أخرى...
واحذروا ...
داعش راجعة...
أصلاً هي كانت عند قسد وعند الأميركيين...
اليد يجب ان تظل على الزناد...
في المرة القادمة، لن يكون الجيش اللبناني حيث كان، وحرب حزب الله القادمة سوف تكون أكثر ضراوة...
أميركا وفرنسا يعودون ل2005 جديدة...
كلام محمد رعد عن التوافق، يذكرنا بالتحالف الرباعي...
انتهى زمن القفازات...
وعلى حزب الله أن يتهيأ للحرب...
هذه المرة، هم يريدونها وسوف يضطر الحزب للقتال